رمز الخبر: ۲۶۹۹۷
تأريخ النشر: 08:47 - 09 November 2010
عصرایران - ارنا- قال وزير الخارجية منوتشهر متكي بان الجمهورية الاسلامية تري بانه في ظل جهود منسجمة جماعية، وضمن نشر روح التضامن الجماعي، يمكن توفير الارضية لتعزيز التعاون الاقليمي بهدف تامين الرفاهية والتقدم للدول الاعضاء وتاليا تاسيس الاتحاد الاسيوي.
   
وقال متكي في كلمته يوم الاثنين في منتدي حوار التعاون الاسيوي التاسع المنعقد بطهران، ان لاسيا مكانة مهمة في اقتصاد العالم ومجالا لانتاج السلع التي يحتاجها العالم وتعتبر كذلك سوقا كبيرة لسلع وخدمات مناطق العالم الاخري، حيث تستحوذ اسيا 40 بالمائة من التجارة العالمية واكثر من 50 بالمائة من اجمالي الانتاج المحلي في العالم، فضلا عن ان هذه القارة هي الموفر الاكبر للطاقة في العالم، ورغم ان دول هذه القارة لها ثقافات ولغات واجناس مختلفة لكنها تتمتع في الوقت ذاته بالكثير من المشتركات التاريخية.

واضاف، في الاعوام الاخيرة ونظرا لقوة الدول الاسيوية فان التعاون والتناغم الاقتصادي في اسيا قد تحول الي موضوع مهم ومستمر، فالكثير من المؤسسات والترتيبات الاقليمية قد تبلورت في اسيا وجعلت انشطة متنوعة في جدول اعمالها وتحول التعاون والتناغم الاقتصادي الي اهم موضوع في جدول اعمالها. ورغم وجود مثل هذه الطاقة والقدرة علي الصعيد الاسيوي فان الشعوب الاسيوية لم تنتفع تماما من مثل هذا التعاون.

ويري اصحاب الراي بان الالفية الجديدة متعلقة باسيا وان دول القارة ستختص بحصة كبيرة من الناحية الاقتصادية والسياسية والثقافية لنفسها في الهيكلية العالمية. لذا فانه يجب ان تؤدي اسيا دورا مهما في التطورات السياسية والاقتصادية الدولية. وان مثل هذا الدور يجب ان يظهر ويبرز في جميع الهيكليات العالمية والدولية. وفي الوضع الراهن للاقتصاد العالمي الذي تحول فيه الركود والازمة الي اهم هاجس علي الصعيد الدولي، فانه علي الدول الاسيوية اداء دور مفتاحي في هيكلية اتخاذ القرار في المؤسسات التجارية والمالية والنقدية. وان الازمة الاخيرة للاقتصاد العالمي والتي بدات في العام 2008 واصابت مختلف الدول خاصة الدول المتطورة قد اظهر عجز النظام المالي والنقدي العالمي اكثر فاكثر.

واضاف متكي، ان منتدي حوار التعاون الاسيوي الذي يضم 31 عضوا يعتبر في الحقيقة اكبر مؤسسة اقليمية ويضم العدد الكبر من دول القارة، ويشكل المنتدي نحو 16 بالمائة من اعضاء الامم المتحدة.
وتابع وزير الخارجية الايراني: ان منتدي حوار التعاون الاسيوي بحجم تجارته الخارجية مع العالم والبالغ اكثر من 9 تريليونات دولار واكثر من 22 تريليون اجمالي انتاجها المحلي، تتمتع بقدرات عالية جدا تبديل اسيا من قارة الي كتلة مؤثرة في المعادلات الاقليمية والدولية. ان مثل هذا الحجم الواسع من التجارة الخارجية للدول الاسيوية يجري عادة مع سائر المناطق والقارات. فضلا عن ان التجربة الاخيرة اثبتت بان اسيا يصيبها ضرر اقل في ظل الازمات العالمية، لذا فان القوي الاقتصادية الكبري اصبحت تولي الاهتمام بهذه القارة ولاسيما لتجارة وسوق في هذه المنطقة.

وقال متكي، ان الاستفادة من مثل هذه الفرص تستلزم المزيد من تقوية الاليات التجارية والتعاون الاقتصادي في هذه القارة عبر منتدي حوار التعاون الاسيوي وهو امر يحتاج بدوره الي دراسة وبحث شامل. بناء علي ذلك يمكن من خلال برمجة منسجمة وهادفة الاستفادة من مثل هذا المنتدي في مسار تحقيق التناغم في اسيا والتحرك نحو تعزيز الاواصر الاسيوية، ليتم عبر تضافر القدرات والطاقات تحويل قارة اسيا الي لاعب واحد ومؤثر في المعادلات الاقليمية والعالمية. ولكن للاسف ان مسار التعاون بين الاعضاء بطيء ويجري تنفيذ المشاريع المقترحة من الدول الاعضاء ببطء وتواجه بعض المشاكل. ولاشك ان التجارة هي احدي المجالات المناسبة للتعاون الا ان المنتدي وللاسف لم يستفد لحد الان من الفرص المتاحة بصورة جيدة واستثمار طاقات هذا القطاع، لذا ينبغي ان يكون لنا حوار جاد في هذا المجال.

وقال وزير الخارجية الايراني، ان الطاقة هي احد المجالات التي يتابعها منتدي الحوار للتعاون الاسيوي، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي ضوء امتلاكها مصادر هائلة من الطاقة يمكنها تغطية القسم الاكبر من حاجات الدول الاسيوية في مجال النفط والغاز.

واضاف، ان لبلادنا في الوقت الحاضر تعاونا مع بعض الدول الاعضاء في 'اي سي دي' مثل الهند وباكستان وماليزيا وتايلندا واندونيسيا والصين في مجال الطاقة لاسيما في مشاريع النفط والغاز، ونحن مستعدون لتعميم هذا التعاون مع سائر الدول الاعضاء في اطار حوار التعاون الاسيوي.

واشار الي موضوع مهم في مجالات التعاون بين الدول الاعضاء وقال، ان الثقافة هي اساس الفكر والفهم الانساني. والثقافة كانت ولازالت تشكل ارضية لتبلور او تطور الحضارات. فلقد سموا اسيا بانها مهد الحضارة والثقافة العالمية ولهذا السبب فقد لعبت اسيا في جميع العصور والمراحل التاريخية دورا مهما جدا في صنع الحضارة البشرية.

واضاف، ان ميزة الثقافة الاسيوية كامنة في تعدديتها، فالقارة القديمة تمكنت في ظل عدد لا يحصي من الثقافات والتقاليد المختلفة ان تتعايش الي جانب بعضها بعضا بسلام ووئام وبصورة بناءة.

وتابع ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدرك جيدا الدور المهم للتعاون الثقافي وسوف لن تالو جهدا لدفع التعاون الثقافي الي الامام في اطار منتدي حوار التعاون الاسيوي.

واضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تري بان تقوية التعاون والاسراع بتنفيذ المشاريع المتفق عليها يستلزم جهودا جدية ومستمرة من جانب الدول الاعضاء.

واشار الي مقترحات رئيس الجمهورية لتعزيز المنتدي، وقال، انني اؤكد مجددا علي بعضها وهي؛
- ماسسة بناء اليات التعاون في المنتدي مع توقع الهيكليات اللازمة.

- اعادة النظر في اركان التعاون داخل المنتدي بهدف توسيع وتفعيل المنتدي.

- تقوية واستمرار انشطة فريق الدراسات رفيع المستوي والتنظيم المستمر للاجتماعات بحضور المندوبين المتمرسين والمدراء المطلعين بهدف العثور علي اليات تقوية المنتدي. وفي هذا الشان فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تنوي تنظيم اجتماع 'اج ال اس اف' خلال الاشهر القادمة.

- ايجاد هيكلية للامانة في مسار زيادة التنسيق وتبادل المعلومات بين الاعضاء.

واضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تري بان الجهود المنسجمة والجماعية وضمن توسيع روح التضامن الجماعي يمكنها توفير الارضية لتوسيع التعاون الاقليمي بهدف تامين الرفاهية والتطور للدول الاعضاء وبالتالي تاسيس 'الاتحاد الاسيوي'.

واكد قائلا، اننا ومن خلال المساعي المنسقة والتنظيم من جديد للبرامج وكذلك تحديد الاولويات، سنشهد ظهور منتدي قوي في المجالات الاقيمية والدولية.

واضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تسلمت رئاسة المنتدي في ايلول العام 2010 تعلن استعدادها للعمل علي تقوية المنتدي وتجديد هيكليته وتوسيع التعاون بين اعضائه، وسوف لن تدخر اي جهد لتعزيز المنتدي ورفع ستوي التعاون وتوفير التسهيلات اللازمة لتنفيذ البرامج بسرعة ونجاح.