رمز الخبر: ۲۹۸۲۱
تأريخ النشر: 10:27 - 10 April 2011
عصرايران - تواصلت ردود الفعل الشاجبة والمستنكرة للمواقف السلبية التي ساقها رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، سعد الحريري، في حق الجمهورية الاسلامية الإيرانية، في خطابه خلال افتتاح الملتقى السعودي – اللبناني، في بيروت.

وفي هذا السياق أصدرت الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، بياناً الجمعة اعتبرت فيه مواقف الحريري الأخيرة غير وطنية وغير مسؤولة وشكلت الدليل القاطع على حالة التردي والانحدار التي وصل اليها لبنان بفعل سياساته وفريقه، مشيرة إلى أن الحريري قرر من خلال خطابه أن يكون الناطق الرسمي للمشروع الاميركي في المنطقة.

وأكدت الاحزاب، ان الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي طالما وقفت إلى جانب لبنان وساهمت إلى حد كبير في إعادة اعمار ما هدمته الآلة العسكرية الاسرائيلية خلال عدوانها عام 2006، وهي التي عرضت على لبنان لأكثر من مرة مساعدات إنمائية من شأنها تحسين الاوضاع المعيشية والخدماتية للبنانيين كافة، وبأن تسلح جيشه من دون أي مقابل، لكي يكون قادرا للذود عن أرض الوطن في وجه الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة عليه، الامر الذي لا يجعل من العروض الإيرانية للبنان تدخلا سافرا في شؤونه ولا يجعل لبنان محمية إيرانية كما يدعي دولته (الحريري)، بل يدفع لبنان بالمقابل إلى تقديم الشكر لإيران وفاء وتقديرا لما قدمته وتقدمه للشعب اللبناني بما يعزز قراره الوطني الحر والمستقل بعيداً عن أي وصاية أميركية أو املاءات أجنبية تريد إخضاعه خدمة لاسرائيل.
هذا ورفض الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي المواقف السلبية التي أطلقها رئيس تيار المستقبل، تجاه الجمهورية الاسلامية الإيرانية فأكد ان هذه المواقف لا تعكس موقفاً لبنانياً واحداً، ولا تعبر فعلاً عن إرادة لبنانية جامعة.

وقال ميقاتي معلقاً على تصريحات الحريري من دون أن يسميه أمس السبت: إن لبنان يقف أمام فرصة جدية للإستفادة من الظروف التي تعيشها المنطقة العربية كي تأتي الانعكاسات إيجابية عليه، مؤكداً أن ذلك يستدعي من كل القوى السياسية على اختلافها تهدئة الخطاب السياسي وتفادي الانزلاق إلى ما يؤجج التوتر أو إلى محاولة استثمار شعارات سياسية لا تخدم لبنان وتقحم اللبنانيين في خلافات
مع دول شقيقة وصديقة وقفت إلى جانبهم وساعدتهم في ظروف قاسية مر بها وطنهم.

اما الرئيس سليم الحص فقد اعتبر أن الحملة الشعواء التي تُشنّ على إيران هي في غير محلها، فهي من شأنها صرف الأنظار عن العدو الحقيقي، حتى بات المواطن يتساءل من هو العدو، فهل هذا العدو هو إيران التي تقف والعرب في خندق واحد في مواجهة العدو الصهيوني الغاشم؟ أم هي إسرائيل التي تحتل أرضاً عربية في فلسطين وتنفذ إعتداءات لا حصر لها ضد لبنان وسائر دول الجوار وتعمل بلا هوادة على التفريق والإيقاع بين الأقطار العربية على كل صعيد وفي كل مجال؟
ورأى رئيس حركة الشعب النائب الاسبق نجاح واكيم، في تصريح ان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، شن هجوما قاسيا على إيران، في خطابه خلال افتتاح الملتقى السعودي اللبناني، وقال: لا يحتاج المرء إلى ذكاء لكي يعرف أن هذا الخطاب لم يكن من بنات أفكار الحريري، ولكنه صيغ كلمة كلمة وحرفا حرفا في المملكة العربية السعودية.

فيما إنتقدت قيادة التجمع الشعبي العكاري، الخطاب الأخير للرئيس سعد الحريري، وقالت فاجأنا الرئيس سعد الحريري بمواقفه الأخيره التي لا تعبِّر عن روح مسؤولة، وإذا كنا نرى ضرورة دراسة المواقف العربية - الإيرانية بعناية، وإنتقاد ما يجب إنتقاده من تصرفات تسيء للعلاقات أو تكون تدخلا في الشأن الداخلي لأي طرف، لكننا لا نقر الحريري القول بأن إيران خطر على العرب، دون أن يرى دولته خطر الصهاينة الغاصبين للأرض والمقدسات والمتمادين في قتل أهلنا في فلسطين كل يوم.
وعقب إجتماعها الدوري، دعت القيادة، في بيان، منظمة المؤتمر الإسلامي إلى ترتيب العلاقات العربية ـ الإيرانية وسواها من العلاقات بين الدول الإسلامية والعربية، وقيادة حوار أخوي ينقي الأجواء من أية أمور تشوش العلاقات وتوحد الصفوف من أجل مواجهة الصهاينة والأمريكان وكل الطامعين بأمتنا.

وأكد رئيس جمعية (قولنا والعمل) الشيخ أحمد القطان أن الكلام الحاقد والعاري عن الصحة لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري عن إيران يدل على فشله في العمل السياسي واتباعه المنهج التحريضي ودخوله في لعبة أمم درع الجزيرة، وأضاف الشيخ القطان أن الحريري يريد التعويض عن فشله السياسي الذريع باستثارة العواطف وشن الاتهامات الباطلة جزافاً. وحمّل الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي فايز شكر الاكثرية الحالية مسؤولية عدم تشكيل الحكومة رغم كل الضغوطات والاحداث التي يشهدها لبنان والمنطقة، وشدد على ضرورة تمثيل البقاع المغيب عن التمثيل في الحكومة الحالية، لافتا إلى ان التقسيم الطائفي هو احد البلاءات التي نعاني منها في نظامنا الطائفي.

من جانبه اعتبر اللقاء الإسلامي الوحدوي أن كلام سعد الحريري عن إيران هو السفور بعينه، وأكد اللقاء أن ما طرحه الحريري ما هو إلا تلبية للتوجيهات الأميركية إلى الحلفاء في المنطقة بهدف إثارة الإرباك وبث الفتنة والتخويف من عدو افتراضي، وتجاهل العدو الحقيقي والتاريخي لأمة العرب والإسلام الذي احتل فلسطين والمقدسات وأذل ولم يزل الأنظمة العربية.