رمز الخبر: ۳۱۲۰۰
تأريخ النشر: 17:03 - 07 December 2011

(ا ف ب) - افتتحت الولايات المتحدة الثلاثاء سفارة لها "على الانترنت" للتواصل مع الايرانيين رغم غياب العلاقات الرسمية بين واشنطن وطهران، ووعدت بكسر ما وصفته "بالستار الالكتروني" للنظام الاسلامي.

وقد اعربت السلطات الايرانية عن غضبها بسبب "السفارة الافتراضية" متهمة الولايات المتحدة بالسعي للتدخل في شؤون البلاد بعد اعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن خطط للمشروع في تشرين الاول/اكتوبر.

والسفارة الافتراضية التي تحمل عنوان "ايران دوت يو اس امباسي دوت غوف"، تورد التصريحات المتعلقة بالسياسة الخارجية الاميركية بالانكليزية والفارسية.

كما تمد المواطنين الايرانيين بمعلومات عن الحصول على تأشيرات للولايات المتحدة وبأخبار من اذاعة صوت اميركا التي تمولها الولايات المتحدة فضلا عن صلات لتبادل الاراء عبر وسائل الاعلام الاجتماعي.

وفي رسالة ترحيب على الموقع اعربت كلينتون عن املها ان يوفر المنتدى سبيلا للاميركيين والايرانيين للتواصل "بشكل مفتوح ودون خوف".

وقالت في رسالة فيديو على الموقع "بما ان الولايات المتحدة وايران لا علاقات دبلوماسية بينهما، ضاعت فرص مهمة للحوار معكم، اقصد المواطنين الايرانيين".

واضافت "اليوم يمكننا استخدام تقنيات جديدة لجسر الهوة وتعزيز تفاهم اكبر بين بلدينا وشعبي بلدينا، ولهذا اسسنا هذه السفارة الافتراضية".

وعزز المسؤولون الاميركيون الموقع بوسائل تقنية بهدف مقاومته للهجمات عبر الانترنت.

وقالت ويندي شيرمان المسؤولة بالخارجية الاميركية "نعتقد ان لدينا القدرات التقنية لانهاض الموقع حتى اذا تم تعطيله، ونحن ملتزمون بفعل ما امكننا لايصال المعلومات".

وضافات شيرمان التي تشغل ثالث اهم منصب في الخارجية الاميركية، خلال مؤتمر صحافي لتدشين الموقع في واشنطن ان الولايات المتحدة تسعى لحوار مع المواطنين الايرانيين العاديين رغم ان "خلافات قوية جدا" تفصل بين موقف واشنطن والحكومة الايرانية.

وقالت شيرمان المسؤولية عن الشؤون السياسية في الخارجية الاميركية "لقد سعى النظام لفرض ستار الكتروني بعرقلته للهواتف المحمولة والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي".

واضافت "غير ان هذا جهد اخر في سبيل السعي لتجاوز هذا الستار وايصال المعلومات مباشرة الى الشعب الايراني".

وستتيح السفارة الافتراضية للايرانيين التقدم بطلب تأشيرات للولايات المتدة غير انه سيتعين على الراغب في السفر الى الولايات المتحدة ان يتجه الى خارج ايران اولا، الى تركيا او الامارات في اغلب الاحيان، للحصول على تأشيرات الدخول.

واعربت شيرمان عن املها في امكان ان يدرس عدد اكبر من الايرانيين في الولايات المتحدة.

وارتفع عدد الطلاب الايرانيين في الولايات المتحدة بنسبة 19 بالمئة في 2010-2011 عن العام الدراسي السابق، بحسب معهد الدراسات الدولية.

ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع ايران منذ الثورة الاسلامية عام 1979 حينما اطاح المتظاهرون بنظام الشاه الموالي للغرب واحتلوا لاحقا السفارة الاميركية في طهران.

وكان مئات المتظاهرين هاجموا وخربوا الاسبوع الماضي السفارة البريطانية ومجمعا دبلوماسيا بريطانيا ثانيا في ايران، ما اثار ادانات دولية قوية. وقد حاول القادة الايرانيون النأي بأنفسهم عن الهجوم.

وفي تشرين الاول/اكتوبر صرح علي لاريجاني، رئيس مجلس الشوري (البرلمان) الايراني ان مشروع السفارة الاميركية الافتراضية سيفشل، واصفا هذه الخطوة بانها "دليل على القصور السياسي" من جانب الولايات المتحدة.

ويبدو موقع السفارة الافتراضية كأي موقع لبعثة دبلوماسية اميركية لكنه يتضمن "اكاذيب" حول الولايات المتحدة تريد واشنطن ازالة الشكوك والمفاهيم المترسخة لدى بعض الايرانيين عن البلاد بشأنها.

ويتناول الموقع احدى النقاط الساخنة في العلاقات بين البلدين حيث يعترف الرئيس باراك اوباما بمشاركة الولايات المتحدة في الانقلاب الذي شهدته ايران عام 1953 للاطاحة بنظام رئيس الوزراء الايراني انئذ محمد مصدق، والذي اثار غضب بريطانيا بتأميمه صناعة النفط.

وينفي موقع السفارة ان تكون واشنطن "تقدم الدعم للمجموعات الارهابية السياسية او العرقية" مشيرة الى ان الولايات المتحدة تصنف مجاهدي خلق كمنظمة ارهابية.

وكانت مجاهدي خلق قد خاضت قتالا ضد الشاه وضد نظام الملالي في ايران. وقد سعت لشطيها من قائمة المنظمات الارهابية في الولايات المتحدة وتنظم تظاهرات بشكل منتظم خارج مقر الخارجية الاميركية.