رمز الخبر: ۲۹۵۷۵
تأريخ النشر: 12:26 - 20 March 2011
رويترز - استعانت قوات أوروبية وأمريكية بالطائرات الحربية والصواريخ ضد قوات العقيد معمر القذافي في أكبر تدخل عسكري غربي في العالم العربي منذ غزو العراق عام 2003 .

وقال التلفزيون الليبي ان 48 شخصا قتلوا وأصيب 150 في الغارات الجوية لقوات التحالف. وقال أيضا ان هناك موجة جديدة من الهجمات التي استهدفت طرابلس في وقت مبكر يوم الاحد.

ولم يتسن على الفور التحقق من هذه المزاعم من جهة مستقلة.

وذكرت قناة سي.بي.اس نيوز في موقعها على الانترنت أن ثلاثة قاذفات أمريكية شبح طراز بي-2 أسقطت 40 قنبلة على "مطار ليبي رئيسي" لم تذكر تفاصيل أخرى عنه. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) انه ليس لديه معلومات عن مثل هذا الهجوم.

وأطلقت طائرات حربية فرنسية الطلقات الاولى في حملة لاجبار قوات القذافي على وقف اطلاق النار وانهاء الهجمات على المدنيين ودمرت دبابات ومدرعات في بنغازي معقل المعارضة المسلحة.

وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون انه بعد ساعات أطلقت سفن حربية وغواصات من الولايات المتحدة وبريطانيا 110 صواريخ توماهوك استهدفت مواقع الدفاع الجوي حول العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة في غرب البلاد التي تحاصرها قوات القذافي.

ووصف القذافي العملية التي تشنها القوات الغربية بأنها عدوان استعماري وصليبي.

وقال في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي بعد ساعات من بدء الضربات ان من الضروري تسليح كل المواطنين بكل أنواع الاسلحة للدفاع عن الاستقلال والوحدة وكرامة الشعب الليبي.

ومن المتوقع أن تستغل القوات الجوية الغربية مجيء صباح اليوم في تقييم حجم الخسائر التي ألحقتها بقوات القذافي.

وأبدت الصين وروسيا اللتان امتنعتا عن التصويت في اقتراع بمجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي للتصديق على التدخل أسفهما من العمل العسكري. وقالت وزارة الخارجية الصينية انها تأمل ألا يؤدي الصراع الى خسارة أكبر في أرواح المدنيين.
وهزت طرابلس انفجارات ونيران ثقيلة مضادة للطائرات في الساعات الاولى من صباح اليوم. وأعقب اطلاق النار تكبيرات ترددت أصداؤها في أنحاء وسط المدينة.

وأظهر التلفزيون الليبي لقطات من مستشفى لم يذكر اسمه لما أسماه ضحايا "العدو" المستعمر. وكانت هناك عشر جثث ملفوفة في أغطية بيضاء وزرقاء كما أصيب عدة أشخاص أحدهم بجروح بالغة.

وذكر سكان طرابلس أنهم سمعوا انفجارا قرب حي التاجوراء وفي مصراتة قال سكان ان الضربات استهدفت قاعدة جوية تستخدمها قوات القذافي.

وقال شاهد من رويترز في بنغازي معقل المعارضة ان هناك انفجارات مدوية ونيرانا مضادة للطائرات لكن لم يتضح الجانب الذي يطلق النار.

ورحبت بنغازي بالتدخل بعد أسابيع من السجال الدبلوماسي بمزيج من القلق والارتياح.

وقال اياد علي (37 عاما) "نعتقد أن هذا سينهي حكم القذافي. الليبيون لن ينسوا أبدا موقف فرنسا معهم. لولاهم لكانت بنغازي قد سقطت الليلة."

وقال خالد القرفلي (38 عاما) وهو موظف حكومي "نحيي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والدول العربية لوقوفها الى جانب ليبيا. لكننا نعتقد أن القذافي سيصب جام غضبه على المدنيين. لذلك على الغرب أن يضربهم بشدة."

جاءت الضربات التي شاركت بها 25 سفينة منها ثلاث غواصات أمريكية في البحر المتوسط عقب اجتماع في باريس للزعماء الغربيين والعرب الذين يؤيدون التدخل.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان المشاركين وافقوا على استخدام "كل السبل اللازمة خاصة العسكرية منها" لتطبيق قرار مجلس الامن الذي يدعو الى انهاء الهجمات على المدنيين.
ومضى يقول "العقيد القذافي هو سبب حدوث ذلك...لا يمكن أن نسمح باستمرار ذبح المدنيين."

وشكك بعض المحللين في استراتيجية التدخل العسكري ويخشون من استدراج القوات الغربية في حرب أهلية طويلة رغم اصرار الولايات المتحدة على أنها ليس لديها خطط لارسال قوات برية الى ليبيا.

ولمح رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الى أن القوى الخارجية تأمل أن يكون تدخلها كافيا لكسر شوكة القذافي واتاحة الفرصة لليبيين لاجباره على الخروج.

وتابع "نعتقد أنه اذا فقد السيد القذافي القدرة على فرض ارادته من خلال قواته المسلحة المتفوقة فلن يكون قادرا على الابقاء على سلطته على البلاد."

لكن محللين يتساءلون عما ستفعله قوى الغرب اذا أبدى الزعيم الليبي صمودا خاصة بما أنهم لا يعتقدون أنهم سيرضون بتقسيم غير رسمي الى معقل للمعارضة في الشرق ومعسكر يديره القذافي في الغرب.

وأكد مشارك في اجتماع باريس أن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون وغيرها أكدوا على ضرورة عدم تقسيم ليبيا الى جزئين. وناشد الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الجمعة قوات القذافي الانسحاب عن مدينتي الزاوية ومصراتة وكذلك من الشرق.

وألقت الحكومة باللوم على المعارضة المسلحة التي تقول انها تنتمي للقاعدة في خرق وقف لاطلاق النار أعلنته يوم الجمعة.

وفي طرابلس تجمع عدة الاف عند مجمع باب العزيزية الذي يقيم فيه القذافي والذي قصفته طائرات حربية أمريكية عام 1986 لاظهار الدعم.

وقال المزارع محمود المنصوري "انهم خمسة الاف من افراد القبائل يستعدون للمجيء هنا للمحاربة مع زعيمنا. من الافضل لهم ألا يحاولوا مهاجمة بلادنا."
وأضاف "سنفتح صحارى ليبيا ونسمح للافارقة بالتدفق على أوروبا لتفجير أنفسهم كانتحاريين."

وقامت فرنسا وبريطانيا بالدور الرائد في الحث على التدخل الدولي في ليبيا والولايات المتحدة ومع خوضهما حربين في أفغانستان والعراق فانها بذلتا مجهودا كبيرا في تأكيد أنهما تدعمان العملية ولا تقوداها.

وقال أوباما معلنا الهجمات الصاروخية التي جاءت بعد ثماني سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 ان هذه الجهود تهدف الى حماية الشعب الليبي.

ومضى يقول "اليوم سمحت للقوات المسلحة للولايات المتحدة بأن تبدأ عملا محدودا في ليبيا دعما لجهود دولية لحماية المدنيين الليبيين."

وذكر أن القوات الامريكية تعمل بدعم من الحلفاء الذين سيقودون فرض منطقة حظر طيران لمنع هجمات القذافي على المعارضة. ومضى يقول "كما قلت أمس لن.. أكرر.. لن ننشر أي قوات أمريكية على الارض."

لكن على الرغم من اصرار واشنطن على التأكيد على دورها المحدود قال الاميرال بيل جورتني رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية ان الضربات الجوية ما هي الا المرحلة الاولى.