رمز الخبر: ۲۷۲۴۳
تأريخ النشر: 10:48 - 21 November 2010


عصرایران - طالب مسئول إيرانى سابق كلا من القاهرة وطهران بتقديم تنازلات متبادلة لكى تستعيد العاصمتان علاقاتهما الطبيعية.

وقال حجة الله جودكى المستشار الثقافى الإيرانى الأسبق بالقاهرة، إنه يجب على مصر وإيران أن يقوموا بتعديلات فى رؤيتهما، وإلا لن يصل إلى نهاية مطلوبة.

وأضاف، إيران ترغب فى أن تلغى مصر معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل، إلا أنه يرى أنه من المستبعد أن تقبل مصر ذلك، و مصر تتهم إيران بإيواء عناصر إرهابية مصرية وتنفى إيران ذلك، لذلك لا ترى أجواء مضيئة لإقرار العلاقات مجدداً إلا لو تخلى الجانبان عن الحرب الباردة بينهما كى تتلطف الأجواء بين البلدين إلى حد ما.

وفى حوار لمجلة همشهرى الدبلوماسية الإيرانية أكد جودكى على أن مصر لم تمنح تأشيرات الدخول للإيرانيين، وهو ما سيؤثر على رحلات الطيران بين البلدين فى إشارة إلى صعوبة منح التأشيرات إلى الإيرانيين مصر.

ويرى جودكى إن الولايات المتحدة لها دور كبير فى العلاقات المصرية الإيرانية، وأن القضية الفلسطينية أحد القضايا المؤثرة على العلاقات، خاصة أن كل جانب يدعم أحد التيارات المختلفة داخل فلسطين، ومصر تعتبر قطاع غزة فناءً لها، ويرجع دعم مصر للسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس أن هناك تنسيقا بين حماس والإخوان المسلمين فى مصر، لذلك يرى السيد جودكى هذه القضية أحد أسباب عدم إقرار العلاقات بين مصر و إيران.

ورداً على سؤال حول إمكانية تسليم إيران العناصر المصرية الهاربة إلى مصر، قال جودكى إن إيران دائماً تنفى وجود أى عناصر إرهابية مصرية على أراضيها، لكن لو كان هذا الخبر صحيح سيكون سبباً من الأسباب الأساسية فى عدم إقرار العلاقات بين مصر وإيران، وأضاف: وجود أو تردد عناصر معارضة بين البلدين هو أمر غير مطلوب بالتأكيد، لذلك يجب على مسئولي البلدين أن يطرحوا هذه القضايا فى اجتماعاتهم بشكل شفاف ويقوموا بتسويتها، وإيران أمام هذا الاتهام تتهم مصر بدعمها للأسرة البهلوية الملكية السابقة، وبالتأكيد إذا كانت هناك إرادة لاستئناف العلاقات لن يكون حل هذه القضايا بالشىء الصعب.

وتنبأ جودكى أنه فى النهاية سوف يكون هناك مباحثات ومفاوضات وسيأتى اليوم الذى تعدل فيه مصر وإيران عن رؤيتها، وتخطو كلا البلدين خطوة هامة لاستئناف العلاقات، ومن أجل الوصول لهذا، يعتقد أنه يجب أن يكون هناك معرفة كاملة للبلدين بعضهم البعض وأن ينهوا الحرب الباردة وينظروا إلى نصف الكوب الممتلئ، ويفكروا فى مواطن التلاقى المشتركة بينهما، وقال إننا لا نستطيع أن نغير تاريخنا، وكذلك نحن غير مسئولين عن أعمال أبائنا- فى إشارة لأمر الإمام الخمينى بقطع العلاقات مع مصر عام 1979م - وهذه النقطة أشير لها فى القرآن (لا تزر وازرة وزر أخرى)، ففى الماضى وصلوا إلى نتيجة قطع العلاقات لكن الآن حدثت تطورات كثيرة ونظراً إلى هذه التطورات يجب أن نعيد النظر فى رؤية الماضى من زاوية المصالح القومية.

وأشار إلى أنه هناك نقاط سوداء تؤذى الشعبين نحن لا نريد ولا نستطيع أن نمحو هذه القضايا من صفحة العلاقات بين البلدين، ومنها أن الحكومة المصرية عاونت أمريكا فى هجومها على طبس الإيرانية أو بعد قتل السادات اعتبرت مصر الحكومة الإيرانية أحد قاتلى السادات، وهناك قضايا أخرى يجب أن نغيرها، ونفتح فصلا جديدا من العلاقات القائمة على أساس الاحترام لمصالح البلدين القومية، وفى مصر هناك بعض وسائل الإعلام العلمانية وفى إيران وسائل الإعلام الإسلامية كلها تعارض إقرار العلاقات بين البلدين.

ويعتقد المستشار الثقافى الأسبق أن العلاقات الثقافية بين البلدين لديها دور مزدوج، ويمكن أن تساعد على تحسين العلاقات، وأن فتوى المرشد الأعلى على خامنئى حول حرمة الإساءة لنساء الرسول وخاصة السيدة عائشة رغم أنها متأخرة إلا أنها خطوة ثقافية جيدة، وأن تواصل الأنشطة للتقريب بين البلدين والتأكيد على المشتركات الثقافية بدلا من الافتراقات والابتعاد عن الاتهامات والترحيب بتردد وسفر أساتذة البلدين وإقامة الندوات العلمية وهى مطلب من البلدين يمكن أن تكون سبيلا يساعد على هدم حائط الشك بين البلدين.