رمز الخبر: ۲۷۲۴۴
تأريخ النشر: 10:50 - 21 November 2010
عصرایران -  وکالات - كتب ستيفن كينزر، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بوسطن، مقالاً نشرته صحيفة بوسطن غلوب، أشار فيه إلى أن الرئيس اوباما سعى ليصل إلى نقطة من التقارب مع الهند، لم يصلها أي ممن سبقوه في رئاسة الولايات المتحدة، الأمر الذي أصاب معظم الهنديين بسعادة عارمة.

ولا يعني ذلك أن كلا البلدين سيؤيد كل السياسات الخارجية للبلد الآخر، فالهند تراودها رغبة في أن تغير الولايات المتحدة من بعض سياساتها، وعلى وجه الخصوص في ما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية. وفي هذا الصدد تتمتع الهند بسياسة تتسم بالحكمة، وعلى اوباما أن يمعن النظر في محاكاة السياسة الهندية.

وعلى الرغم من تغير الأجواء المحيطة بالقضية النووية الإيرانية، فإن نهج أوباما مع إيران يشابه النهج الذي تبناه الرئيس السابق جورج بوش في التعامل مع الجمهورية الإسلامية خلال فترة ولايته الثانية، مستبعداً قصف إيران.

ولكن أوباما مستمر في التهديد بأن «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة»، مشدداً من قبضة العقوبات الاقتصادية، رغم ما تشير إليه الأدلة من أن تلك العقوبات لا تصيب سوى المجتمع المدني في إيران بمزيد من الوهن، في حين تزيد مما يتمتع به الحرس الثوري الإيراني من ثراء.

ويصر الرئيس الاميركي على طرح القضية النووية الإيرانية على طاولة التفاوض، لكنه من جانب آخر لا يريد توسيع جدول أعمال تلك المفاوضات لتشمل القضايا التي تثير اهتمام إيران. والهند - على غرار عديد من القوى الإقليمية الأخرى - لا تأخذ التهديد النووي الإيراني على محمل الجد، كما تفعل الولايات المتحدة، فهي لا ترى أن إيران تمثل تهديداً وجودياً لأي أحد، بل ترى أنها مجرد دولة تتمتع بموارد وتريد أن تشق طريقها لتصبح بين مصاف الدول الكبرى.

وتريد الهند أن تتبنى الولايات المتحدة سياسة أكثر مرونة تجاه إيران، ومن الممكن أن تأخذ على عاتقها مهمة مد جسور التواصل بين البلدين بما يجعل من ذلك أمراً ممكناً.

وهذه ليست وجهة نظر الهند وحدها، بل تتشارك فيها مع العديد من الدول على غرار تركيا، التي حث قادتها مراراً وتكراراً الولايات المتحدة على تخفيف حدة لهجتها مع إيران ومحاولة التوصل إلى حل وسط ينهي تلك الأزمة. لكن النصيحة التركية لم تلق أُذنا أميركية مُصغية. والآن، جاء دور الهند لتلقي مثل تلك النصيحة.