رمز الخبر: ۲۹۷۶۹
تأريخ النشر: 10:22 - 07 April 2011
في بداية تاسيس الامارات حفظت الامارات المؤلفة لهذه الدولة استفلالها الظاهري وكان لها الخيار في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكانت تابعة للحكومة المركزية فقط في السياسة الخارجية وتاسيس الجيش.
عصرايران - ارنا – منذ العام 1971 حيث تاسست دولة الامارات العربية المتحدة من عدة امارات، وهي تصارع خطر التفكك، ولكن في الاعوام الاخيرة تصاعدت همهمات التفكك والانفصال بين الامارات المؤلفة لهذه الدولة.  
   
 الشيخ راشد آل نهيان وعندما استقطب تاييد البريطانيين حين خروح قواتهم العسكرية من المنطقة، للوحدة بين الامارات الصغيرة في جنوب الخليج الفارسي، كان يعلم جيدا بان هذه الوحدة تيسرت بدعم من الاستعمار العجوز.

في العام 1971 وبضغط من بريطانيا تاسست دولة الامارات العربية المتحدة من الامارات الست الصغيرة وهي ابو ظبي ودبي والشارجة وعجمان وام القيوين والفجيرة. بعد عام من ذلك انضمت راس الخيمة لدولة الامارات ولكن منذ ذلك الحين كان هذا الانضمام مصحوبا بنقاط غموض.

الشيخ صقر بن محمد القاسمي الذي كان حاكما علي راس الخيمة لمدة اكثر من 60 عاما اعلن عدة مرات في محافل خاصة عن الندم بالانضمام لدولة الامارات.
ولم تكن همهمات الانفصال عن الامارات تعلن من قبل حكام راس الخيمة فقط بل ان امارتي دبي والشارجة ايضا اعتبرتا الانضمام للاتحاد بانه لم يجلب لهما نفعا.

مع ذلك فان الحكومتين الاميركية والبريطانية ومن خلال ايفاد مندوبين لهما الي الامارات والضغط علي حكامها اعلنتا تلويحا بان الاتحاد لم يكن تلبية لرغبة حكامها فقط بل ان مصالح المستعمرين هي التي شكلت هذا الاتحاد.

في بداية تاسيس الامارات حفظت الامارات المؤلفة لهذه الدولة استفلالها الظاهري وكان لها الخيار في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكانت تابعة للحكومة المركزية فقط في السياسة الخارجية وتاسيس الجيش.

استقلال الامارات المختلفة في الامور المذكورة ادي الي ان تتابع كل منها التنمية الاقتصادية والاجتماعية بصورة منفصلة عن الاخري حيث ادت هذه الظروف الي تاجيج الخلافات فيما بينها.
تمكنت امارة ابو ظبي بعائداتها النفطية الهائلة من توفير امكانيات اجتماعية ورفاهية واسعة لمواطنيها وتنفيذ مشاريع اقتصادية، وقد احتكرت هذه الامارة العائدات النفطية وحرمت الامارات الاخري منها.

كما ان امارة دبي ومن خلال المشاريع الاقتصادية الواسعة واجتذاب الاستثمارات تمكنت خلال العقدين الاخيرين من فصل طريقها عن سائر الامارات وان تتحرك قدما بقدم مع ابو ظبي وان تتفوق عليها في بعض الاحيان في طريق الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية.
كما ان امارة الشارجة وباحتياطيها القليل من الغاز وتصدير ذلك الي سائر الامارات حصلت علي عائدات لتنفيذ مشاريع تنموية وان تتخذ خطوات في هذا المسار.

اما سائر الامارات وهي عجمان وراس الخيمة والفجيرة وام القيوين، فلا زالت تعيش في الفقر ويغادر شبابها للعمل في الامارات الثلاث الاخري وهي دبي وابو ظبي والشارجة.

هذه الظروف ادت الي ان يعتبر حكام امارات عجمان وراس الخيمة والفجيرة وام القيوين بان تواجدهم في دولة الامارات لم يعد لهم باي منفعة اقتصادية واجتماعية.
ومع بدء التطورات السياسية في المنطقة واقامة التظاهرات الداعية للحرية في دول المنطقة ظهرت بعض التحركات ايضا في امارتي راس الخيمة وام القيوين.
الا ان هذه التحركات قمعت علي الظاهر باعتقال العناصر الرئيسية للاحتجاجات في راس الخيمة وخورفكان.

التطورات الاخيرة في المنطقة ادت الي ان يتخذ رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بعض الاجراءات الفورية لتطبيق بعض الاصلاحات في نظام الدولة.
وفي مرحلة اولي اوعز الشيخ خليفة بتخصيص مليار و 600 مليون دولار لتحسين اوضاع الماء والكهرباء في الامارات الشمالية التي تعيش في فقر مدقع.
كما ان الميزانية الحكومية التي كانت اعتماداتها مختصة من قبل لامارة ابو ظبي فقط، اصبحت بامر من رئيس الدولة مختصة بجميع الامارات.

من جانب اخر في جدول اعمال الحكومة تم وضع مسالة تشكيل شوري في العام الجاري ينتخب اعضاؤه من قبل املواطنين بغية تعزيز مشاركة سائر الامارات في الجهاز الحكومي عبر هذا الطريق. في هذه الظروف يري العارفون بقضايا الامارات بانه مادام الشيخ خليفة علي قيد الحياة فان الرغبات الانفصالية للامارات المختلفة يمكن ان تظل ساكنة.
ويؤكد النقاد بانه في ضوء طموحات الشيخ محمد بن زايد وافكاره التوسعية التي اوجدت الان كذلك مشاكل الي دولة الامارات، فان وجوده علي راس السلطة في الامارات سيزيد بالتاكيد من نطاق الخلافات في هذا البلد.

وقال مصدر مطلع بان ولي عهد دبي اعتبر في عدة جلسات خاصة الانفصال عن الامارات بانه من برامجه المستقبلية.
وفي الوقت ذاته اكد ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد مرارا بان سائر امارات البلاد ليست بحاجة الي ولي عهد وخليفة وان هذا المنصب مختص فقط بابو ظبي التي هي مركز البلاد.
هذه التصريحات ادت الي ان تعتبر سائر الامارات تواجد الشيخ محمد بن زايد علي راس الدولة في الامارات نقطة البداية للمواجهات واعمال القمع.

ولهذا السبب فان بعض الامارات في دولة الامارات ومنها راس الخيمة ودبي تطلق من الان همهمات الانفصال ولو ان هذا الامر يمكن ان يواجه بمعارضة من المستعمرين كبريطانيا واميركا اللتين كان لهما الدور الاساس في تاسيس دولة الامارات.

وقال خبير في القضايا السياسية في هذا المجال، ان الامارات تعتبر الحديقة الخلفية لبريطانيا في المنطقة وان لندن لن تسمح بان يتم اتخاذ اي اجراء في هذا الصدد دون الاخذ بالاعتبار رغباتها.

مع ذلك فان بعض الاجراءات الاخيرة للشيخ محمد بن زايد ومنها تشكيل شبكة تجسس في المنطقة وارسال قوات عسكرية الي البحرين، قد اوجدت كذلك هواجس في لندن حول مستقبل دولة الامارات.