رمز الخبر: ۲۷۳۵۷
تأريخ النشر: 12:08 - 25 November 2010
واكد السيد خامنئي "في خطابه بمناسبة عيد الغدير المبارك"، ان الشعب الايراني بات اليوم اقوى من الماضي بفضل صموده امام مخططات الاعداء.
 
عصر ایران - اكد قائد الثورة الاسلامية في الاشارة الي اللمعان منقطع النظير لقوات تعبئة المستضعفين، بان الاستمرار علي النهج التعبوي وتقوية الاخلاص والبصيرة، هما السر في تحقق الوعد الالهي الذي لا يخلف في الانتصار النهائي للشعب الايراني المؤمن.  
  
وفي كلمته اليوم الخميس بطهران امام الحشد التعبوي الذي ضم 110 الاف في اطار المعسكر الثقافي القتالي 'فدائيو الولاية'، علي اعتاب 26 تشرين الثاني يوم تاسيس مؤسسة تعبئة المستضعفين، اعتبر سماحته المضمون الحقيقي لحادث الغدير هو في تجلي الامامة وامام عادل وصانع للسعادة للبشرية جمعاء علي مر التاريخ.
وهنأ الشعب الايراني ومحبي العدالة والحرية بمناسبة عيد الغدير السعيد، واضاف، ان حقيقة ومضمون الغدير متعلق بجميع المسلمين وكل المتحرقة قلوبهم لسعادة البشرية.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية اعتقاد الشيعة الراسخ بخلافة امير المؤمنين (ع) بعد النبي بانه يستند الي ادلة متقنة ولا شك فيها واشار الي حديث الغدير المتواتر الذي نقله جميع المحدثين الكبار في الاسلام، واضاف، ان نفس ذلك المعني الموجود في ولاية نبي الاسلام (ص) متحقق بشان الامام علي (ع) ايضا.

 
واعتبر قائد الثورة الاسلامية، امير المؤمنين علي (ع) في جميع مراحل حياته ومن ضمنها شبابه بانه النجم الساطع والمنقطع النظير 'في مختلف مجالات التقوي والثبات والبصيرة والدفاع عن الاسلام والنبي (ص)' واضاف، انه علي جميع الناس لاسيما الشباب ادراك نور الهداية والسعادة في الوجود المفعم بالعظمة لكل لحظات حياة مولي المتقين (ع).

واعتبر سماحته، التعيين الالهي لخليفة النبي والاهتمام بمسالة الامامة جانبان اساسيان في حادث الغدير، وقال في تبيينه لمفهوم الامامة، ان الامامة تعني ان يتولي فرد او مجموعة قيادة الناس والمجتمع وان يحدد مسار حركتهم في امور الدين والدنيا، لذا فان الامامة في هذا المعني هي المسالة الاساسية للمجتمعات البشرية علي مر التاريخ.

وبالاستناد الي ايات القرآن الكريم اعتبر الامامة نوعين مختلفين تماما، واضاف، في النوع الاول من القيادة والامامة فان الانبياء هم المصداق الكامل له، فالائمة العادلين وبامر من الله وفي ظل توجياته يهدون الناس الي المبتغي المطلوب للحياة البشرية، وفي النوع الاخر من الامامة الذي يعتبر فرعون مصداقا له يتم توجيه الناس نحو الفساد والهلاك.

وفي تبيينه للمفهوم العام للامامة، قال، انه في اكثر حكومات العالم علمانية ورغم كل المزاعم بشان فصل المراكز السياسية عن المراكز الدينية والمعنوية، يكون دنيا واخرة الناس بيد سلطة الحكام وفي ظل توجهات الحكام تتبلور الحياة الدنيوية والاخروية لذلك المجتمع عمليا.
واعتبر سماحته في هذا الشان، اجهزة الغرب الثقافية الكبري وقوي الغطرسة في العالم من ضمن الائمة، كفرعون، الذين يجرون الناس نحو الفساد والانحطاط والهلاك.

واعتبر قائد الثورة اجراء النبي (ص) في تشكيل الحكومة الاسلامية وتاسيس المجتمع المدني النبوي، اثباتا لهذه الحقيقة وهي ان الاسلام لا يتلخص بالنصيحة والدعوة اللسانية بل هو بصدد تحقيق الاحكام الالهية في المجتمع وان هذا الهدف المشرق لن يتحقق سوي بتشكيل الحكومة العادلة.
واعتبر تعيين خليفة النبي (ع) بامر والهام الهي في حادث غدير خم بانه ياتي في ذات هذا المسار، واضاف، رغم ان التاريخ ذهب منحي اخر الا ان هذا الخط المؤشر والفكر الملهم للسعادة بقي في التاريخ الي ان تحققت ببركة ايمان وثبات الامام الخميني (رض) والشعب الايراني في هذه البقعة من العالم وهو يتسع بفضل الله كل يوم في العالم الاسلامي.

وفي جانب اخر من حديثه اعتبر قائد الثورة الاسلامية القائد العام للقوات المسلحة، الحشد الكبير للتعبويين والذي ضم 110 الاف تعبوي انموذجا لحديقة التعبئة العظيمة والفواحة بالعطر في كل انحاء البلاد، واضاف: ان هذه الحديقة اوجدها الامام الراحل (رض) وارواها بكلماته ونهجه، بحيث انها تصبح اكثر فاعلية وثمارا يوما بعد يوم.

واكد بان التعبئة في بلادنا حقيقة عظيمة ومضيئة ولا نظير لها، واشار الي تواجد المراة والرجل والشيخ والشاب واليافع في التعبئة، واضاف، ان حضور كل القوميات الايرانية ومشاركة الطلبة الجامعيين والاساتذة والطلبة والمعلمين وعلماء الدين والعمال والفلاحين والعاملين في السوق والمهنيين وسائر الشرائح الاجتماعية والعلمية والاقتصادية في التعبئة، مؤشرا لكون ان هذه المجموعة العظيمة والمنقطعة النظير هي مجموعة شاملة.

واكد قائد الثورة بان محاولات اعداء الشعب الايراني واذنابهم في الداخل الرامية للاساءة الي التعبئة هي محاولات فاشلة ولا طائل من ورائها، واضاف، انهم يتعاملون هكذا ايضا مع كلام الله وشخصية النبي الاكرم (ص) الا ان هذا السلوك المهين لن يقلل شيئا من العظمة واللمعان الذاتي للتعبئة.

واعتبر قائد الثورة الاسلامية، التعبئة مجموعة منتظمة ومنضبطة واكد علي النوعية الايمانية لهذه المجموعة، وقال، من الناحية الكمية لا توجد مجموعة في العالم تبلغ مدي التعبئة الا ان المهم هو ان التعبئة مرتكزة علي 'المعتقدات والايمان والاحاسيس' وهذه الحقيقة هي التي تعالج في الايام العصيبة المشاكل والمصاعب التي تواجه البلاد والشعب.

واضاف، انه بالدرجة الاولي ينبغي علي التعبويين شكر الباري تعالي علي الحضور في مثل هذه المجموعة وان الضرورة لهذا الشكر هو التقوية المستمرة لاركان التعبئة فكريا وعمليا.

واعتبر الحضور في مختلف الساحات بانه من اسباب اهمية التعبئة، وقال، رغم ان التعبئة كانت في ذروة الابداع في الساحات العسكرية الصعبة ولكن ببركة اخلاصها وايمانها وشجاعتها وقدرتها الابداعية اينما تدخل تصبح طليعية ورائدة مثلما ان الشباب والاساتذة التعبويين اليوم هم من ضمن الاكثر نجاحا في ساحة العلم كما ان الفنانين التعبويين حققوا نجاحات باهرة.

واعتبر قائد الثورة الاخلاص والبصيرة ركنين اساسيين للتعبئة، واضاف، ان هذين العنصرين المصيريين يعززان احدهما الاخر بحيث انه كلما ارتفع مستوي بصيرة الفرد يزداد اخلاصه ايضا وكلما كان الفرد اكثر اخلاصا يزيد الله نور البصيرة لديه.

واعتبر سماحته الاهواء النفسية العقبة الاهم امام البصيرة واشار الي اداء البعض في الفتنة المخطط لها والمعقدة التي وقعت العام الماضي، واضاف، في تلك الاحاث تجاهل اصحاب الفتنة مصلحة البلاد من اجل الحصول علي السلطة واداروا الظهر لحقيقة طريق واضح، بحيث ان الاعداء الالداء للشعب الايراني ابتهجوا كثيرا لاجراءاتهم وقدموا الدعم لهم، ولكن البعض لم ولا يرون هذه الحقائق الواضحة، وبالطبع فان البعض ورغم ادراكهم وفهمهم لهذه الحقائق ولكن بسبب ظلمة القلوب والاهواء النفسية ليسوا مستعدين لترجمة هذا الفهم عمليا.

وفي جانب اخر من حديثه اعتبر التعبوية امرا مباركا، لكنه اكد في الوقت ذاته، بان البقاء علي النهج التعبوي والثبات في هذا الطريق اهم من ذلك، وقال، ان البقاء تعبويا بحاجة ايضا الي اليقظة والوعي الدائم.

واعتبر ثورة الشعب الايراني الطليعي والرائد مسعي لتغيير 'المسار الجهنمي للعالم الغارق في المادية' واضاف، ان قسما كبيرا من شعوب العالم ادرك حقيقة ثورة الشعب الايراني الملهمة للسعادة ولكن بالمقابل اصطفت قوي الغطرسة العالمية امام نداء الشعب الايراني الملهم لصحوة الشعوب.

واكد قائد الثورة بان تحقق الوعد الالهي الذي لا يخلف وانتصار الشعب الايراني بانه النتيجة النهائية لمواجهة جبهة الاستبداد والاستكبار العالمي مع الثورة الاسلامية، وقال، لحين الوصول الي مستقبل مشرق سيقوم الاعداء بخلق التحديات في طريق هذا الشعب، لذا علينا حفظ وتعزيز جهوزيتنا.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي تحديث الاستعدادات الوطنية وتقوية الاخلاص والبصيرة والبقاء علي النهج التعبوي علي اساس حاجات وضرورات اليوم، بانها تمثل سر نجاح الشعب الايراني، معربا عن امله بان يشهد شباب اليوم في البلاد اليوم الذي يتبوأ فيه الشعب الايراني قمة السعادة الدنيوية والاخروية وتتحرك الشعوب الاخري نحو مكانة الشعب الايراني المفعمة بالفخر.

وفي مستهل اللقاء القي القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء جعفري كلمة قال في جانب منها، ان شجرة التعبئة الطيبة التي تعد من عناصر الاقتدار الوطني للبلاد تسعي من خلال اضفاء الشفافية علي المؤشرات الاصلية لحركتها اي البصيرة والاخلاص والعمل في الوقت المناسب وبما يقتضي، لتقوية قدراتها الذاتية ورفع مستوي ابعادها المعنوية وجهوزيتها الفردية والعملية.

كما تحدث رئيس مؤسسة تعبئة المستضعفين العميد نقدي حيث قال في جانب من كلمته، ان التعبويين عززوا استعدادهم في جميع ساحات الجهاد ومن ضمنها البناء والعلم والحرب، وان التجمعات المليونية للتعوبيين بالتزامن معا في 400 مدينة في مختلف انحاء البلاد، هي بمثابة تجديد العهد مع اهداف الولاية والامامة.

وتم في هذه المراسم قراءة ميثاق التعبئة بالنيابة عن كل التعبويين في البلاد.