رمز الخبر: ۲۹۴۷۶
تأريخ النشر: 10:33 - 13 March 2011
عصرايران - بعث مندوب إيران الدائم لدى الوكالة الدولة للطاقة الذرية، علي اكبر سلطانية، الجمعة رسالة الى، يوكيا امانو، مدير عام الوكالة طالب فيها ببحث الانتهاكات الاميركية والاوروبية في نشر المئات من الاسلحة النووية الاميركية في الاراضي الاوروبية.

وقال سلطانية في هذه الرسالة ان الادارة الاميركية لم تنفذ خلال فترة طويلة التزاماتها الواردة في معاهدة حظر الانتشار النووي (ان.بي.تي) بحيث نقلت المئات من الاسلحة النووية إلى دول محددة لا تمتلك مثل هذا السلاح بما فيها الدول التي تقع تحت غطاء منظومة حلف الناتو وذلك خرقا للفقرة الأولى من هذه المعاهدة. واضاف سلطانية: انه حسب التقديرات، فان هناك نحو 240 رأسا نوويا في عدد من الدول الاوروبية بما فيها بلجيكا وهولندا وألمانيا وايطاليا.

وقال: ان نشر المئات من الاسلحة النووية في الدول التي لا تمتلك مثل هذه الاسلحة وتدريب طيارين للطائرات المقاتلة للدول المضيفة من اجل نقل والقاء القنابل النووية الاميركية ضد الدول النووية وغير النووية تعتبر انتهاكا لنص معاهدة حظر الانتشار النووي وخاصة الفقرتين الأولى والثانية لها والاتفاقية الشاملة للسلامة والامان للوكالة الدولية للطاقة الذرية (INFCIRC/153). وقال: إن الجمهورية الاسلامية الإيرانية باعتبارها دولة لا تمتلك سلاحا نوويا وعضواً في معاهدة حظر الانتشار النووي والوكالة الدولية للطاقة النووية لا يمكنها ان تقبل بالوضع الحالي بشأن انتشار الاسلحة النووية في اوروبا لان هذا الامر لا يشكل فقط انتهاكا فاضحا لنص هذه المعاهدة وروحها من قبل اميركا والدول الاوروبية المضيفة لهذه الاسلحة بل يمثل تهديداً جاداً للأمن العالمي.

ودعا سلطانية في الرسالة مديرعام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى رفع تقرير، إلى مجلس حكام الوكالة والمؤتمر العام الـ 55 للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن عدم تنفيذ اميركا والدول الاوروبية المالكة للاسلحة النووية التزاماتها الواردة في معاهدة حظر الانتشار النووي لان هذا الامر يعتبر تهديداً جادا للسلام والأمن العالميين كما ان مثل هذا الانتهاك يتطلب إتخاذ اجراءات سريعة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

الى ذلك قال وزير الخارجية البرازيلي، انتونيو باتريوتا، بانه رغم دهشة تركيا والبرازيل من استمرار سياسة فرض الحظر الاقتصادي على إيران وعدم متابعة بيان طهران فانهما قد اكدتا بأن البيان كان فرصة استثنائية للمجتمع الدولي تم تفويتها وانها اظهرت بأن نتائج الحوار افضل من التهديد والوعيد.

واضاف باتريوتا في حوار خاص مع كبير مراسلي صحيفة هندو الواسعة الانتشار، ان تفويت المجتمع الدولي لهذه الفرصة يعتبر خسارة لها لانه إذا كان الهدف الحصول على بعض الامتيازات والتنازلات من جانب إيران عبر المبادرة التركية البرازيلية فانها اظهرت بانه يمكن الحصول على نتائج افضل من خلال الحوار والتفاوض بدلا من التهديد وفرض العقوبات.

وتساءل حول المكاسب التي حققها المجتمع الدولي من فرض مزيد من الحظر على إيران، وقال: اعتقد ان هذه المكاسب لاتساوي شيئة امام الإنجازات التي تحققت في ضوء بيان طهران عام 2010، وان الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت لها فكرة تهدف إلى تمهيد الارضية للحوار بين مجموعة (5+1) وامريكا مع إيران.

ولذلك حين تم الاتفاق بشكل عملي اصيبت تركيا والبرازيل بالدهشة حيال عدم موافقة هذه المجموعة على بيان طهران وتشديد العقوبات على إيران.

ورأى ان المشكلة الأخرى تمثلت في ان مجلس الامن الدولي فرض عقوبات اشد على إيران فضلا عن اقرار عقوبات أخرى احادية الجانب من قبل امريكا وحلفائها.

واكد وزير خارجية البرازيل ضرورة بقاء باب الاتصال مفتوحا مع إيران مبينا بأن ايجاد حل دبلوماسي للتحديات التي تهدد السلام والامن تعتبر من اولويات بلاده وانها ستواصل دعمها لهذا الاسلوب وهذا التعامل. في سياق آخر تحدث احد كبار المسؤولين الامريكان في مجال المعلومات والاستخبارات عن قضايا بالغة الحساسية لم يسبق له ان تحدث بها حين قال بأن التجارب على الصعيد الاستراتيجي اظهرت ان لافائدة من فرض العقوبات على إيران.

و ذكر موقع - إيران هسته اي - ان مدير مركز المعلومات الوطنية الامريكي - جيمس كلبر - تحدث امام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس زاعما: بأن إيران ما زالت تستخدم الفاظا نابية معادية للغرب لكن التقييم لما يجري يشير إلى عدم جدية وفائدة فرض المزيد من العقوبات على إيران وينبغي تجنب مثل هذا الامر والعمل على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية يمكن ان يؤدي إلى جعل السلوك الإيراني أكثر فائدة.

وتعد هذه المرة الاولى التي يتحدث مسؤول امريكي بهذه الصراحة عن أهمية تجنب فرض أي عقوبات جديدة ما يشير إلى المطالبة باحداث تغيير في الاستراتيجية تجاه إيران.

وكان -كلبر - قد حضر امام الكونغرس الامريكي إلى جانب مدير وكالة المعلومات DIA رونالد بريغس، للحديث عن إيران وبرنامجها النووي وكيفية التعاطي معها حيث قال كلبر: إن التطور الفني الذي نجحت فيه إيران خاصة على صعيد تخصيب اليورانيوم يعني بالنسبة لامريكا ان إيران لها القدرات التي تؤدي في النهاية إلى تصنيعها للسلاح النووي وهو ما تعمل عليه الارادة السياسية الإيرانية.

واضاف كلبر: إن النظام الاسلامي في إيران اصبح بعد الانتخابات الرئاسية العام الماضي أكثر تلاحما وقوة ما يعني انه ليس بصدد التوصل إلى مصالحة مع معارضيه.

واوضح كلبر: إن ما يتوفر لدينا من المعلومات يتضح من خلاله ان إيران وعبر دعمها للقوى المعادية لامريكا و(اسرائيل) في الشرق الاوسط بما ستؤدي بالتالي إلى انحسار الدور الامريكي في المنطقة كما تقوم في ذات الوقت بوضع العقبات بين امريكا وحلفائها من العرب في المنطقة كما اتجهت إيران منذ مدة إلى دعم قوة الردع لديها ازاء التهديدات الامريكية و(الاسرائيلية).