رمز الخبر: ۲۶۹۸۴
تأريخ النشر: 12:04 - 08 November 2010
عصرایران - وکالات - لديّ شعور بالتفاؤل.. يحكمه حسن النية.. والرغبة القوية في أن تقوم أوثق العلاقات وأمتنها بين بلدين إسلاميين كبيرين هما : المملكة العربية السعودية .. والجمهورية الإيرانية.. لاسيما بعد سلسلة الاتصالات التي جرت مؤخراً.. بدءاً باتصال الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) بخادم الحرمين الشريفين ومروراً باجتماع سمو الأمير سعود الفيصل إلى وكيل وزارة الخارجية الإيرانية لشؤون العلاقات الثنائية محمد رضا رؤوف شبهاني في الرياض وانتهاء بلقاء سفراء المملكة وإيران وسورية في لبنان مؤخراً..

** ولاشك ان هذه الاتصالات تترجم مدى حرص المملكة وأقول إيران على ان تقوم بينهما علاقات جيدة – على أقل تقدير – وإن كان الأمل.. والمصلحة.. والمنطق يوجب ان تكون علاقات البلدين أفضل بكثير مما هي عليه الآن.. وأن ترتقي إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهما معاً.. تجاه أمن ومصالح بلديهما.. بل وتجاه أمن ومصالح دول المنطقة أيضاً.. ودول وشعوب العالم أجمع..

** والعكس بالعكس..

** لأنه لا مصلحة لأحد فينا.. ولا لدول منطقتنا.. ولا لدول العالم وشعوبه في ان تظل العلاقات السعودية - الايرانية مضطربة.. وغير مستقرة.. في الوقت الذي ندرك فيه جميعاً ان تباعد البلدين.. لايخدم مصلحة ولا يحقق غاية ايجابية.. لا .. لإيران.. ولا للمملكة العربية السعودية.. على الاطلاق..

** ومن أجل ذلك .. فإن ما يحدث الآن.. فوق أنه مدعاة للتفاؤل.. فإنه يشكل مدخلاً موضوعياً لمراجعة ضرورية لبعض الممارسات التي أدت وتؤدي إلى استمرار حالة عدم (التوافق) بيننا وبينهم..

** ولا أعتقد ان هناك داعياً الآن للتحدث عن الاسباب المؤدية إلى ذلك.. فالمسؤولون في البلدين يعرفون تمام المعرفة تلك الأسباب المعكرة لصفاء أجواء العلاقات الثنائية.. كما انهم يعرفون أيضاً طرق معالجتها وكيفية التعامل معها.. بحيث يتجنب الطرفان حدوث أي تطورات سلبية فيها.. سواء على المستوى الثنائي .. أو على مستوى الاقليم.. أو على المستويات الأخرى..

** والمملكة العربية السعودية التي يهمها المحافظة على أمن واستقرار بلدها.. ومنطقتها.. لا تدخر وسعاً في سبيل التعاون مع أي دولة من دول المنطقة والعالم.. وفي مقدمتها إيران من أجل استتباب الأمن.. واستقرار الأوضاع.. وتجنب حالة الصدام والتوتر الموجودة في أكثر من موقع في الإقليم الذي نعيش فيه..

** وإذا كانت هناك مشكلة رئيسة تحتاج إلى معالجة جادة فإنها تتمثل في ضرورة الاتفاق على تكريس مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والبناء على المشتركات.. وتنمية عوامل الثقة وتعزيز أوجه التعاون في جميع المجالات.. في إطار الاحترام الكامل لسيادة كل بلد وحقوقه في تحقيق مصالحه بما لا يتعدى على حقوق الآخرين ومصالحهم.. أيضاً..

** ولايمكن لأي مراقب يرصد بموضوعية طبيعة علاقات البلدين أن لا يدرك مدى أهمية قيام شراكة حقيقية بينهما وليس العكس ..لاسيما وان المنطقة في أمس الحاجة إلى توظيف جميع الطاقات والقدرات والإمكانات توظيفاً إيجابياً وبناءً.. صنعاً للاستقرار وتعزيزاً للسلامة العامة للجميع..

** وإذا نحن ذهبنا إلى ما هو أبعد.. فإنه يمكن القول إن بإمكان علاقات سعودية - إيرانية مستقرة ان توفر أرضية قابلة لاستزراع الأمل بدل الخوف والقلق.. لتصحيح جميع الأوضاع الخاطئة في الماضي، وبذر بذور العمل المسؤول في ربوع المنطقة فضلاً عن التوسع في التعاون الثنائي وكذلك التعاون الإيراني - الخليجي.. بدلاً من استمرار حالة التعثر لهذه العلاقات .. لأسباب حان الوقت لمعالجتها في ظل هذا التواصل الجديد..

** ولا يعوزنا سوى.. النوايا الصادقة.. المبنية على الرغبة الحقيقية في ان يجند البلدان كافة الخصائص والمعطيات التي يملكانها لخدمة بلديهما وشعبيهما وبلدان وشعوب المنطقة والتصدي معاً لأي مشكلات خارجية أخرى.. كأخوة.. وشركاء.. وأصحاب مصير لايمكن تجاهل أهمية ترابطه وتعزيز مقومات بقائه واستمراره.