رمز الخبر: ۲۹۸۷۱
تأريخ النشر: 10:35 - 12 April 2011
عصرايران - أبدى خبراء مصريون ترحيبا واسعا بما تشهده العلاقات المصرية الإيرانية من تغييرات إيجابية باتجاه إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، محملين الرئيس المخلوع حسني مبارك، مسؤولية إعاقة مسيرة هذه العلاقات.

وكان وزير الخارجية المصري نبيل العربي أكد أن مصر مُستعدة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع طهران بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثين عاما، في إشارة إلى حدوث تحول في السياسة المصرية تجاه إيران منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك.

واعتبر خبير الشؤون الإيرانية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام الدكتور محمد السعيد إدريس، أن التزامات الرئيس المخلوع السياسية مع الأميركيين كانت العقبة الأساسية في طريق التقارب المصري الإيراني.

وأشار إلى أن هذه الالتزامات تجلت خلال حرب إسرائيل على لبنان عام 2006 وعلى غزة عام 2008 حيث توافق موقف مبارك في كلتا الحربين مع الموقف الأميركي الذي أدان حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية حماس ورأى أنهما يتحركان بدعم من إيران.

وأضاف إدريس للجزيرة نت: أنه كان شخصيا شاهدا على عديد المحاولات الإيرانية للتقارب مع مصر لكنها كانت تصطدم بعقبة مبارك شخصيا، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية كانت على قناعة دائمة بإقامة علاقة طبيعية مع إيران حتى في حدودها الدنيا.

وتوقع الخبير المصري أن تشهد علاقات البلدين طفرة في المرحلة المقبلة بعد أن انتفى التناقض في المصالح بغياب حسني مبارك عن المشهد.

وقال إدريس: إنه عندما كانت إيران على خط المواجهة مع إسرائيل بصورة مباشرة أو غير مباشرة وداعمة للمقاومة العربية، تحولت مصر إلى سمسار لعملية السلام ومجهض لخيار المقاومة.
واعتبر إدريس أن توجه السياسة الخارجية المصرية للتقارب مع إيران يعكس تغيرا حقيقيا في الإستراتيجية المصرية تجاه المنطقة.

وتوقع إدريس أن تصوغ مصر سياسة خارجية أكثر استقلالا بعد أن استعادت إرادتها المستقلة، مشيرا إلى أنه عندما تتعامل مصر بمنطق الجغرافيا والتاريخ ستتغير خريطة المنطقة وخريطة التحالفات السياسية.

ومن جهته أكد الخبير في الشؤون الإيرانية، الدكتور مصطفى اللباد أن فتح صفحة جديدة في العلاقات المصرية الإيرانية أمر إيجابي في هذه المرحلة لكنه حذر من أن عودة العلاقات بين مصر وإيران يجب ألا تفهم على أنها تعني التسليم لإيران بكل ما تريد فعله بالمنطقة.

وشدد اللباد على أن هناك تصادما موضوعيا بين مصر وإيران في عدد من الملفات وخاصة في العراق ومنطقة الخليج الفارسي، مؤكدا أن التقارب بين البلدين قد يوسع هوامش الاتفاق ويقلص مساحات الاختلاف لكن لا يلغيها.

وحذر اللباد من فهم تصريح وزير الخارجية المصرية إلى أن البلدين يسعيان إلى إقامة تحالف بينهما، منبها إلى أن الحديث عن تحالف مصري إيراني غير مطابق للواقع، كما أن تطابق مصالح البلدين غير صحيح، حيث ستستمر التباينات في الرؤى والمصالح بين مصر وإيران رغم وجود بوادر للحوار. وكانت العلاقات بين إيران ومصر قد انقطعت في عام 1979 في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية، واعتراف مصر بإسرائيل.