رمز الخبر: ۲۹۷۶۷
تأريخ النشر: 10:17 - 07 April 2011

بعد عشرات السنين، عادت الالواح الاخمينية الثمينة في نهاية المطاف الى موطنها الاصلي، الالواح التي كان قد عثر عليها في معالم (تخت جمشيد) الاثرية في جنوب ايران وارسلت كأمانة لثلاث سنوات الى جامعة شيكاغو الاميركية من أجل دراستها، الا انه ومع انتصار الثورة الاسلامية في ايران، اعاقت الحكومة الاميركية، اعادتها الى موطنها الاصلي. وحتى خلال الاعوام الاخيرة، دخل اللوبي الصهيوني على الخط وحاول مصادرة هذه الالواح الاثرية تحت عنوان تعويضات العمليات الانتحارية في فلسطين.

ومع ذلك وفي ضوء المتابعات الايرانية الجادة خلال الاعوام الاخيرة وتوكيل محامين متمرسين، انتهى الامر الى ان تقضي محكمة الاستئناف، بالغرفة القضائية السابعة باميركا (The Circuit Court of Appeals) باعادة هذه الالواح الى ايران وفقا للطلب الذي تقدم به متحف ايران القديم ومجلس الايرانيين باميركا، باعتبار ان هذه الالواح ارسلت كأمانة الى قسم علم الاثار بجامعة شيكاغو. وهذه الالواح الطينية التي تعود الى العصر الاخميني كان قد عثر عليها عام 1976 في الطوابق تحت الارض من معالم (تخت جمشيد) الاثرية.

وهذه الالواح قيمة لجهة أنها تظهر بأن معالم تخت جمشيد وباسارغاد الاثرية وعلى النقيض من معالم مثل اهرام مصر التي بنيت على يد الرقيق وتحت الضغط، قد شيدت على يد اساتذة وعمال احرار كانوا يتلقون اجورا مقابل عملهم وكانوا يستفيدون من مخصصات وميزات مثل الاجازة والمكافآت. وحتى ان رعايا الديار الاخرى ممن كانوا يعملون في تخت جمشيد كانوا يتلقون رواتب واجورا ومخصصات ايضا. وتظهر هذه الالواح التي يتم الاحتفاظ بها في متحف تخت جمشيد، انه كان يتم اعتماد نظام للمحاسبة المالية في العصر الاخميني قبل 2500 عام وكانت جميع المدفوعات تتم وفقا للوثائق المالية الخطية كما كان يتم اعتماد نظام الكفيل والكفالة في تلك الفترة.

ان هذه الالواح وعلى النقيض من الالواح الاخمينية الاخرى في تخت جمشيد، لم تكتب ولم تعرض على عامة الناس بل كانت وثائق داخلية للمحاسبة ومخصصة لموظفي تخت جمشيد وتشكل ارشيفا اداريا جيدا.

وتؤكد لنا هذه الالواح بأن الرقيق والعبيد لم يكونوا من شيدوا تخت جمشيد بل ان رجالا ونساء احرارا كانوا يعملون ويتلقون اجورا حسب عملهم التخصصي وخبرتهم. وليس كانوا يتلقون اجورا ورواتب فحسب بل كانوا يحصلون ايضا على هدايا ومساعدات عينية.

ان المرأة ليس كانت تعمل في تخت جمشيد فحسب بل كانت تشارك جنبا الى جنب الرجل في الاعمال التخصصية والادارة. وكان الاحداث يتلقون تدريبات وكان يتم الاحتفاظ بالاطفال في رياض الاطفال بتخت جمشيد خلال فترة عمل ابويهم. وتشير الالواح الى ان المعالجة النهائية والنقاط الدقيقة لالواح تخت جمشيد هي في معظمها من انجاز وبراعة وقدرات المرأة الاخمينية.