رمز الخبر: ۲۷۹۴۶
تأريخ النشر: 10:37 - 27 December 2010
لكن وبالرغم من الانتقادات واسعة النطاق التي يتم توجيهها إلى مشائي، بما في ذك الانتقادات التي توجه إليه من قِبل السلطة الدينية العليا في البلاد، إلا أن نجاد لم يكترث بكل هذا، وقام بتعيينه في مجموعة من المناصب العليا، ومن ثم بدأ يزداد نفوذ مشائي، حتى بدأت تظهر تكهنات تتحدث عن أن نجاد يراه منافساً رئاسياً في المستقبل، وهو ما نفاه مشائي تماماً.
عصرایران - في وقت تعددت فيه التحليلات التي حاول من خلالها البعض تفسير الأسباب التي دفعت بالرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، لعزل بعض المسؤولين والموظفين الحكوميين من مناصبهم واستقدام آخرين بدلاً منهم خلال الآونة الأخيرة، ربط كثير من المنتقدين ذلك بالنفوذ المتنامي لإسفنديار رحيم مشائي، الذي يعتبر من أقرب مساعدي نجاد.

فبينما كان يتوقع رئيس المنظمة الوطنية للشباب في إيران "مهرداد بذرباش"، واحد من أتباع نجاد المواليين، أن يستمر في شغل مناصب رفيعة المستوى، وجد نفسه مقالاً على نحو عاجل.

وأكدت تقارير ورادة من إيران مطلع هذا الأسبوع على أن بذرباش، الذي تعكس معتقداته الأيديولوجية معتقدات الرئيس والذي كثيراً ما كان يهاجم بصورة حادة منتقدي نجاد، قد أقيل من قِبل نفس الرجل الذي سبق وأن صنعه.

وقالت اليوم صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إن تلك الإقالة واحدة من عدد من التغييرات الوظيفية المفاجئة التي أحدثها نجاد – بما في ذلك إقالة وزير الخارجية منوشهر متقي، لافتةً إلى أن تلك التغييرات قد تسببت في إثارة شكاوى من الحلفاء والمنتقدين على حد سواء بشأن الأسلوب "القبلي" والمتعجرف للرئيس، وكذلك بشأن التأثير العلني والصريح الذي بات يحظى به واحد من أقرب مساعديه.

وأشار منتقدون في هذا الشأن إلى أن إسفنديار رحيم مشائي، رئيس المكتب الرئاسي والذي تربطه علاقة نسب بنجاد ( بزواج ابنته من ابن الرئيس)، بدأ يحظى بقدر كبير من التأثير على أحمدي نجاد.

لكن وبالرغم من الانتقادات واسعة النطاق التي يتم توجيهها إلى مشائي، بما في ذك الانتقادات التي توجه إليه من قِبل السلطة الدينية العليا في البلاد، إلا أن نجاد لم يكترث بكل هذا، وقام بتعيينه في مجموعة من المناصب العليا، ومن ثم بدأ يزداد نفوذ مشائي، حتى بدأت تظهر تكهنات تتحدث عن أن نجاد يراه منافساً رئاسياً في المستقبل، وهو ما نفاه مشائي تماماً.

ثم مضت الصحيفة الأميركية لتبرز ما قاله تقرير إيراني عن أن نجاد "أمر بعزل بذرباش من منصبه" خلال اجتماع لمجلس الوزراء يوم الأحد الماضي، بعد أن انتقد الأخير بعضاً من تدخل مشائي في شؤون المنظمة الوطنية للشباب.

وأشار التقرير ذاته إلى أن طريق عمل نجاد تتمثل في إقدامه على حل مشكلة ما بخلقه مشكلة أخرى، في مواجهة العقوبات اللاذعة من جانب الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وخطة دعم إصلاح مؤلمة ومثيرة للغاية، وكذلك عدد كبير آخر من المشكلات.

وتردد كذلك أن عضواً بارزاً في وزارة الإرشاد الإسلامي قد أقيل من منصبه هو الآخر يوم الجمعة الماضي، جنباً إلى جنب مع عضو آخر بُطِش َ به من وظيفته قبل أيام.

وتابعت ساينس مونيتور الحديث في هذا السياق بنقلها عن فريدة فرحي، خبير الشؤون الإيرانية في جامعة هاواي، قولها :" من الواضح أن هناك نغمة سارية بين الجميع في إيران، وفي الدوائر المحافظة، تُبَيِّن أن الأمور برمتها في يد مشائي .. وهو الأمر الذي ترتب عليه كذلك إقدام صحيفة ( كيهان ) الرسمية الموالية للنظام على مهاجمة نجاد. ومن الواضح أن جزءً على الأقل من النخبة قد تم إبعاده، وهو ما جعل دائرة الحكم في البلاد تصبح أضيق، من حيث التوجه الأيديولوجي".

وأضافت فرحي قائلةً :" وقد انتقلت كل الصراعات القائمة إلى داخل تلك الدائرة الصغيرة، وكلما ازداد صغر تلك الدائرة، كلما ازدادت شدة الصراع وأصبح أكثر شراسة".

وكانت صحيفة كيهان الإيرانية قد قالت في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي إن "دائرة فاسدة" من المستشارين المحيطين بنجاد قد جعلوه يعزل متقي بشكل مفاجئ.