رمز الخبر: ۲۹۸۳۳
تأريخ النشر: 13:44 - 10 April 2011
محمد صادق الحسيني
ماذا حصل حتى انفتحت شهية الحريري للحرب المفتوحة على ايران وهو الذي جر معه قبل اسابيع قليلة فقط الد خصوم واعداء ولاية الفقيه معه الى طهران ليسلموا بكل ادب وخشوع على مرشد الثورة الاسلامية كما اظهرت كل فضائيات العالم يومها ؟!وما الذي حصل حتى اضطر الحريري الى هذا الانقلاب وهو الذي تسلم في تلك الزيارة شاكرا سلاحا ايرانيا كان عبارة عن بندقية مذهبة من وزير دفاع دولة ينقلب عليها اليوم ويتهمها بالتمادي في معاداة العرب و التدخل السافر في شؤونهم ورفضه الحازم لتحول لبنان الى محمية ايرانية ؟

ما الذي حصل فجأة ليضطر الحريري الى القيام بهذا الموقف المفاجئ وهو الذي بعث لتوه بتحياته الحارة الى طهران مذكرا اياها بارسال سيارة الليموزين التي اهدتها اياه حكومة نجاد اثناء تلك الزيارة التاريخية كما وصفت في حينها ؟

سؤال كبير برسم المستقوين بالخارج على شعوبهم والطامحين بالسلطة باي ثمن كان ولو الانقلاب على الذات والتفنن في "كسر المملحة التي تلذذت بفضلها طعم طبخة الصديق" كما يقول المثل الايراني .

هو "امر اليوم" الامني والاستخباراتي الامريكي للشيخ سعد ومن هم وراء الشيخ سعد كما تؤكد المعلومات المتاحة امامنا من مصادر وثيقة الصلة بصنع القرار الخليجي : "توجهوا الى الى ايران والا اجتاحكم الطوفان "

انها باختصار شديد ومكثف تلك العبارة التي رددها فيلتمان اولا في سفارة بلاده في المنامة ومن ثم رددها روبرت غيتس في جولته الاخيرة للمنطقة والتي ابتدأها في الرياض ومن بعده ذلك المسؤول البريطاني الاستخباراتي الذي وصل فجأة الى الكويت وهو يردد : عليكم بايران , كلما كان يساله الصحفي الكويتي عن مصر او ليبيا او اليمن او عن اية قضية عربية .

ولما كان الحريري سبق له ان انقلب على راعيه السعودي السابق الملك عبد الله بن عبد العزيز كرمى لعيون السديريين مضحيا بمعادلة السين – سين ومنقلبا على سوريا الاسد والتي لولاها لما دخل السراي الحكومي ولما ذاق طعم السلطة يوما واحدا , فانه من السهولة بمكان ان ينقلب اليوم وهو في حال تصريف الاعمال على الجار الابعد والمتهم اصلا في دعم غريمه الداخلي المدجج بالدعم الايراني .

والا ما علاقة ايران بما جرى ويجري في البحرين ومن اثبت له بالدليل والبرهان على تدخل ايران هناك , ومن ثم من كلفه من العرب ناهيك عن اللبنانيين بالدفاع عن عروبة البحرين ؟
انها العبارة الشيطانية مرة اخرى : "عليكم بايران والا اجتاحكم الطوفان "
انها العبارة التي يرددها "الفيلتمانيون" الجدد منذ ان داهمهم طوفان الثورات العربية .

ولاثبات ما نقوله اليكم المعلومات المتاحة التالية :
- تؤكد مصادر وثيقة الصلة بجهات حضرت الجلسة الشهيرة التي جمعت ولي عهد البحرين بامير الكويت مع عدد من وجهاء الشيعة الكويتيين في اطار ما اطلق عيه يومها بالمبادرة الكويتية بان ولي عهد البحرين استفاض في الحديث عن عدم وجود اي ارتباط فيما يجري في بلاده وبين الجارة ايران
- تؤكد مصادر خليجية رفيعة المستوى بان ملك البحرين واثناء اجتماعه بوزراء خارجية الدول الخليجية الستة شرح باستفاضة عما يجري في بلاده من احداث متهما دوائر غربية مشبوهة في تصعيد الازمة الداخلية مبرئا ساحة ايران تماما من اي تدخل في ما يجري في بلاده .
- تؤكد مصادر خليجية قريبة من دوائر صنع القرار هناك بان الرياض ظلت تسمع زائريها من العرب بان ما يجري في البحرين وفي بلادها انما هو من صنع دوائر بريطانية وصهيونية مشبوهة الى ان صدر "امر اليوم الفيلتماني" والذي ترجمه فورا نائب وزير الحرب الامريكي اثناء زيارة غيتس للسعودية عندما صرح بالحرف الواحد : ليس مهما كثيرا ما يجري من اضطرابات في العالم العربي المهم هو كيف نواجه ايران !المراقبون لهذا التخبط في التعامل مع ايران فيما يخص الحدث البحريني يقولون بان ثمة في دول مجلس التعاون من يخاف ادخال ايران في المشهد الخليجي اصلا حتى لا يقبل بدخولها لاعبا او طرفا عند اية تسوية مقبلة هي آتية لابد منها .

بالمقابل فان ثمة من يرى في الغرب عموما وفي واشنطن بشكل اخص بان لا منا ص من مواجهة ايران الآن لتجنب الاسوا في دول مجلس التعاون , ولما كان القرار الامريكي الخليجي بالاجماع هو "ممنوع المساس ب استقرارالانظمة الملكية" حسب المصادر المذكورة فان الحل الوحيد المتاح هو توجيه الانظار نحو ايران واعلان الحرب الدعائية والاعلامية ضدها واعتبارها "البعبع" والخطر الاكبر قبل ان يتطور مشهد الثورات في العالم العربي بشكل متسارع ما يجعل مجال المناورة مع ايران ضيقا الى ابعد الحدود .

معارض خليجي من "الخبثاء الظرفاء" يقول بان على انظمة مجلس التعاون الخليجي ان تشكر ايران يوميا وان تدعو لها بالخير لانها قد تكون هي السبب الملح حاليا في ادامة عمر انظمتها بعض الشئ و في بقائها بعيدة نسبيا عن طوفان الثورات العربية .

بالمقابل فان ثمة رمز لبناني كبير ينصح الحريري الابن بان لا يحاول تقليد ابيه فيما لا يتقنه من العاب فالدوران كثيرا والتنقل بين العواصم لاثبات انه موجود في المشهد العام وانه لا يزال يمتلك ما يقدمه رغم طلاقه السين – سين ومغادرته السراي الحكومي لا تليق الا بمن يتقن فن اللعب مع الكبار وفن التنقل معهم من ضفة الى اخرى بكل تقاليد وبروتوكولات الوقار .