رمز الخبر: ۲۶۸۵۶
تأريخ النشر: 11:31 - 03 November 2010

عصرایران - وکالات - في نهاية الشهر سيعتزل اللواء بني غينتس نيابة رئيس الاركان العامة ويخرج في عطلة تسريح. يصعب أن نصدق أن يُعرض عليه عمل أمني رفيع المستوى آخر. فهو في نظر بنيامين نتنياهو وايهود باراك، معتدل جدا في توجهه الاستراتيجي، وهو صدى وشريك لقائده الفريق غابي اشكنازي. لم يسخُ رئيس الاركان ونائبه على المستوى السياسي بتقديرات متشددة وتوصيات متحمسة للتنفيذ.

في الاسبوع الماضي ودّع غينتس في واشنطن نظراءه في البنتاغون وعلى رأسهم نائب رئيس مقارّ القيادات، الجنرال جيمس كارترايت. لذكرى سلسلة الطائرات الأولية 'بوننجيه'، وفي مركزها عائلة كارترايت، يحمل الجنرال وهو رجل فريق جوي في المارينز اسم أحد الأخوة، هوس. بحسب 'نيويورك تايمز'، ألقى الرئيس اوباما على 'هوس' كارترايت مهمة أن يُركز المعدات الأمنية الموفورة التي ألحت الادارة على نتنياهو في الحصول عليها مقابل اطالة تجميد البناء في المناطق شهرين. ورفض نتنياهو.

يأسفون في البنتاغون ومجلس الأمن القومي في البيت الابيض لاعتزال الزوجين اشكنازي غينتس. قبل بضعة اشهر نجح رئيس مقارّ القيادة، الادميرال مايكل مالين، في الضغط على حكومة باكستان لتمنح رئيس هيئة الاركان الموالي لامريكا فيها، أشفق برفاز كياني ثلاث سنين اخرى. ما كان مالين وكارترايت ليُعارضا استعادة عمل مشابه في السياق الاسرائيلي ايضا.

يغضب هذا الانطباع باراك، الذي يريد أن يصور هنا على أنه ذو علاقات وثيقة جدا في واشنطن، وهناك على أنه يعمل في اجتذاب نتنياهو الى القطب المعتدل في الشأن الفلسطيني، بخلاف الايراني. غير أن باراك فشل في جهوده. فقوته السياسية معدومة. وفي خلال ذلك يتنكر للمستشارين الأعلين، رئيس الاركان المتقاعد امنون ليبكين شاحك ورئيس 'أمان' السابق اوري ساغي. قد يكون يسلك هذا السلوك بسبب قربهما من اشكنازي، وقد لا يكون متحمسا لاستماع تحفظهما من مغامرة استراتيجية وهذان امكانان متطابقان.

على هذه الخلفية، وقبيل انتخابات منتصف الولاية اليوم، عُرف في الاسبوع الماضي معنى خاص لمحاضرة دنيس روس أمام لجنة جماعة الضغط من اجل اسرائيل، الايباك، في هوليوود في فلوريدا. يُركز روس شؤون ايران واسرائيل العرب في مجلس الأمن القومي. جهد البيت الابيض في نشر كلام روس، وأكثر ما يأسر القلب فيه الربط بين الذرة الاسرائيلية لا الايرانية وبين المسيرة السياسية.

ان روس الذي خدم في العقود الثلاثة الاخيرة رؤساء جمهوريين وديمقراطيين، امتدح كالمتوقع اوباما وهيلاري كلينتون ومستشار الامن القومي توم دونيلون، على انهم قادة الحملة من اجل منع حصول ايران على القدرة الذرية، لكنه جهد ايضا في ذكر أن تأييد سن قانون متشدد مع ايران في مجلس النواب الامريكي، بتشجيع من الايباك يشتمل على الاحزاب كلها. 'إن الطيف السياسي الامريكي كله'، قال ' يولي التحدي الايراني الأسبقية العليا في الامن القومي'. الأمن الامريكي لا الاسرائيلي؛ فالصراع مع ايران هو 'صراعنا'. يأمل اوباما حل الصراع بطرق سلمية، لكنه لا يوهم نفسه ويستعد لتحقيق تصميمه المعلن 'على منع ايران من الحصول على سلاح ذري'، بالقوة.

بحسب ما قال روس، برغم كل أهمية المساعدة الامريكية المكبرة، يتعلق أمن اسرائيل في الأمد البعيد بسلام حقيقي مع جاراتها وبانتصار المعتدلين على المتطرفين في المنطقة؛ وفي السياق الفلسطيني، بالفرصة العابرة ازاء انفتاح محمود عباس وسلام فياض. هذه مصلحة امريكية لا اسرائيلية فقط. وليست متعلقة بقرار من طرف نتنياهو وحده.

يرسم روس، أي دونيلون، أي اوباما الصلة بين التفاوض في السلام وبين الذرة الاسرائيلية، بلغة دبلوماسية لطيفة لكنها واضحة. في ايلول (سبتمبر)، في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نجح الامريكيون في احباط التنديد (الذي قادته مصر) بالبرنامج الذري الاسرائيلي. ستظل ادارة اوباما تقف الى جانب اسرائيل في هذه الحلبات، 'لكن لا ينبغي أن نخطىء فجهودنا تقوى عندما تشارك اسرائيل مشاركة نشيطة في التفاوض السلمي'. بين 'هوس' وروس، المعنى واضح وغير مشروط بنتائج الانتخابات اليوم: هل تريدون الحفاظ على ديمونة؟ ادفعوا بالتجميد ثمن التحادث مع عباس. وفيما يتعلق بايران لا تسلكوا سلوكا أحمق بل اتركوه لأوباما.