رمز الخبر: ۲۸۶۶۰
تأريخ النشر: 12:45 - 03 February 2011
والان تتكرر احداث رومانيا في بلد اخر، لعيد التاريخ نفسه، وذلك في مصر الكبيرة. وهل سيكون حسني مبارك، على قدر من الدراية لينقذ نفسه وزوجته ويرحل عن بلاده، أم انه على غرار تشاوشسكو سيفكر في الفرار عندما ستوصد جميع الابواب بوجهه؟

عصر ايران – قبل 21 عاما ويوم 25 ديسمبر 1989، تم اعدام نيكولا تشاوسسكو رئيس رومانيا والنا زوجته رميا بالرصاص بعد محاكمة قصيرة وبحضور حشد من الجماهير.

وكأن هذه القضية كان يجب ان تختتم بالدم. وبعد ان امضى الشعب الروماني عقدين من الرعب والخوف من نظام تشاوشسكو الدكتاتوري الشيوعي ، اصبح من المتيقن له بانه يجب تمزيق جسدي نيكولا والنا بالرصاص ، من اجل وضع نهاية لهذا الكابوس.

وتم تصوير المحاكمة ومشهد الاعدام وبث الفلم عدة مرات من التلفزيون الروماني الحكومي ليلة 26 ديسمبر.

وحينها ادرك انصار تشاوشسكو لاسيما افراد الشرطة الامنية المرعبة بان كل شئ قد انتهى واليوم قد حان وقت الهروب او انزال العقاب بهم.

لكن لماذا كان مصير تشاوشسكو على النقيض من سائر قادة الدول الشيوعية؟ هل كان قد ادرك تشاوشسكو حقائق انهيار جدار برلين وسقوط الانظمة الشيوعية في بولندا وتشكسلوفاكيا وسائر بلدان اوروبا الشرقية؟

كلا، انه كان قد انتخب مرة اخرى في 24 نوفمبر من تلك السنة في منصب الامين العام للحزب الشيوعي ولم يخطر بباله ابدا بانه في نهاية الطريق وكان مايزال يتصور بان الشعب يختزل في نيكولا تشاوشسكو.

فتشاوشسكو فرض ابان حكمه المطلق الذي استمر 24 عاما، شتى انواع الماسي على الشعب الروماني.

ولم يسمع تشاوشسكو صوت الشرارة التي انطلقت يوم 16 ديسمبر من مدينة تيميسوارا.

وعندما احتج شعبه على اعتقال القس لازلو تويكس المدافع عن الاقلية المجرية في ترانسيلفانيا خرج الناس في هذه المدينة في مظاهرات. وقد اصدر تشاوشسكو اوامره للجيش بقمع المتظاهرين. وعلى اثرها لقي مئات الاشخاص مصرعهم.

وبعدها اثنى تشاوسكو في التلفزيون على الجيش لقمعه المتظاهرين.

لكن غداة ذلك اليوم، سمع من شرفة قصرة في بوخارست صرخات "الموت لتشاوشسكو". وكان الشعب قد وصل اليه وهو على بعد عدة امتار منه.

وفي يوم 21 ديسمبر، خرجت تظاهرات عمالية حاشدة ضد نظام تشاوشسكو الدكتاتوري الشيوعي امام مقر الحزب الشيوعي في العاصمة بوخارست.

وفتح الجيش النار. لقد انتفضت بوخارست وعلى الرغم من القمع الشديد للثورة ، فان قوات الامن كانت عاجزة عن مواجهة الثورة التي قام بها الشعب.

وفي يوم 22 ديسمبر، انتحر وزير دفاع النظام الشيوعي الروماني. وفي محاولة مستميتة غادر تشاوشسكو ومعه زوجته بوخارست للهرب من البلاد.

وقد اعتقل تشاوشسكو مع زوجته على يد القوى الثورية.

وقد انضم الهيكل الرئيسي للجيش الى الثورة وبعد ثلاثة ايام، تحدد مصير تشاوشسكو في ثكنة عسكرية.

وبذلك، وفي يوم 25 ديسمبر 1989 وفي يوم عيد الميلاد، تم اعدام نيكولا تشاوشسكو وزوجته النا رميا بالرصاص في حضور الجماهير بعد محاكمة قصيرة.

وحسب الارقام الرسمية، فان 1104 من ابناء الشعب الروماني قتلوا على يد قوات الامن والجيش الرومانيين خلال الثورة الشعبية الرومانية التي تمكنت خلال اسبوع من الاطاحة بنظام تشاوشسكو الدكتاتوري.

وقد ثأر الشعب بعد 20 عاما من المعاناة والمقاساة التي كابدها.

لكن لو كان تشاوشسكو قد انتبه مبكرا الى تغير الظروف والاحوال وكان قد ادرك ما يدور في حواليه من حقائق، ربما لم تكن نهايته دموية.

والان تتكرر احداث رومانيا في بلد اخر، لعيد التاريخ نفسه، وذلك في مصر الكبيرة. وهل سيكون حسني مبارك، على قدر من الدراية لينقذ نفسه وزوجته ويرحل عن بلاده، أم انه على غرار تشاوشسكو سيفكر في الفرار عندما ستوصد جميع الابواب بوجهه؟

ويأمل مبارك طبعا، بان يشاهد شعبه المحتج من على شاشة التلفزيون في ميدان التحرير فقط لا امام القصر الرئاسي ومن على شرفة قصره.