رمز الخبر: ۳۰۳
تأريخ النشر: 17:06 - 21 October 2007
وقد بدأت مدفعية الجيش التركي اليوم الاحد، بقصف مناطق عدة في محافظة هكاري جنوب شرق تركيا وقرى عراقية على الحدود، بعد مقتل 17 جنديا تركيا واصابة آخرين في هجوم شنه مسلحون أكراد.
اعلن رئيس الوزراء الترکي رجب طيب اردوغان ان کبار مسؤولي الحکومة والجيش سيعقدون مساء اليوم الاحد، اجتماعا يترأسه الرئيس عبد الله غول للبحث في الرد الترکي على هجوم شنه مسلحون أکراد اسفر عن مقتل 17 جنديا وجرح آخرين في جنوب شرق ترکيا.

وقال اردوغان للصحافيين بعد ادلائه بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية: سنتخذ قرارا في ختام اجتماع نعقده بشأن الخطوات الواجب اتخاذها. واضاف: ان الاجتماع سيعقد عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (17,00 تغ) وسيشارك فيه رئيس ارکان الجيش الجنرال يشار بويوکانيت وعدد من الوزراء والقادة العسکريين.

وقد بدأت مدفعية الجيش التركي اليوم الاحد، بقصف مناطق عدة في محافظة هكاري جنوب شرق تركيا وقرى عراقية على الحدود، بعد مقتل 17 جنديا تركيا واصابة آخرين في هجوم شنه مسلحون أكراد.

وتشهد المنطقة معارك متقطعة بين الجيش والمسلحين، بحسبما ذكرت مصادر عسكرية تركية والتي اوضحت أن الجنود قتلوا أثناء اشتباكات جرت مع عناصر من حزب العمال الكردستاني الليلة الماضية، في هجوم شنوه على قاعدة عسكرية للجيش قرب مدينة يوكسوفا الجبلية.

واضافت، ان المعارك لا تزال دائرة في المکان، وان عدد الجرحى لم يعرف حتى الساعة.

كما اعلن عبد الرحمن الجادرجي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال الکردستاني "اسر عدد" من الجنود الاتراک عقب الاشتباکات داخل الحدود العراقية وقال "مساء امس حاولت القوات الترکية التسلسل الى اقليم کردستان من منطقة هکاري وحدثت اشتباکات بين الطرفين وتمکنا من قتل عددا کبيرا منهم كما تمکنا ايضا من اسر عدد آخر منهم سوف نعلن عددهم لاحقا".

وفي حادث آخر قالت مصادر امنية ان شخصا لقي حتفه واصيب 8 کانوا يستقلون حافلة صغيرة إثر انفجار لغم في جنوب شرق ترکيا قرب الحدود العراقية اليوم الأحد.

هذا واعلنت مجموعة تابعة لحزب العمال الكردستاني، تطلق على نفسها اسم قوة حماية الشعب، اعلنت انها قتلت 15 جنديا تركيا، وخطفت 14 آخرين.

وهذا اکبر هجوم من نوعه يوقع هذا العدد من القتلى في صفوف الجيش التركي منذ يوم الاربعاء، بعد ان أجاز البرلمان التركي لقوات بلاده عبور الحدود الى شمال العراق لمطاردة ما يعرفهم بالمتمردين الاكراد، الذين يستخدمون المنطقة کقاعدة عسكرية لهم.

وفي أربيل بالعراق قال مسؤول عسکري کردي إن الجيش الترکي أطلق قذائف مدفعية على نحو 11 منطقة بامتداد الحدود في العراق في وقت مبکر اليوم ولکن لم تقع إصابات.

ونشرت ترکيا ما يصل إلى 100 ألف جندي بامتداد الحدود لمحاولة منع عناصر حزب العمال الکردستاني من العبور من القواعد العراقية لشن هجمات داخل ترکيا.

من جانبه رفض الرئيس العراقي جلال طالباني الاحد في مؤتمر صحافي مشترک مع رئيس اقليم کردستان العراق مسعود بارزاني تسليم عناصر حزب العمال الکردستاني لترکيا معتبرا ان هذا الامر "حلم لا يمکن ان يتحقق".

وقال طالباني في رد على اسئلة الصحافيين بعد لقاء جمعه برئيس اقليم کردستان لمناقشة الازمة الترکية العراقية ان "قيادات حزب العمال الکردستاني موجودون في جبال کردستان الوعرة والجيش الترکي بجبروته لم يستطع القضاء عليهم او اعتقالهم, فکيف نستطيع اعتقالهم وتسليمهم الى ترکيا" في اشارة الى طلب السلطات الترکية ذلک.

وقال طالباني "نحن نريد السلام ولا نريد الحرب ونريد حل المشکلات بالطرق السلمية" وتساءل "هل هناک موقف هادىء اکثر من هذا" ؟

لکنه اضاف متحدثا باللغة الکردية "نحن لن نسلم رجلا کرديا الى ترکيا... بل لن نسلم حتى قطة کردية".

واشار طالباني ان "لقاءه ببارزاني کان هدفه السعي لتهدئة الاوضاع ومناشدة حزب العمال الکردستاني التوقف عن الاعمال العسکرية".

واشار الى انه سيلتقي الاثنين او الثلاثاء وزير خارجية ترکيا علي باباجان "وسابحث معه القضية".

كما اعلن مسعود بارزاني انه سيتم "الدفاع عن اقليم کردستان في حال تعرضه بصورة مباشرة لاي اعتداء" واضاف "لن نکون طرفا في مثل هذه الصراعات (في اشارة الى التصعيد بين ترکيا والمتمردين الاکراد) لکن اذا مسنا الصراع مباشرة او مس اقليم کردستان فسوف ندافع
عن مواطنينا".

واضاف بارزاني "اذا اعتمدت ترکيا حلا سلميا فسنقوم بکل ما لدينا من امکانيات لمساعدتها لکن تحت التهديد من الصعب ان نقوم باي خطوة".

ورفض بارزاني وصف حزب العمال الکردستاني بالمنظمة الارهابية وقال "اذا اعتمدت ترکيا حلا سلميا ورفضته جماعة حزب العمال فسوف نصفهم بالمنظمة الارهابية ... اما الان فلا".

من جهة اخرى طالب مجلس النواب العراقي بالاجماع اليوم الاحد باخراج عناصر حزب العمال الکردستاني من الاراضي العراقية وخول الحکومة العراقية اتخاذ الاجراءات اللازمة لايقاف أنشطة هذا الحزب داخل الاراضي العراقية.

ودعا رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني خلال تلاوته للقرار الحکومة الترکية الى التحلي بالحکمة وتغليب لغة الحوار وحل الازمة الراهنة بالطرق السلمية بالتنسيق والتعاون مع الحکومة العراقية".

من جانبه حذر رئيس دائرة شؤون الدول المجاورة في وزارة الخارجية العراقية السفير طه شکر محمود اليوم الاحد، من ان أي تدخل عسکري في شمال العراق وفي المناطق الحدودية لن يخدم السلام في المنطقة بل سيؤدي الى تفاقم الاوضاع فيها.

وجاء تحذير المسؤول العراقي في تصريح صحافي له عقب الجلسة الثانية لاجتماعات اللجنة التحضيرية للاجتماع الرابع لوزراء داخلية دول جوار العراق والتي تختتم اعماله في الكويت في وقت لاحق اليوم.

واکد محمود ان أي تدخل سيؤدي الى تدهور الامن والسلام ليس بين ترکيا والعراق فقط بل في عموم منطقة الشرق الاوسط مما قد يدخلها بصراع طويل ومرير اضافة الى مداخلات اقليمية.

وشدد على انه لم يطرأ أي خلاف حقيقي بين البلدين لاسيما وان هنا لجانا عليا ثنائية تناقش القضايا التي تهم الجانبين.

واکد حرص العراق على معالجة الازمة الناشبة بين حزب العمال الکردستاني وترکيا ، مشددا على ضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية والتفاوضية رافضا اللجوء الى استخدام القوة لحسم هذه القضية.

في غضون ذلك رفضت ايران دعمها أي عملية عسکرية محتملة قد يشنها الجيش الترکي ضد مواقع الاکراد في شمال العراق ودعت الى الحوار بين بغداد وانقرة لحل هذه المشکلة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي اليوم الاحد: يجب استخدام الدبلوماسية، ويجب ان يستمر الحوار بين العراق وترکيا.

واضاف: کل حل يزيد التوتر لا يؤدي الا الى زيادة الوضع خطورة في العراق، حتى وان کنا نعتقد بانه يجب التصدي للمجموعات الارهابية.

وفي دمشق نفى وزير الاعلام السوري محسن بلال اليوم الاحد، ان يکون الرئيس السوري بشار الاسد قد تطرق في مباحثاته مع المسؤولين الاتراک خلال زيارته انقرة الى "فکرة قيام ترکيا بعمل عسکري ضد حزب العمال الکردستاني" في العراق.

العالم/