رمز الخبر: ۳۰۸۴۹
تأريخ النشر: 15:46 - 16 August 2011
عصر ايران – ان الهجوم السياسي الاعلامي الشرس والمنظم الذي يشنه الغرب والبلاطات الرجعية العربية ضد سورية، لا يتناغم تحت اي ظرف من الظروف مع ادائهم وسجلهم الاسودين، الا اذا اعتبرناه تحركا لممارسة الضغط على دمشق من اجل التبرؤ من جبهة المقاومة الاسلامية في المنطقة.

ومعلوم ان قمع المعارضين وقتل المواطنين امر لا يجب ان يقدم عليه اي بلد او نظام وسورية غير مستثناة من هذه القاعدة ، لكن السؤال الاساسي الذي يطرح نفسه هو : هل ان المواقف التي تتخذها السعودية واميركا والصهاينة ضد سورية تاتي بسبب الانزعاج من قتل الناس أم ان هناك اهدافا وغايات اخرى من وراء ذلك؟

وقد طالب ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز في بيان رسمي بوضع نهاية لاراقة الدماء في سورية ودعا دمشق الى وقف الة القتل وسفك الدماء وقال ان ما يجري في سورية ، غير مقبول. وواضح ان آل سعود والملك عبد الله شخصيا غير قلقين على ارواح المسلمين وسلامة المواطنين السوريين ، فاذا كان كذلك فلماذا يظهر السجل الاسود للرياض شيئا اخر؟ فلماذا رد آل سعود على صرخة المظلومية التاريخية للشعب البحريني بالرصاص والقمع والاضطهاد وارسال الماكنة الحربية الى البحرين؟ ولماذا يواصلون هذا القتل والعنف والترويع الوحشي؟

ولماذا مازال ديكتاتور تونس زين العابدين بن علي يتمتع بحماية آل سعود؟ ولماذا على عبد الله صالح لايزال يصدر الاوامر بقتل الشعب اليمني المظلوم في شهر رمضان المبارك من السعودية؟ وكيف يسمح الملك عبد الله لنفسه ان يتحدث عن هذه القضايا بمعايير مزدوجة؟ فهل تختلف دماء الشعوب في اليمن والبحرين ومصر وليبيا والاردن عن دم الشعب السوري؟ ولماذا تتنصل وسائل الاعلام السعودية عن بث اخبار التطورات في مصر؟ ولا شك انه حتى الحكومة السورية التي تقف في الخط الامامي لمواجهة المحتلين الصهاينة لا يجب ان تسفك دماء الناس تحت اي ذريعة او اي وقت وان تبرر ذلك ، لكن ما نشهده اليوم هو ان الجبهة المشتركة التي تضم اميركا والصهاينة والرجعية العربية اصبحت فجأة تعشق وتحب الشعب السوري واصبحت فجأة تناصر الشعوب في حين ان ايديهم جميعا ملطخة بدماء الشعوب المظلومة في المنطقة.

والحكومة السورية يجب ان تتحمل المسؤولية لكن الملك السعودي الذي يصدر الاوامر باحتلال البحرين وقتل الشعب البحريني ليس في موقع يمكنه الحديث عن نصرة الشعب السوري. ان الشعارات التي يطلقها اليوم آل سعود لن تنطلي على احد والكل يعرف ان صاحب هذا الكلام يداه ملطختان بدماء الشعوب وانه من اجل ان يغطي على جرائمه يطلق صرخات وقف الة القتل! وطبعا يجب وقف الة القتل لكن ليس في سورية وحدها بل في القطيف السعودية والبحرين واليمن والاردن ومصر والمغرب والجزائر وحتى داخل زنزانات آل سعود الرهيبة.

وماذا يجني آل سعود من الاستثمار المشين في الاعمال الارهابية في العراق بحيث لا يضعون نهاية لحمام الدم هذا؟ فاذا كان ملك السعودية لا يعرف شيئا عن جرائم آل سعود في العراق فليطلب من السلطات العراقية ان تضع بتصرفه نسخة عن السجل الاسود لمرتزقة آل سعود في العراق لكي يعرف من يتعين عليه ان يصدر الامر بوقف آلة القتل؟

ومن لا يدري حجم الاموال التي ينفقها آل سعود لوقف الحركات الشعبية في الربيع العربي. ان الدخول على خط ما يجري في سورية وتحت اي ظرف او سبب كان، لا ياتي قطعا من منطلق الصدق وحسن النوايا. فاذا كان ملك السعودية يتمتع بالصدق وحسن النية لكان عليه نصرة الشعب السعودي المظلوم اولا وان ينجز اصلاحات حقيقية ولكان يجب ان يضع حدا لطيش الامراء المترفين وعديمي الثقافة. وقطعا فانه ليس ببعيد ان يعلن الملك السعودي في خطاب يتوجه فيه الى الشعب السعودي بانه قد سمع صوت ثورتهم. وفيما يعبر الشعبان البحريني واليمني في هذه الايام وبصوت عال وشعارات حادة ، عن سخطهم من النظامين الامريكي والسعودي فان آل سعود مايزالون يحتضنون الديكتاتور اليمني في الرياض. ياترى كيف يسمع آل سعود من على بعد الاف الكيلومترات صوت مظلومية الشعب السوري لكنهم لا يملكون اذنا صاغية لسماع صوت مظلومية الشعبين البحريني واليمني وعلى مقربة منهم؟ ولا شك بان السنة الالهية ستوصل هذه الصرخات في النهاية الى اسماع آل سعود رغم محاولاتهم لعدم سماعها.