رمز الخبر: ۳۰۵۱
تأريخ النشر: 11:35 - 03 March 2008
ولا شك بان هذه الزيارة ونتائج القمة الايرانية – العراقية ستؤدي الى بث الروح في الاوضاع الاقليمية باعتبارها دشنت لمرحلة كانت بغداد بحاجة ماسة اليها اكثر من اي وقت مضى.
عصر ايران – حميد حلمي زادة : لا نريد ان نستطرد كثيرا في الحديث عن اهمية الزيارة التي يقوم بها رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمود احمدي نجاد الى بغداد بدعوة رسمية من نظيره العراقي جلال طالباني وكبار المسؤولين الاخرين في هذا البلد الجار والشقيق.

فباعتراف الاعداء قبل الاصدقاء يعتبر هذا التحرك الايراني منعطفا تاريخيا وفق كل المقاييس كما ان الرئيس احمدي نجاد يفخر ويتشرف بانه كان له قصب السبق في كسر حالة الخوف والقلق التي حالت حتى الان دون قيام الرؤساء والزعماء العرب والمسلمين وقادة العالم اجمع بدورهم المؤثر والمطلوب من اجل اعادة الحياة الطبيعية الى العراق الجريح في جميع الابعاد والاتجاهات.

ولعلنا نكاد نشعر بمدى الفرحة والسعادة الذي بدأ يداخل الاشقاء العراقيين وهم يشاهدون لاول مرة اقامة مراسم استقبال رسمية على ارضهم ويستمعون الى موسيقى استعراض حرس الشرف التي الفتها اذانهم طوال عشرات السنين.

وربما نستطيع القطع بان يوم 2 اذار 2008 يشكل نقطة تحول كبرى في مسيرة عراق ما بعد زوال الديكتاتورية الصدامية وعراق الانخراط في الاسرة الدولية من جديد وبالتالي عراق الاستعداد لتسلم استقلاله الناجز بعد جلاء جيوش الاحتلال الغربي من ارضه وسمائه ومياهه والذي نأمل الا يكون اجله بعيدا.

والمؤكد بان التصريحات الصادقة التي ادلى بها الرئيس احمدي نجاد خلال الجولة الاولى من مباحثاته مع كبار المسؤولين في بغداد اعطت زخما كبيرا للعلاقات الايرانية – العراقية الممتدة بجذورها عبر التاريخ مثلما منحت الاحساس بالطمأنينة والامان الى ابناء وادي الرافدين الذين تربطهم بالايرانيين اواصر لا يمكن ان تنفصم عراها حتى وان حاول الاعداء المفسدون الاساءة الى هذه العلاقة الحميمة والمتداخلة بممارسات وسلوكيات حاقدة اثبتت الايام والسنين فضلا عن التجارب انها محكومة بالفشل والخسران وان مالها هو باطن الارض حيث يقبر اصحابها.

على صعيد متصل فاننا في ايران يحذونا امل كبير في ان تكون مبادرة الرئيس احمدي نجاد والوفد الرسمي الرفيع المرافق له علامة بارزة تدل على عودة العافية والحيوية الى العراق حكومة وشعبا وان تشكل حافزا على تنشيط الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين طهران وبغداد اكثر فاكثر.

ومن دون شك فان تحضيرات الجمهورية الاسلامية الايرانية لاستثمار مليار دولار في العراق لها دلالات مهمة جدا على مستوى اعادة الاعمار وتاهيل البنى التحتية الى جانب دوران عجلة التنمية والتطور والتقدم في هذا البلد، وعلى الرغم من ان طهران لم تدخر وسعا لاغاثة العراقيين في مجالات عديدة حتى قبل ابرام اتفاقيات ، فهذه مسؤولية توجبها الاخوة الاسلامية وحقوق الجيرة والروابط التاريخية والقواسم المشتركة وهي اشياء نابعة من صميم العقيدة والدين الواحد والمشاعر المتبادلة بين ابناء الامة المحمدية المجيدة.

ولا شك ايضا بان هذه الزيارة ونتائج القمة الايرانية – العراقية ستؤدي الى بث الروح في الاوضاع الاقليمية باعتبارها دشنت لمرحلة كانت بغداد بحاجة ماسة اليها اكثر من اي وقت مضى ، على خلفية ما يزيد على 35 سنة من الظلم والاضطهاد وما يقارب من خسمة اعوام من الاحتلال الاجنبي الذي اصاب العراق بالشلل والانهيار.

وعلى هذا الاساس فاننا لن نتردد في الدعوة الى تكرار تجربة الرئيس الايراني بزيارته العراق وتحديه مختلف المصاعب والظروف غير العادية على اننا نحبذ ان تنطلق المبادرات المماثلة من البلدان العربية والاسلامية وخلال فترات غير متباعدة حتي يتحسس العراقيون بان لهم عمقا وظهيرا يستندون اليه.

على ان القيام بهذا الدور الاستراتيجي سيترك – دون شك – انطباعا لدى المحتلين بان عليهم ان يلملموا اغراضهم ومعداتهم الحربية والخروج باسرع وقت من العراق، الذي لم يعد ابناؤه يتحملون رؤية المشاهد المقرفة الاستفزازية لحركة الارتال العسكرية الغربية ذهابا وايابا في طول البلاد وعرضها لسبب او بدون سبب.

اما وقد اصبحت الاجواء سالكة الى بغداد ودفعا لاية اتهامات او مزايدات سياسية اقليمية كانت او دولية فان العراق يتطلع الان بفارغ الصبر الى توافد القادة والزعماء والمسؤولين عليه حاملين معهم بشائر الخير والامان من جهة ، ومقدمين لابناء دجلة والفرات واجب المواساة والمناصرة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخهم.