رمز الخبر: ۲۹۲۰۱
تأريخ النشر: 10:47 - 28 February 2011
عصرايران - وكالات - اعتبر مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الفلسطينية، وسفير طهران لدى دمشق السيد أحمد موسوي أمس، أن النقاط التي كان يعتبر الغرب في الماضي أنها تشكل قوة له باتت اليوم تشكل نقاط ضعف له نتيجة التقدم الذي تحققه بلاده.

وفي مقابلة خص بها «الوطن» بمناسبة زيارة البارجتين الإيرانيتين الحربيتين إلى ميناء اللاذقية، قال موسوي «في زمنٍ ما عندما كان يُقال لقادة بلدٍ ما إن هذه البارجة تتجه نحو سواحلكم كان ذلك يعني سقوط حكومة ذلك البلد، ولكن الآن تحول ذلك إلی تهديد لهؤلاء».

وأضاف: «في البوارج الكبيرة التي لديهم يعيش عدة آلاف من الجنود على البارجة، وهي تحمل على متنها ثمانين طائرة، كلها تحت مرمى صواريخنا، ونحن قادرون على مواجهتها، إذاً نقاط قوتهم بالأمس باتت اليوم نقاط ضعفهم وانكشافهم».

ورست البارجتان الإيرانيتان يوم الخميس الماضي في ميناء اللاذقية بعد أن عبرتا قناة السويس ودخلتا البحر المتوسط، وذلك في خضم زوبعة إعلامية وسياسية أثارها الساسة الإسرائيليون على أعلى المستويات.

وبعيداً عن الضجيج الإسرائيلي التقى قائد القوى البحرية السوري اللواء طالب البري مع نظيره الإيراني الأميرال حبيب اللـه سياري في اللاذقية، ووقع الجانبان اتفاقاً للتعاون بين البلدين في مجال تدريبات الدفاع البحري لتضاف صفحة جديدة ومشرقة في سجل التعاون المطرد بين البلدين.

واعتبر موسوي أن زيارة البارجتين تأتي في السياق الطبيعي للتعاون السوري الإيراني، منددا بالضجة الإعلامية والسياسية التي أثارتها إسرائيل بشأن هذه الزيارة، معتبرا أن هذه الضجة محاولة للتنفيس عن غضبها عبر إثارة مواضيع خارجة عن المألوف، وفيما يلي نص المقابلة:

كيف تعلقون على الضجة التي أثارها قادة الكيان الصهيوني بشأن زيارة البارجتين الإيرانيتين وما أهدافهم من وراء ذلك؟

إن زيارة البارجتين إلى سورية تأتي في السياق الطبيعي للتعاون الإيراني السوري في شتى المجالات وهي تصب باتجاه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتحمل رسالة سلام وصداقة لشعوبها. ولكن لا يخفى على أحد أن كل ما يعزز العلاقات بين البلدان الإسلامية يثير غيظ وحنق الصهاينة المحتلين.

والعلاقات الإيرانية السورية الإستراتيجية والمتطورة تقض مضاجعهم وتربك حساباتهم لذلك نراهم يتحسسون حيال أي تعاون بين البلدين الشقيقين. نحن نرى أنهم يحاولون التنفيس عن غضبهم عبر إثارة مواضيع خارجة عن المألوف والسياق الطبيعي للأمور، فهذه السفن تمخر المياه الدولية وفقاً للمعاهدات والمواثيق المتفق عليها عالمياً.

وكيف تقيمون الإنجازات التي حققتها إيران في المجال العسكري علی الأخص وفي المجال البحري وتصنيع الصواريخ وما دلالات ذلك؟

تقع إيران في منطقة إستراتيجية هامة وتمتد سواحلها علی ما يقارب 3000 كيلومتر، لذلك من الضرورة بمكان أن تحصل علی المعرفة والتقانة اللازمة في مجال الدفاع البحري.

قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران، ومع أن الشاه الخائن كان عميلاً موثوقاً به لدی أميركا، وكانت ثمة علاقات عسكرية قوية بينه وبين الأميركيين، إلا أنهم لم يزودوه بصواريخ. بعد انتصار الثورة وبالرغم من الحصار الشديد بذلنا أقصی جهودنا وحققنا الاكتفاء الذاتي مئة بالمئة في شتی المجالات بحيث لم يعد بإمكان الأعداء خلق أي عائق يحول دون تقدمنا. ففي صناعة البوارج الحربية تم تصنيع بارجة «موج» وهي قادرة على ضرب عدة أهداف في وقت واحد فوق سطح الماء وتحته وفي الجو، ويمكن استخدامها في الحروب الالكترونية. كما صنعت غواصة حربية تحمل اسم «الغدير» التي لديها قدرة عالية على المناورة السريعة والإفلات من الرادار، ومزودة بأحدث المعدات القتالية والالكترونية.

وبهمة علمائنا حصلنا علی المعرفة اللازمة لتصميم الصواريخ ونقوم بتصميمها وإنتاجها وفقاً لاحتياجاتنا. واليوم لدينا أنواع الصواريخ من قصيرة المدى إلی صواريخ ذات مدی ألفي كيلومتر من أنواع الأنظمة، وحسب نوع المهام المطلوبة منها. في مجال الدفاع الجوي حققنا إنجازات كثيرة ونسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي بالكامل. كما أضيفت إلی وحداتنا الجوية، طائرات بلا طيار لمهام المراقبة والاستطلاع الشامل وكذلك طائرات بلا طيار القادرة علی القصف الجوي.

تحاول الماكينة الإعلامية الغربية والصهيونية التلويح بالخيار العسكري ضد إيران من جهة وتخويف بلدان المنطقة من إيران من جهة أخری تارة عبر اتهام إيران بانحراف برنامجها النووي السلمي وتارة أخری من خلال التشكيك في نيات إيران وخطواتها الحثيثة في مجال التصنيع العسكري، ما ردكم؟
بعض الدول الغربية أساءت بحق إيران، وتعاطيها الإيجابي والبناء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين غضت الطرف عن إسرائيل التي جاهرت بامتلاكها للأسلحة النووية دون أن تلتزم بالمعاهدات الدولية وهذا في الحقيقة تعبير صارخ عن سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها تلك الدول.

ولابد أن نشيد إلى أنه علی مدی القرنين الماضيين وعلی الأخص بعد ثلاثة عقود من انتصار الثورة الإسلامية شهدنا دائماً مؤامرات الاستكبار وحملات واعتداءات أعداء الثورة وكانت إيران دائماً ولا تزال في موقع الدفاع ومواجهة العدوان، إيران لم تقم بمغامرات لفرض مطالبها على المنطقة والتاريخ خير شاهدٍ على ذلك، لقد تعرضنا دائماً للغزو ونريد أن ندافع عن بلدنا، العدو يريد أن يبيع السلاح وأن تكون سوق السلاح مزدهرة دائماً، لذلك يروج لمقولة التخويف من إيران، لذلك سنواصل زيادة قدراتنا لكي لا يخطر ببال العدو في أي وقت أن يهددنا أو يفكر بشن عدوان علينا.

في زمنٍ ما عندما كان يُقال لقادة بلدٍ ما إن هذه البارجة تتجه نحو سواحلكم كان ذلك يعني سقوط حكومة ذلك البلد، ولكن الآن تحول ذلك إلی تهديد لهؤلاء، في البوارج الكبيرة التي لديهم يعيش عدة آلاف من الجنود على البارجة، وهي تحمل على متنها ثمانين طائرة، كلها تحت مرمى صواريخنا، ونحن قادرون على مواجهتها، إذاً نقاط قوتهم بالأمس باتت اليوم نقاط ضعفهم وانكشافهم.