رمز الخبر: ۲۷۶۱۰
تأريخ النشر: 12:39 - 08 December 2010
عصرایران – نوه رئيس 'حزب الكتائب اللبنانية' أمين الجميل بالعلاقات الإيرانية – اللبنانية، معتبراً أنها حققت نقلة نوعية إيجابية، معلناً أنه تلقي دعوة لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسيلبيها في الوقت المناسب بالتنسيق مع القيادة الإيرانية.
   
وقال رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق (1982- 1988) في سياق مقابلة أجرتها معه وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء – إرنا : 'العلاقات الإيرانية – اللبنانية كانت منذ القدم علاقات ممتازة.. إيران دولة كبري ومؤثرة في المنطقة ولها صداقات قوية جداً علي الساحة اللبنانية تتجاوز الطائفة الشيعية الكريمة وتشمل معظم مكونات المجتمع اللبناني'.

أضاف الرئيس الجميل: إن 'التطور الأخير في تعزيز العلاقات اللبنانية -الإيرانية علي مستوي المؤسسات هو نقلة نوعية نحن نحبذها ونشجعها، والوزير الكتائبي (وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ) الذي كان ضمن الوفد الرسمي المرافق لرئيس الحكومة سعد الحريري في زيارته لطهران لعب دوراً في تعزيز العلاقات بين حزب الكتائب والدولة الإيرانية، ونحن نتمني أن تكون إيران راعية لاستقرار في لبنان وللحوار اللبناني – اللبناني، وأن تعمل بهذا الاتجاه'.

ورداً عن سؤال قال الرئيس الجميل: إن 'إيران فرضت دورها علي الساحة الشرق أوسطية من خلال موقعها المؤثر والعلاقات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية التي نسجتها مع معظم دول المنطقة، مما حقق لإيران موقعاً متقدماً علي الساحة الإقليمية عامة ولبنان بصورة خاصة، لا سيما في الآونة الأخيرة حيث قامت هذه العلاقة المميزة بين إيران وفريق مهم علي الساحة اللبنانية'.

وعن تقييمه لزيارة الرئيس الحريري الأخيرة إلي طهران أكد الرئيس الجميل أن مجرد حصول هذه الزيارة هو شيء مهم ويعتبر نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، وهذه الزيارة تحمل رمزية خاصة نظراً لكون سعد الحريري هو رئيس الحكومة وهو ابن الشهيد رفيق الحريري، وزعيم سني كبير في لبنان والمنطقة ورئيس أكبر كتلة برلمانية ولا شك أن زيارته لإيران في هذه الظروف بالذات مؤشر مهم'.

ورداً عن سؤال آخر قال الرئيس الجميل: 'نحن نثمن زيارة الرئيس الحريري إلي طهران'، لافتاً إلي أنه كان هناك انطباع بأن فريقاً من اللبنانيين يقف علي مسافة من إيران بسبب الخلافات الداخلية فأتت هذه الزيارة برمزيتها لتؤكد أن العلاقة بين الدولتين هي علاقة شاملة وتحتضن كل فئات الشعب اللبناني'.

ورداً عن سؤال آخر أكد الرئيس الجميل أن لقاءاته مع سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان غضنفر ركن آبادي 'أسست لعلاقة متينة وحميمة ولا شك أن هذا الأمر من شأنه أن يعزز التواصل بيننا وبين إيران وأن يستمر في التطور وسنعمل علي تطويره بما يخدم مصلحة الشعبين'.

وأوضح أن محادثاته مع السفير ركن آبادي 'كانت في قمة الصراحة، وقد طرحنا وجهة نظرنا بشفافية وواقعية وتمنينا أن يتم الأخذ بوجهة نظرنا باعتبار أنها تمثل موقف شريحة كبيرة من اللبنانيين لا بد من احترام رأيها، ومن شأن ذلك أن يحسن أي حوار ويكون مدخلاً لتفاهم طويل الأمد ويبلور القواسم المشتركة التي تحصن العلاقات الثنائية'.

وأعلن الرئيس الجميل أنه تلقي دعوة لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسيلبيها بالوقت المناسب بالتنسيق مع القيادة الإيرانية.

ورداً عن سؤال لفت الرئيس الجميل إلي أن هناك عائلات من آل الجميل تعيش في الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ منتصف القرن الماضي وهي علي 'علاقة وطيدة وحميمة مع الشعب الإيراني بصورة عامة'، مؤكداً أن أحداً من هؤلاء 'لم يطرح يوماً من الأيام أي قلق في إيران'.

وعن تفسيره للاستقبال الشعبي الحاشد للرئيس الإيراني في بيروت والجنوب اعتبر الرئيس الجميل أن هذا الاستقبال نابع من طبيعة 'الشعب اللبناني الطيب والمضياف والمنفتح علي إقامة أطيب العلاقات مع كل دول العالم بدءاً بالدول العربية ودول الجوار'. وقال: 'من الطبيعي أن يعبر الشعب اللبناني عن عاطفة تجاه قيادات ورؤساء دول أو مسؤولين في دول لهم أياد بيضاء في لبنان، وهذا الاستقبال هو طريقة للتعبير عن الشكر علي دعمهم لصمود هذا الشعب، وللمساهمة في المسيرة العمرانية والإنمائية في لبنان'، معتبراً أن هناك علاقة خاصة تجمع بين الرئيس أحمدي نجاد مع 'فريق كبير من اللبنانيين'.

وعن تقييمه للوضع في لبنان وأين تتجه فيه الأمور قال الرئيس الجميل: 'أنا متخوف من الوضع في لبنان وأخطر ما في الأمر هو فقدان الحوار بين اللبنانيين، وبرأيي فإن قطع الحوار الذي يرعاه فخامة رئيس الجمهورية (العماد ميشال سليمان) هو خطأ كبير'، لافتاً إلي أن طاولة الحوار هي 'المكان الذي يجب التباحث فيه بين قادة البلد حول قضاياه المصيرية وحول شؤونه وشجونه، وبالتالي فإن مقاطعة هذه الهيئة ليست مؤشراً صحياً لأنها تعيق أي تواصل بين القادة اللبنانيين'.

وقال: 'إن وسيلة التعاطي تقلقني أكثر من تداعياتها ذلك أن التداعيات يمكن وضع حد لسلبياتها في أي لحظة علي طاولة الحوار، ولذلك فإن رفض الحوار بظروف صعبة كالتي يمر بها البلد هي الخطر علي البلد'.

وأضاف: 'إن بعض الأفرقاء اعتبر أن لا حوار إلاّ بعد تحقق كذا وكذا (في إشارة إلي مطلب المعارضة بإحالة ملف شهود الزور علي المجلس العدلي) وهذا شيء غير مقبول لأن طاولة الحوار هي مجال بحث القضايا الخلافية، إنما أن نرفض التحاور حول قضايا خلافية فهذا يعتبر قمة الخطورة'.

ورداً عن سؤال أكد الرئيس الجميل أن مجلس الوزراء لم يرفض بحث قضية شهود الزور، معتبراً أن هناك فريقاً 'يحاول أن يفرض مشيئته علي مجلس الوزراء، فإما أن يقبل مجلس الوزراء إحالة هذا الموضوع (ملف شهود الزور) إلي القضاء الأعلي أو تُقاطع اجتماعات مجلس الوزراء وهيئة الحوار'.

واعتبر أن ما يحصل الآن هو 'تعطيل كامل لكل مسار الدولة بسبب نقطة خلافية غير جوهرية'، وقال: 'الخلاف ليس علي اتفاقية سلام أو اتفاقية حرب، أو علي شيء جوهري يمكن أن يغير مجري التاريخ، إنما الخلاف علي موضوع متفرع من موضوع قضائي، هذه قضية يمكن أن تعالج في أي لحظة بالحوار'.

واعترض الرئيس الجميل علي صيغة بعض الأسئلة وكأن 'حزب الكتائب' أسير هيكلية '14 آذار'، فقال: 'إنك تذكر 14 آذار كثيراً، بالنسبة لنا 14 آذار هي مبادئ عامة وشعارات وثوابت وطنية نتمسك بها، ونتضامن مع كل فريق أو قيادة تشاركنا نفس المبادئ، بينما حزب الكتائب احتفظ بحرية تحركه بعيداً عن التقوقع'.

وعن المشكلة في إحالة ملف شهود الزور إلي المجلس العدلي، طالما أن هذه القضية متفرعة عن القضية الأساس وهي قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري المحالة أساساً علي المجلس العدلي قال: 'هذا سجال قانوني لسنا الآن في معرض الدخول فيه'.

أضاف: 'أنا اعتبر أن هذا الموضوع لا يستحق أن نعطل الدولة برمتها لأجله طالما أنه يمكن أن يُبحث في أي إطار آخر.. هذه النقطة لا تستحق أن نعطل كل مسار الدولة لأجلها بمعزل عن أحقيتها أو عدم أحقيتها'.

وعن موقف 'حزب الكتائب' من المساعي السورية – السعودية لحل الأزمة، قال الرئيس الجميل: 'نحن دائماً نفضل فض الخلاف بالحوار وبالتفاهم فيما بيننا كلبنانيين وهذه مسؤوليتنا ونحن أدري بشؤون بيتنا. علي كل حال، لا يمكن أن يكون الحل بالشارع، وأنا كرجل قانون وكمحام، عندنا مقولة 'هي الصلح خير الأحكام'، فعندما يصل الإنسان إلي حل سلمي أو حبي فهذا أفضل من أي حل آخر'.

وشدد علي أن 'أي تسوية لا يمكن أن تكون علي حساب المبادئ أو الرموز والمقدسات: مثل الحقيقة والكرامة، فهذه الأمور لا يمكن التسوية حولها'، وقال: لا يمكن أن نأخذ ربع أو نصف حقيقة، ثم نتجاهل النصف الآخر منها... كل التسويات ممكنة إذا كانت لا تمس الحقيقة والكرامة'.

ورداً عن سؤال حول القرار الظني، والاتهام الموجه لحزب الله، قال الجميل: 'لنترك الأمور تأخذ مجراها وكل ما نريده أن تكون الحقيقة منزهة، وكل ما أتمناه هو أن لا يكون أي لبناني متورطاً بأي عنف سياسي لا باغتيال ابني بيار ولا باغتيال الرئيس رفيق الحريري أو جبران تويني أو وليد عيدو أو باسل فليحان.. أنا صادق مع نفسي، ولكن في نفس الوقت لست قاضياً ولا محققاً لكي أصدر الأحكام أياً كانت'.

ورداً علي سؤال آخر لفت الرئيس الجميل إلي أنه عندما اغتيل نجله وزير الصناعة بيار الجميل (نوفمبر 2006) رفض توجيه أي اتهام إلي سوريا أو أي طرف آخر 'لأن توجيه الاتهام بدون أي دليل هو تجهيل للقاتل'.

وأكد أنه بقدر ما يتمسك بمطلب الحقيقة فإنه يتمسك بمطلب عدم تسييسها وعدم تزويرها 'أياً كانت المعطيات أو الظروف'.

وعن شهود الزور والتسريبات الصحافية والمخابراتية لمضمون القرار الاتهامي قال الجميل: 'إنها تسريبات لا قيمة لها'.

وعن رأيه في إبلاغ الرئيس الحريري للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن اتهام عناصر من الحزب بالقرار الظني قال الجميل: 'يحق للرئيس الحريري أن يقول ما يشاء، لم أكن في الاجتماع بين الرجلين، وبالتالي لا رأي لي بالأمر'.

وأضاف: 'الصحافة في لبنان تقول الشيء وعكسه (نقيضه) بنفس الوقت، لا يمكن أن نتوقف عند تسريبات صحفية أو معلومات مخابراتية أو ما إلي ذلك'.

وأعرب الرئيس الجميل عن اعتقاده بأن التحقيق في قضية اغتيال الحريري 'يمر بمراحل صعبة ودقيقة يمكن من خلالها كشف أي تزوير في أي مرحلة من هذه المراحل، مرحلة التحقيق العسكري، والتحقيق القضائي ومرحلة المحاكمات وتبادل الإفادات والإثباتات، والإثباتات المعاكسة، كل ذلك سيكون في المحكمة والمحكمة ستكون متلفزة وعلنية أمام كل الناس، وكل دليل يطرح علي الطاولة يمكن مواجهته بمئة دليل معاكس أمام الرأي العام الدولي وأمام الخبراء في الأدلة الجنائية وخبراء المتفجرات والاتصالات'.

وعمّا إذا كان مستعداً لإعلان موقف بأن المحكمة مسيسة إذا ثبت أن القرار الظني يستند إلي اتصالات غير جدية أو مزورة، قال: 'لا يوجد أدني شك، في حال ثبت ذلك..'.

أضاف: 'أنت تتكلم مع والد شهيد، هل تعتقد ولو بنسبة واحد في الألف أنني يمكن أن أقبل تزوير محكمة تتعلق بابني؟ هل تعتقد أنني يمكن أن أساوم علي دم ابني؟ كيف يمكن أن أقبل بتزوير الحقيقة ؟'.

ورداً عن سؤال آخر أكد الجميل أن ما يعنيه هو معرفة الحقيقة، 'ليس لشفاء غليلي وإنما لتكون هناك عبرة للآخرين وحتي لا تعيش أي عائلة أخري ما عشناه من آلام ومآس أو أن تعاني مما عانيناه.. كل ما أبغيه هو تجنب المزيد من العنف السياسي والمزيد من الشهداء.. ما نريده هو أن نحصن مجتمعنا بوجه هذا الإرهاب السياسي والاغتيالات'.

ورداً عن سؤال آخر أوضح أنه يتابع التحقيقات في جريمة اغتيال نجله بيار، مؤكداً أن التحقيق في هذه الجريمة لم يتوصل حتي الآن إلي أية خيوط تقود إلي المجرمين، وقال: 'حتي الآن ليست بحوزتي أية إشارة أو دليل يتعلق بهذه الجريمة رغم كل الجهود والمساعي التي تبذلها الأجهزة اللبنانية.. ربما المحكمة الدولية تملك بعض الخيوط، لست أدري، لكن ما أعرفه هو أن الدولة اللبنانية لا تملك أي معطيات تتعلق باغتيال ابني بيار'.

وعمّا إذا كان يعتبر ما قدمه السيد نصر الله من قرائن ومعطيات تدين العدو الصهيوني في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، معطيات منطقية؟ قال: 'لا أحد يمكن أن ينكر أن السيد حسن (نصر الله) حصل علي بعض المعطيات المهمة لكنه هو يعترف أن هذه المعطيات تعود إلي كذا سنة قبل الاغتيال'.

وعمّا إذا كان يستبعد الفرضية الإسرائيلية في اغتيال الرئيس الحريري، أكد الجميل أنه لا يستبعد أي فرضية.

وأكد أنه إذا حصل علي معلومات تدين العدو الإسرائيلي في جريمة اغتيال نجله بيار فإنه سيذهب إلي الولايات المتحدة الأميركية ليعمل هناك أزمة سياسية، ويعقد هناك مؤتمراً صحافياً يعلن فيه هذه المعلومات، ويطلق كذلك خطاباً سياسياً في الكونغرس الأميركي يطالب فيه بمعاقبة من اغتال نجله.

وختم الرئيس الجميل داعياً الطرف الآخر أي فريق المعارضة للحوار والبحث عن طريقة لإحقاق الحق 'إذا كنا نريد مصلحة هذا البلد'.