رمز الخبر: ۲۸۹۹۵
تأريخ النشر: 11:12 - 17 February 2011
عصرايران -  "رويترز": قالت اسرائيل ان سفينتين حربيتين ايرانيتين تعتزمان عبور قناة السويس في طريقهما الى سورية، امس، واصفة تلك الخطوة بأنها "استفزاز" من جانب طهران.

والقوة البحرية الايرانية التي تحدث عنها وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان لن تشكل تهديداً عسكرياً ملموساً لاسرائيل لكن يمكن أن تتسبب في أقرب مواجهة على الاطلاق بين قوات العدوين اللدودين.

وارتفعت اسعار النفط بدعم من تلك الانباء. وقفز سعر مزيج برنت خام القياس الاوروبي الى أعلى مستوياته في 29 شهراً نتيجة للقلق في الشرق الاوسط بسبب الاشتباكات في ايران واليمن والبحرين والتي زادت المخاوف من تعطل تدفق النفط.

وزاد سعر خام برنت 40ر2 دولار الى 04ر104 دولار للبرميل الساعة 17:08 بتوقيت غرينتش.
وسورية حليف لايران وازداد هذا التحالف قوة مع عزلة ايران عن الغرب بسبب طموحاتها النووية.
وقال ليبرمان في كلمة في اجتماع مغلق أمام زعماء يهود، "تعتزم سفينتان حربيتان ايرانيتان الليلة (الليلة قبل الماضية) عبور قناة السويس متوجهتين الى البحر المتوسط وستصلان سورية.. وهو شيء لم يحدث منذ عدة أعوام".

وتابع قوله، " للاسف المجتمع الدولي لا يظهر استعداداً للتعامل مع الاستفزازات الايرانية المتكررة. وعلى المجتمع الدولي أن يفهم أن اسرائيل لن تتجاهل هذه الاستفزازات الى الابد". وقالت القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي التي تمولها الدولة، ان ليبرمان وهو شريك من اليمين المتطرف في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية المحافظة تحدث من تلقاء نفسه حيث أن وزارة الدفاع "فضلت أن تتجاهل" اقتراب السفينتين.

وقال وزير الدفاع ايهود باراك، ان اسرائيل تتابع السفينتين ونبهت " دولاً صديقة في المنطقة" بشأن مخاوفها.

وقالت حكومة الرئيس الاميركي باراك أوباما التي تسعى للتعامل مع موجة من الاضطرابات في الشرق الاوسط، انها على دراية بأمر السفينتين الايرانيتين لكنها لم تدل بمزيد من التفاصيل.
وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة "تراقب ما تفعله" هاتان السفينتان، مؤكدا انه يتحدث عن نفس السفينتين اللتين اشار اليهما الوزير الاسرائيلي.

الا ان كراولي رفض تأكيد ما اذا كانت هاتان السفينتان حربيتين او حتى اذا كانتا ايرانيتين.

والقناة ممر تجاري حيوي واستراتيجي بين اوروبا والشرق الاوسط واسيا.

وقال أحمد المناخلي مدير ادارة التحركات بهيئة قناة السويس، ان عبور سفن حربية لقناة السويس يحتاج الى موافقة وزارتي الدفاع والخارجية وان هذا ينطبق على اي سفن حربية مملوكة لأي دولة.

واضاف، ان القناة لم تتلق اي اشعار حتى الآن من اي من الوزارتين بشأن عبور اي سفينة للبحرية الايرانية لكن مثل هذه الموافقة قد تصدر قبل ساعات فقط من عبور السفينة. وكانت وكالة أنباء فارس الايرانية شبه الرسمية قد ذكرت في 26 كانون الثاني ان متدربين للبحرية على متن سفن حربية ايرانية أرسلوا في بعثة تدريبية لمدة عام عبر خليج عدن الى البحر الاحمر ومنه الى البحر المتوسط عبر قناة السويس.

وقالت الوكالة، "خلال المهمة من المقرر تدريب طلبة البحرية الايرانية واعدادهم للدفاع عن سفن الشحن الايرانية وناقلات النفط العملاقة في مواجهة التهديد المستمر للقراصنة الصوماليين".

ووصفت صحيفة (يديعوت احرونوت) السفينتين الايرانيتين بأنهما "فرقاطة ام. كيه-5 " وسفينة امداد.
وقالت الصحيفة، انه لم تعبر اي سفن للبحرية الايرانية قناة السويس منذ قيام الجمهورية الاسلامية في ايران العام 1979.

ونسبت الصحيفة الي مسؤولين امنيين قولهم، ان اسرائيل تشعر بالقلق تجاه خطط ايران لنشر سفن حربية في البحر المتوسط والبحر الاحمر وخليج عدن.

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع، ان السفينتين في طريقهما الآن " للرسو في ميناء سوري لمدة عام" واضاف، انه لا يوجد مبرر لايران لنشر سفن حربية في البحر المتوسط.

ومن شأن رسو السفينتين في سورية أن يجعلهما أيضاً قريبتين من لبنان على الحدود الشمالية لاسرائيل وحيث يوجد "حزب الله" الذي خاض حرباً مع اسرائيل في 2006 .

وبشكل منفصل قالت هيئة قناة السويس، ان حركة الملاحة في القناة تعطلت لنحو ساعتين، امس، بعد ان جنحت سفينة في احوال جوية سيئة. وكان هذا ثاني تعطل للملاحة في غضون يومين.
وقال جيمس كراسكا استاذ القانون الدولي في كلية البحرية الاميركية بالولايات المتحدة، " ما دام الايرانيون لا يقومون بنوع من العمليات الحربية اعتقد انه سيكون من حقهم عبور القناة كأي دولة اخرى. وهم يقومون بعمليات لمكافحة القرصنة في تلك المنطقة".

وقال نيل باتريك الخبير المستقل في شؤون الشرق الاوسط، انه يفترض أن ايران قررت ارسال تلك المهمة قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية في مصر والتي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك الاسبوع الماضي. وأضاف، إن تلك المهمة يحركها التعاون القائم منذ فترة طويلة عسكرياً وأمنياً بين طهران ودمشق.

وقال باتريك، "غير أن عدم إلغاء المهمة بمجرد بدء الاضطرابات في المنطقة يمكن أن ينظر اليه على أنه علامة على أن ايران مستعدة للمخاطرة بإثارة توترات.

"مصر هي الضامن لحرية مرور السلع والافراد عبر القناة. ومن ثم يمكن القول ان هذا تحرك استفزازي في وقت تتجه فيه مصر الى فترة من عدم اليقين. غير أن الايرانيين سيقولون ان لهم حقاً في القناة وانهم اختاروا ممارسة هذا الحق".

وقال كريستيان لو ميير خبير الشؤون البحرية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ان السفن التجارية الايرانية استخدمت قناة السويس بشكل منتظم لكنه لا يعلم أن أي سفن حربية ايرانية قد عبرت القناة من قبل.

وقال، " ورغم ذلك من الصعب اعتبار هذا تهديداً معقولاً لاحد. سفينتان حربيتان لا تشكلان أسطولاً صغيراً".