رمز الخبر: ۲۸۶۶۶
تأريخ النشر: 14:46 - 04 February 2011
محمد عبد الحميد عبد الرحمن ؛ الفارسیه نت - كيف امضى المصريون ليلة الاربعاء الخميس؟ قد لا يتفقون حتى في الاجابة على هذا السؤال. الغالبية العظمى قضته مسمرة امام شاشات التلفزيون يستجدونها بقلوبهم أن تخبرهم بحقيقة ما يحدث بالضبط.

بضعة الاف لا يعرف احد عددهم تحديدا كانوا يصنعون الحدث الذي يحبس انفاس العالم. كانوا يدافعون عن الامل المصري الذي انحصر في كيلومتر مربع واحد.

سقط خمسة قتلى حسب المصادر الرسمية وما يقارب الالف جريح في الصدامات الدامية التي وقعت طوال الليل بين الشبان المحتجين المعتصمين في ميدان التحرير منذ اكثر من اسبوع ومؤيدي الرئيس مبارك المدعومين بعشرات البلطجية ورجال الامن في الملابس المدنية. كثير من الذين تابعوا المشهد الاليم على شاشات التلقزيون توقعوا ان يسفر الصباح عن اجلاء المحتجين عن الميدان الذي يحمل اسم ما يتوقون اليه.

لم يتذكر احد من المصريين الذين قابلتهم هذا الصباح ان رأوا جـِمالا في ميدان. احدهم قال ربما في عشرينات القرن العشرين. جاؤوا بالجمال والخيول والهراوات وكرات النار، مأجورون ومتطوعون وهكذا منحوا المتظاهرين للتغيير فرصة أن يجعلوا الدفاع عن حياتهم وسلامتهم هو الدفاع عن الحرية بعينها.

بضع عشرات من جنود الجيش على متن حوالي عشرين دبابة متمركزة في ميدان التحرير. عشرة ايام كانوا هناك، لم يفعلوا شيئا يذكر لكنهم كانوا هنالك، حكاما في مباراة لا يعرفون قواعدها ولا يملكون ان يشهروا بطاقة حمراء لاحد في مشهد يجسد غرابة الارتباك المصري الشامل.

لكن كثيرا من المحتجين في ساحة التحرير عبروا عن امتنانهم للجيش ليس فقط لانهم تعودوا على ان تتدخل الخوذات ضدهم دائما بل لأن الجيش حماهم فعلا ليلة امس ومنع بمجرد وجوده هنالك كارثة اكبر.

في الخامسة من صباح الخميس كانت الاشتباكات العنيفة قد انفضت فعليا وانسحب المتظاهرون المؤيدون للحكومة واستولى المحتجون المطالبون بالتغيير على كامل ميدان التحرير وميدان عبد المنعم رياض المجاور.

عشرة ايام من التظاهر السلمي والاحتجاج الصاخب الذي بدأ بالضجر ثم الشكوى ثم الفعل على الانترنت ووسائل الاتصال الاجتماعية في ثم انتقلت للارض، ليكتشف المصريون قبل غيرهم أن شبابهم ليسوا كما كانوا يظنون. عشرة أيام بعثت جذوة الامل والتفاؤل بالتغيير الذي انتظروه طويلا واشفقوا عليها من ان تخمد امس تحت سنابك الخيول.

التلفزيون الحكومي قال ان الخيول والجمال تعود لعاملين في السياحة تضرروا من توقفها بسبب الاحتجاجات.

الان وقد اكمل شباب الفيس بوك والانترنت من جهة وسائسي الجمال والخيول من جهة اخرى مهامهم بإتقان فاجأ الجميع،على الساسة ان يتحركوا وبسرعة وإلا فقد ينفد صبر ذوي الخوذات.