رمز الخبر: ۲۷۳۸۱
تأريخ النشر: 10:24 - 27 November 2010
أنه قال للرئيس الإيراني في أثناء زيارته إلى لبنان اخيراً 'اننا لا نوافق على أن نكون جزءاً من محور'. واضاف 'قلت له أنا أؤمن أننا جزء من الجامعة العربية. مبادرة السلام العربية صنعت في بيروت. ونحن نؤمن بذلك'.
عصرایران -وکالات-  جرياً على عادة والده الرئيس رفيق الحريري الذي زار طهران مرات عديدة، يتوجّه رئيس الحكومة سعد الحريري السبت الى ايران في زيارة رسمية يلتقي خلالها الاحد الرئيس محمود احمدي نجاد، ويرافق رئيس الحكومة وفد وزاري موسّع يضم الوزير سليم وردة من القوات اللبنانية التي تتهمها طهران باختطاف الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة في العام 1982 ووزيراً من الكتائب هو سليم الصايغ اضافة الى الوزراء بطرس حرب، طارق متري، حسن منيمنة، محمّد فنيش،غازي العريضي، وعدد من المستشارين، ولفت عن الوفد غياب وزير الخارجية علي الشامي.

وستتناول المحادثات بين الجانبين اللبناني والإيراني دراسة إمكانية التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين في مختلف المجالات.

وعشية زيارته ايران، اعلن الرئيس الحريري انه لم يتهم حزب الله بإغتيال والده، وأكد 'إن مسألة الشهود الزور تعالج في إطارها القانوني، أما في ما يخص التسريبات حول القرار الاتهامي فنحن قلنا بوضوح انها لا تخدم العدالة، والأهم من كل ذلك أن لبنان يواجه الكثير من المخاطر، وعلينا جميعاً أن نضع الوحدة الوطنية والاستقرار كأمر لا يجوز لأحد أن يخلّ به مهما كانت الأسباب أو الظروف، فنحن محكومون بالعيش معاً على أرض بلدنا الحبيب'.

وشدد الحريري على اهمية الدور الايراني في المنطقة وهو دور طبيعي ينطلق من الوزن التاريخي والسياسي والاقتصادي لدولة بهذا الحجم وبهذه العراقة الحضارية في الجوار العربي'، محذراً من 'أن ضرب الاستقرار في أي دولة من دول المنطقة هو بمثابة تهديد لمصالح العرب وإيران في آن معاً'، مشيراً من هذا المنطلق الى 'أن إيران معنية بكل مسعى لتوفير مقومات الاستقرار في كل بلدان المنطقة، ومن ضمنها لبنان الذي ينظر بإيجابية تامة الى مساعي القيادتين السعودية والسورية لتثبيت الاستقرار فيه، استكمالاً لنتائج الزيارة التاريخية التي قام بها الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد الى بيروت في الصيف الماضي'.

من جهته، رأى السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي 'ان اللبنانيين سيلمسون أجواء وانعكاسات إيجابية لزيارة الرئيس الحريري خلال الأيام القليلة المقبلة'، وقال 'ان إيران ليست مع فريق من اللبنانيين ضد فريق آخر إنما هي مع كل لبنان، وتريد كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ولكن بأفضل الأساليب القانونية المعتمِدة على الإثباتات ومن دون تسييس'.

وكان الرئيس سعد الحريري كشف في مقابلة أجرتها معه صحيفة 'واشنطن بوست' أنه قال للرئيس الإيراني في أثناء زيارته إلى لبنان اخيراً 'اننا لا نوافق على أن نكون جزءاً من محور'. واضاف 'قلت له أنا أؤمن أننا جزء من الجامعة العربية. مبادرة السلام العربية صنعت في بيروت. ونحن نؤمن بذلك'.

ورداً على سؤال إذا أزعجه الاستقبال الشعبي الحاشد الذي نظمه حزب الله للرئيس الإيراني في الضاحية الجنوبية وهل ازعج هذا الأمر الولايات المتحدة، قال الحريري: 'أنا لبناني. لدينا نظرة مختلفة إلى أمور كهذه. لا أنظر إلى هذا الأمر مثلما ينظر إليه الأمريكيون. هو رئيس وجاء إلى لبنان. البعض استقبله في الضاحية. ماذا في ذلك؟'. واعتبر 'أن المشكلة الرئيسية لدينا في لبنان وفي المنطقة هي عدم وجود عملية سلام حقيقية... يتحدث الكثير من الناس عن الأسلحة والتهريب وحزب الله وكل ذلك. ولكن إذا كان لدينا سلام شامل، فهل كنا لنتحدث عن كل هذا؟'.

وقال: 'لو حللنا المشكلة في مدريد عام 1991 عندما ذهبنا إلى هناك، لما كانت لدينا كل هذه المشاكل اليوم؟'، مشيراً إلى أنه 'في تسعينات القرن الماضي لم يكن هناك تنظيم القاعدة ولم يكن هناك حماس ولم يكن هناك كل هذه الجماعات المتطرفة. ولكن أنظري اليوم ما نحن عليه بعد 19 عاماً'.

أضاف: 'سؤالي هو: إذا لم نتحرك في عملية السلام، لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط على أساس مؤتمر مدريد، وعلى أساس المبادرة العربية (2002)، فأين سنكون بعد 10 سنوات؟'، مشدداً على 'أن المجتمع الدولي يحتاج إلى الصحوة'. وأشار إلى غياب القيادة في إسرائيل، متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه 'لا يؤمن بالسلام، وهو شخص دمّر اتفاق أوسلو وليس على استعداد للحديث عن سلام حقيقي في المنطقة. وهو يأخذ مسألة الأمن كأساس لبرنامجه السياسي كله'.

وأكد انه 'لن يكون هناك أمن إذا لم يكن هناك سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبين السوريين والإسرائيليين والعالم العربي ولبنان جزء منه'.

وفي الشأن اللبناني، قال الحريري إن 'ما نحاول التركيز عليه في لبنان هو كيفية الحفاظ على هذا البلد وكيفية الحفاظ على وحدة اللبنانيين وهما مهمتان صعبتان للغاية'، مؤكداً انه يسعى إلى تحقيق العدالة لبلاده 'فلا شيء يعيد لي والدي'. وعن حزب الله قال إنه 'حزب سياسي، فاز له نواب في مناطقه في أجزاء من لبنان في البرلمان أي أنهم انتخبوا ديمقراطياً. فإما نريد أن تحترم تلك الديمقراطية أو لا نريد'. وقال الحريري 'نحن مختلفون سياسياً ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكننا التحاور أو التحدث. أعتقد أننا جميعاً لبنانيون ويجب أن نجلس إلى الطاولة ونتحدث'.

ورداً على سؤال حول أن حزب الله يريد منه أن يقول انه يرفض نتائج المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري، قال: إن 'المحكمة الدولية شكلتها الأمم المتحدة بموجب القرار 1757. لا شيء أقوله أو أفعله سيغير شيئاً'. واضاف 'ما يجب القيام به هو تهدئة النفوس وتهدئة الشوارع وتهدئة الخطابات والحديث عن كيفية عدم جعل الموضوع أكبر مما هو عليه. مع هذا الحوار يمكننا الخروج بما سوف يوحّد اللبنانيين بدلاً من تقسيمهم. هذا هو توجّهي'.

وأكد أنه 'لن يقول شيئاً إذا كان المسدس موجهاً إلى رأسه'، وقال 'أنا لا أعمل في ظل التهديدات'. وسئل هل تعتقد أن المحكمة لا تزال وسيلة مشروعة لمحاكمة قتلة والدك؟ فأجاب 'نعم'.

وعن العلاقات مع سورية، أشار إلى أنه 'منذ تبوّأ المنصب رأى أن عليه أن يقيم علاقات جيدة مع كل الدول العربية بينها سورية وفتح صفحة جديدة مع دمشق لذلك ذهب إلى سورية وأجرى محادثات 'صريحة جداً' مع الرئيس بشار الأسد حول وجود أن تكون العلاقات بين البلدين قائمة على الاحترام والمساواة'.

ولفت إلى ' أن هناك الكثير من الإمكانات الاقتصادية بين لبنان وسورية، وسورية هي سوق كبيرة للبنان وبدأنا ذلك الاتفاق بيننا وبين تركيا وسورية والأردن'. وعن كيفية وصفه لدور سورية في لبنان اليوم مقارنة مع 2005؟، أجاب 'مختلف كلياً، لا نستطيع أن نقول ان العلاقة في السنوات الخمس الماضية لم تكن صعبة بل كانت صعبة جداً ولكنها اليوم أصبحت أفضل بعشر مرات'.

وفي موضوع شهود الزور في التحقيق باغتيال والده، أوضح الحريري أنه 'ضد جميع شهود الزور إلاّ أنه رفض محاكمتهم في المجلس العدلي، وهو أعلى هيئة قضائية في لبنان، بل في محاكم عادية'.