رمز الخبر: ۲۷۳۲۰
تأريخ النشر: 20:34 - 23 November 2010

رويترز) - أعلن جيش كوريا الجنوبية ووسائل الاعلام ان كوريا الشمالية أطلقت يوم الثلاثاء عشرات من قذائف المدفعية على جزيرة تابعة للجنوب مما استتبع ردا من جانب الجيش الجنوبي الذي فتح النار في واحدة من أعنف المواجهات منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953 .

وقال الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك الذي اتبع سياسة متشددة ازاء الشطر الشمالي منذ توليه الرئاسة قبل نحو ثلاث سنوات ان الرد يجب ان يكون حاسما بعد الهجوم على جزيرة يونبيونج الواقعة على بعد نحو ثلاثة كيلومترات الى الجنوب من الحدود البحرية وعلى بعد 120 كيلومترا الى الغرب من العاصمة سول.

ونقلت وكالة يونهاب للانباء عن الرئيس قوله يوم الثلاثاء انه يحاول الحيلولة دون تصاعد تبادل اطلاق نيران المدفعية بين الكوريتين الشمالية والجنوبية الى صدام أكبر.

وذكر تلفزيون يونهاب أن سول حذرت من رد أقوى اذا واصلت كوريا الشمالية استفزازاتها.

ولاتزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية الرسمية نظرا لانتهاء الحرب بينهما بهدنة لا بمعاهدة سلام وتصاعد التوتر بينهما بشدة اوائل هذا العام حين اتهمت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية باغراق سفينة حربية جنوبية بطوربيد مما ادى الى مقتل 46 بحارا جنوبيا.

وقال شاهد انه خلال القصف تم اجلاء سكان الجزيرة الواقعة قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية والقريبة من حدود متنازع عليها في المياه الاقليمية.

واستمر تبادل النيران نحو ساعة ثم توقف فجأة وهو الاخطر بين الكوريتين منذ سنوات.

وقالت هيئة الاركان المشتركة الكورية الجنوبية ان اثنين من مشاة البحرية الكورية الجنوبية قتلا كما أصيب أربعة بجروح بالغة في الجزيرة التي سقطت عليها قذائف مدفعية أطلقتها كوريا الشمالية يوم الثلاثاء.

ونقل تلفزيون يونهاب الكوري الجنوبي عن شاهد عيان قوله ان ما بين 60 و70 منزلا اندلعت فيها النيران بعد القصف. وأظهرت اللقطات التلفزيونة أعمدة الدخان تتصاعد من الجزيرة. وذكر التلفزيون ان طائرة حربية كورية جنوبية تمركزت على الساحل الغربي بعد القصف.

وقال شاهد للتلفزيون "اندلعت النيران في المنازل والجبال ويجري اجلاء الناس. انهم خائفون حتى الموت والقصف مستمر بينما نتحدث."

وقال تلفزيون يونهاب ان ما لا يقل عن 200 قذيفة مدفعية من الجانب الكوري الشمالي سقطت على يونبيونج. وسقطت معظم القذائف في قاعدة عسكرية للجيش الكوري الجنوبي هناك.

وعرض التلفزيون لقطات لاعمدة الدخان وهي تتصاعد ونقل عن شاهد عيان قوله ان الحرائق بدأت تخرج عن السيطرة.

وتسببت أنباء القصف المتبادل بين الكوريتين في انخفاض سعر الوون وقال البنك المركزي الكوري الجنوبي انه سيعقد اجتماعا طارئا لكبار المسؤولين الساعة السادسة مساء (0900 بتوقيت جرينتش) لتقييم أثر الاحداث على الاسواق.

وجاء الهجوم في الوقت الذي يزور فيه مبعوث أمريكي المنطقة بعد الكشف عن مضي كوريا الشمالية قدما في أنشطة تخصيب اليورانيوم.

وأدان البيت الابيض الامريكي يوم الثلاثاء الهجوم بالمدفعية الذي شنته كوريا الشمالية على جزيرة كورية جنوبية وطالب بوقف العملية.

وتابع في بيان "تدين الولايات المتحدة بشدة هذا الهجوم وتدعو كوريا الشمالية الى وقف أعمالها الحربية."

وعبرت الصين عن قلقها من تقارير أفادت بأن كوريا الشمالية قصفت جزيرة كورية جنوبية اليوم في أحدث تصعيد للتوترات بين شطري الجزيرة الكورية.

وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي ان على الجانبين "بذل مزيد من الجهد لاقرار السلام" وطالب بضرورة العودة الى المحادثات السداسية التي تهدف لانهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

والصين الدولة الكبيرة الوحيدة الحليفة لكوريا الشمالية وما تقدمه من دعم اقتصادي ودبلوماسي كان مهما لتعزيز وضع جارتها التي تعاني من عزلة. وزار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل الصين مرتين هذا العام لتعزيز العلاقات.

ولكن هذه العلاقات اضحت نقطة خلاف مع واشنطن بعد الكشف عن ان كوريا الشمالية خطت على ما يبدو خطوات كبيرة نحو تخصيب اليورانيوم. ووصل المبعوث الامريكي في هذا الشأن ستيفن بوسورث الى بكين يوم الثلاثاء.

وتجمع المحادثات السداسية المتعثرة بين كل من الصين وكوريا الشمالية والجنوبية والولايات المتحدة واليابان وروسيا وتهدف لانهاء مساعي بيونجيانج لتطوير اسلحة نووية مقابل تقديم مساعدات.

وأبدت كوريا الشمالية استعدادها للعودة الى المحادثات السداسية لكن سول وواشنطن قالتا ان على بيونجيانج اولا ان تفي بتعهدات سابقة لتقييد برنامجها النووي.

وفي مطلع الاسبوع قال سيجفريد هيكر وهو أكاديمي أمريكي زار كوريا الشمالية مؤخرا انه رأى أكثر من الف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم خلال جولة قام بها في مجمع يونجبيون النووي في كوريا الشمالية.