رمز الخبر: ۲۶۸۵۴
تأريخ النشر: 11:12 - 03 November 2010
عصرایران -  وکالات - كان من الممكن للقاء سفراء سوريا والسعودية وايران أن يعقد في أي يوم لبناني، سواء على مأدبة غداء أو من دونها، من دون أن يشعر به أحد من اللبنانيين، وثمة مآدب ولقاءات أخرى كثيرة سبقت لقاء الأمس، في دارة السفير السوري عبد الكريم علي في اليرزة، لم يعلم بها الاعلام اللبناني وظلت ملك أصحابها، وربما تكون هناك لقاءات لهؤلاء السفراء ولغيرهم في لبنان وتحديدا لمن يهتمون بالملف اللبناني أكثر من غيرهم، وليس بالضرورة أن يشعر بها أحد.

لا يعني ذلك التقليل من أهمية لقاء اليرزة الى مأدبة السفير السوري، الذي ضم السفيرين السعودي علي عواض العسيري والايراني غضنفر ركن ابادي، لكن من الواضح أن الاعلام أعطى اللقاء أكثر مما يستحق وحمّله أكثر مما يحتمل، علما بأن السفير السوري بدا قبل اللقاء حريصا على ابعاده عن الاعلام لذلك رفض افساح المجال أمام «جيش» المصورين الذين تجمعوا أمام منزله لالتقاط صورة ثلاثية، الأمر الذي جعل الصحافيين ينتظرون ساعات طويلة انتهت بصور مواكب سيارة كانت تنزل الى الموقف السفلي ولا تجد من يلتقط لها صورة منه الى دارة السفير في الطبقة الأولى.

من الواضح أن لقاء سفراء دول لها دور في الواقع اللبناني، يعوّل عليه اللبنانيون كثيرا من أجل تحصين بلدهم، وهذه نقطة تنبه اليها السفراء الثلاثة حيث عبروا عن هواجس بلدانهم وما يمكن وضعه من «لمسات» تضمن التحصين المنشود من موقع الحرص العربي والاسلامي على لبنان «ولو أن المسؤولية وطنية لبنانية أولا، فاللبنانيون أقدر على ادارة أمورهم بأنفسهم» كما قال السفير السوري، مبديا حرص سوريا على استقرار لبنان وأمنه ووحدة أهله ومؤسساته وعلى مقاومته وجيشه.

وشدد السفير السعودي على أهمية توافق اللبنانيين مؤكدا أن اسرائيل تستهدف لبنان ولذلك لا بد من عمل كل شيء لمنع الفتنة، وهذه النقطة توافق عليها السفيران السوري والايراني.

وشدد السفراء الثلاثة على أهمية أن يبادر اللبنانيون الى البحث عن المخارج، واذا كانت الحقيقة والعدالة هدفا وطنيا، فيمكن البحث عن الوسيلة المؤدية الى هذا الغرض.

ووصف السفير السعودي أجواء اللقاء بأنها كانت ايجابية وودية وطيبة وطبيعية.

وقال السفير ابادي ان اجواء اللقاء الذي جمعه مع السفيرين السوري والسعودي امس، كانت ايجابية جدا، وهي كانت كذلك قبل الغداء وستبقى بعده، وان اللقاء تركز على الوضع اللبناني بشكل خاص الى جانب الوضع الاقليمي.

واكد السفير الايراني لـ«السفير» ان لا انفجار للوضع في لبنان، وان الامور ستذهب للتهدئة والاستقرار، مشيرا الى ان الاتصالات الايرانية - العربية لا سيما مع سوريا والسعودية ستستمر من اجل تكريس الاستقرار في لبنان.

واضاف ابادي: اننا متفائلون بمستقبل الاوضاع في لبنان، لأن في لبنان قيادات حكيمة وعاقلة تهتم بمصلحة لبنان وهي قادرة على حل كل المشاكل ونحن في الدول الثلاث دورنا المساعدة في اي امر، لأننا الاولى في المساعدة، والاتصالات الايرانية ستستمر مع السعودية وسوريا ومع اي بلد عربي يستطيع ان يقدم المساعدة للبنان، الذي يقوم بالمواجهة مع اسرائيل.

واوضح ان اللقاء مع السفيرين السوري والسعودي كان للتأكيد على اجواء الحوار والتهدئة في لبنان، وقال: لمست من السفيرين كل رغبة للوصول الى نتيجة ايجابية بالنسبة للاوضاع في لبنان. ونحن نسعى ليكون لبنان مزدهرا ومستمرا في التنمية والاعمار، ونريد عزة لبنان ودول المنطقة ومستعدون لتقديم اي مساعدة في هذا الصدد. والمهم ان يتحد اللبنانيون للاهتمام بالتنمية والبناء والرخاء اكثر من الاختلاف السياسي.

من جهة ثانية، اشار أبادي الى ان السفارة تعمل بجد لتنفيذ الاتفاقيات التي وقعت بين لبنان وايران خلال زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، لا سيما في مجالي الطاقة والمياه والسدود، وقال: نحن مستعدون لكل ما يريده لبنان، وهناك حلول آنية سريعة لمشكلة الكهرباء في لبنان واخرى متوسطة وبعيدة المدى، وشبكة النقل موجودة عبر الربط بين ايران وتركيا وسوريا الى لبنان، ونحن لدينا فائض في الكهرباء يبلغ 3 آلاف ميغاواط، وستبلغ كلفة الكيلوواط كهرباء المنقول الى لبنان نحو 8 سنتات اميركية، ودرسنا انشاء محطة انتاج كهرباء للبنان بطاقة 160 ميغاواط خلال 12 شهرا فقط، ترتفع بعد 13 شهرا الى الضعف، وبعد ذلك ترتفع الى 500 ميغاواط.