رمز الخبر: ۲۶۸۵۲
تأريخ النشر: 11:10 - 03 November 2010
عصرایران - وکالات - ألمح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين المنتهية ولايته في اجتماع وداعي للجنة الخارجية والأمن في الكنيست أمس إلى ضلوع إسرائيل في مهاجمة موقع دير الزور السوري وقال إنه تعامل خلال ولايته مع برنامجين نوويين، في إشارة إلى إيران وسوريا.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يدلين قوله "لقد استبدلت ثلاثة وزراء دفاع ورئيسي أركان الجيش ورئيسي وزراء ومرت عليّ حربان وتعاملت مع برنامجين نوويين".

يُذكر أن إسرائيل لم تعترف حتى الآن رسمياً بأن طيرانها الحربي هو الذي هاجم منشأة في منطقة دير الزور السورية بادعاء أنها مفاعل نووي، فيما تحدثت تقارير عن أن الاستخبارات الإسرائيلية نفذت وما زالت تنفذ عمليات في إيران لعرقلة التقدم في تطوير البرنامج النووي هناك. وأضاف "اعتدت على القول للجنود ألا يعتقدون أن لبنان وغزة هي حرب"، في إشارة إلى حرب لبنان الثانية والحرب في تموز (يوليو) العام 2006 والحرب على غزة مطلع العام الماضي، "وإنما هذه كانت عمليات عسكرية واسعة".

وقال يدلين إن "على رؤساء أجهزة استخبارات أن يتولوا مناصبهم لمدة خمس سنوات وليس أقل من ذلك، لأنه إذا لم يكن الأمر كذلك فإنهم لن يتمكنوا من تحريك تغييرات في الجهاز، وليس مدة أطول من هذه الفترة لأنه من الجائز عندها أن تصبح الأجهزة الدفاعية متحجرة"، مشيراً إلى أن هذا ما دفعه إلى اتخاذ قرار بإنهاء ولايته.

ويذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ورئيس أركان الجيش غابي أشكنازي عينا أخيراً العميد افيف كوخافي خلفاً ليدلين الذي يُعتبر في هذه الأثناء أحد المرشحين لتولي رئاسة الموساد خلفاً لمائير داغان.

وقال يدلين "لقد ترأست مجموعة من آلاف الأشخاص الجيدين الذين يعملون سبعة أيام في الأسبوع و24 ساعة في اليوم من أجل الحصول على المعلومات وتحليلها والتحقيق وفهم الأوضاع".

وتابع أن "المستهلك الرئيسي (للمعلومات الاستخباراتية) الذي وضعته بالمستوى نفسه مع رئيس الحكومة ووزير الدفاع هو الجندي الموجود في الميدان، ذلك الذي يضغط على الزناد وينبغي عليه الانتصار في الحرب، كما أني اهتممت بإطلاع اللجنة (البرلمانية) على كافة التفاصيل".

وتلقى يدلين سيلاً من المديح من أعضاء لجنة الخارجية والأمن وقال رئيس اللجنة عضو الكنيست تساحي هنغبي إن "يدلين يتسرح من الخدمة العسكرية بعد 40 عاماً ونحن نودعه بأسف، وقد استمتعت اللجنة بالإشراف عليك طوال خمس سنوات متتالية رغم أنك المشرف الأكثر حرصاً على نفسك".

وتابع هنغبي "كنا شركاء (في الاطلاع على) إنجازات رائعة وغالبية الجمهور لا يعرفها ولن يعرفها، وحتى عندما حدث خلل لم تحاول إخفائه أبداً، وقمت بواجبك بوضع الأمور على حقيقتها على الطاولة وآمل ألا تختفي وأن تصنع لمصلحة عائلتك وأن تكون عوناً لشعب إسرائيل".

وفي سياق متصل بمتابعة إسرائيل لبرامج إيران النووية، وصل وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى إسرائيل مساء أمس لإجراء مداولات سرية مع مسؤولين إسرائيليين حول البرنامج النووي الإيراني.

وذكرت صحيفة "هآرتس" أن السفارة البريطانية دعت مجموعة من المسؤولين الإسرائيليين رفيعي المستوى إلى "دائرة مستديرة" سرية حول النووي الإيراني وتشمل وجبة فطور في منزل السفير البريطاني في مدينة رمات غان قرب تل أبيب صباح اليوم. وأضافت الصحيفة أنه دعي إلى وجبة الفطور غداً كل من رئيس الموساد مائير داغان والمدير العام للجنة الطاقة النووية شاؤول حوريف والوزير المكلف بالإشراف على أجهزة الاستخبارات دان مريدور ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون ونائب وزير الخارجية داني أيالون.

وهذه الزيارة الأولى لوزير الخارجية في حكومة المحافظين البريطانية وعقد اجتماع "الدائرة المستديرة" جاء بناء على طلب هيغ بهدف التعرف بصورة عميقة على الموضوع النووي الإيراني والاطلاع على تقديرات المسؤولين في جهاز الأمن وأجهزة الاستخبارات في إسرائيل التي تتعامل مع هذا الموضوع.

ونقلت "هآرتس" عن مصادر في السفارة البريطانية في تل أبيب قولها إن "بريطانيا شريكة للقلق الإسرائيلي بشأن التهديد من وجود سلاح نووي بأيدي إيران، ونحن نجري مداولات دائمة حول هذا الموضوع ولا يمكننا في هذه المرحلة التطرق إلى برنامج زيارة وزير الخارجية".

وذكرت الصحيفة أن بريطانيا تسعى مع فرنسا إلى اتخاذ قرار بفرض عقوبات أوروبية جديدة على إيران في شهر تموز (يوليو) المقبل.

وتقيم إسرائيل وبريطانيا تعاوناً في المجالين السياسي والاستخباراتي حول مواجهة البرنامج النووي الإيراني ويشمل هذا التعاون تبادل معلومات وتقييمات في الموضوع النووي وحول الوضع الداخلي في إيران.

ولفتت الصحيفة إلى التعاون بين الدولتين في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني على الرغم من الخلافات بينهما حول التسوية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين.

ويتوقع أن يعلن هيغ عن تقديم الحكومة البريطانية مشروع قانون إلى البرلمان يهدف إلى إلغاء إمكانية تقديم دعاوى قضائية في المحاكم البريطانية ضد مسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيليين تطالب باعتقالهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وتأتي زيارة هيغ إلى إسرائيل وإعلانه بهذا الخصوص غداة قرار مريدور بإلغاء زيارة إلى بريطانيا كانت مقررة أمس بعد وصول معلومات إلى وزارتي الخارجية والعدل في إسرائيل حول نية جهات في بريطانيا تقديم دعوى لاستصدار أمر اعتقال ضد مريدور تتعلق بضلوعه في اتخاذ قرار اعتراض أسطول الحرية التركي الذي أسفر عن مقتل 9 نشطاء أتراك وإصابة عشرات آخرين بجروح بنيران قوات الكوماندوس البحري الإسرائيلي.