رمز الخبر: ۳۱۰۹۸
تأريخ النشر: 17:14 - 09 November 2011
وهنا لا يجب تجاهل دور السعودية في دعم ديكتاتور اليمن. ان الرياض تخشى حتى اكثر من الغرب، سقوط نظام علي عبد الله صالح لان انهيار النظام اليمني، سيفقدها ساترا ترابيا مهما ويجعلها تكون ضعيفة وهشة امام موجة التطورات الجارية في المنطقة.
عصر ايران – ان اماطة اللثام عن المساعدات المالية والعسكرية البريطانية الواسعة للنظام الديكتاتوري في اليمن، كشف النقاب مرة اخرى عن دور الحكومات الاستعمارية الغربية في تاسيس وبقاء الانظمة الديكتاتورية في البلدان العربية، وفضح مزاعم الحكومات الغربية التي تتغنى بدعم الديمقراطية ومعارضة الديكتاتورية.

وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية النقاب عن ان الحكومة البريطانية كانت تقدم المساعدات اللوجستية لنظام علي عبد الله صالح منذ سنوات مضت. ونقلت عن وزير الدولة البريطاني للشؤون الدفاعية ان لندن قدمت معدات لمكافحة اعمال الشغب بقيمة نحو مائة الف جنيه استرليني للنظام اليمني كما تولت تدريب قسم من قوات الديكتاتور اليمني لقمع الناس. وبرر هذا المسؤول البريطاني الدعم بانه جاء في اطار مكافحة تنظيم القاعدة.

والحقيقة ان الغرب لا يؤمن بارساء الديمقراطية في دول المنطقة وان دعم الغرب لموجة الثورات الاخيرة في المنطقة كان دعما ظاهريا ومن منطلق الاضطرار والمثال على ذلك هو تعامل الدول الغربية مع تطورات اليمن والبحرين.

وفيما يخص اليمن، فان سياسة الغرب قائمة على دعم علي عبد الله صالح حتى اخر لحظة رغم المعارضة الظاهرية والاستعراضية لسياساته القمعية. وان كان ديكتاتور صنعاء قد بقي في السلطة رغم تسعة اشهر من الاحتجاجات الشعبية ضده في مختلف المدن اليمنية فان مرد ذلك هو الثقة التي منحها اياها الغرب وحليفه الاقليمي ، اي النظام السعودي.

ان الدول الغربية وعلى راسها اميركا، التي تصرفت مباشرة بعد بدء الاحتجاجات الشعبية في ليبيا واصدرت القرار تلو القرار تحت ذريعة دعم المدنيين الليبيين واطلقت شعار القضاء على القذافي، لم تتصرف بهذه الطريقة تجاه اليمن والبحرين فحسب بل ان كبار المسؤولين العسكريين الامريكيين والغربيين يزورون هاتين الدولتين بانتظام لتعزيز معنويات الانظمة المستبدة فيها. ورغم ان الغرب لا يعشق علي عبد الله ويعتبره وبالا عليه، لكنه لم يقدم على ازالته لحد الان بسبب انه لم يعثر على البديل الذي يجب ان يحل محله، لكن ما ان يعثر على هكذا بديل فانه لن يتاخر في الاطاحة بعبد الله صالح الذي اصبح بنظر الغرب ورقة محروفة شانه شان نظرائه في تونس ومصر وليبيا.

وهنا لا يجب تجاهل دور السعودية في دعم ديكتاتور اليمن. ان الرياض تخشى حتى اكثر من الغرب، سقوط نظام علي عبد الله صالح لان انهيار النظام اليمني، سيفقدها ساترا ترابيا مهما ويجعلها تكون ضعيفة وهشة امام موجة التطورات الجارية في المنطقة.

ان دعم الجرائم اليومية لنظام علي عبد الله صالح، قد كلف ال سعود اثمانا باهظة لحد الان امام الراي العام العربي، ومع ذلك فان حكام السعودية، تقبلوا ذلك، لان استمرار حكمهم، رهن بحفظ ديكتاتوريي اليمن والبحرين جاريهما اللصيقين.

ومع ذلك فانه لا السعودية ولا الغرب غير قادرين على الاعتماد على صحة حساباتهما وتقديراتهما فيما يخص تطورات اليمن والمنطقة، لان التطورات تسير بخطى متسارعة وان العاصفة التي هبت ستقتلع اجلا ام عاجلا اساس النظام اليمني. فالمستقبل سيكون للشعب اليمني وان ديكتاتوريين مثل علي عبد الله صالح، لا مكان لهم في الهيكلية الجديدة للحكم في المنطقة.