رمز الخبر: ۳۱۲۰۲
تأريخ النشر: 17:08 - 07 December 2011
ويجب القول انه نظرا الى تطور التكنولوجيا المحلية في البلاد فان هذه المنظومات تم النهوض بها من حيث القابليات العملياتية وان اجيالا قادمة بامكانات اكبر هي على الابواب.
عصر ايران – منظومة "مرصاد" للدفاع الجوي متوسطة المدى والارتفاع التي تم العام الماضي ازاحة الستار عنها، وضعت بتصرف وحدات الدفاع الجوي في مختلف مناطق البلاد. وقد صنعت هذه المنظومة في ظل الخبرات العملياتية التي تكرست على مدى الاعوام الثمانية من الدفاع المقدس واستخدام منظومة "هاوك" بنجاح، وتم انتاجها بشكل وفير وتسليمها الى وحدات العمليات بعد اعداد المضادات الجوية واجراء الاختبارات اللازمة عليها.

ويتولى رادار "كاوش" في هذه المنظومة، عملية البحث والكشف عن الهدف. ويتم تصنيف وتقييم الاهداف المكتشفة وارسال المعطيات الى وحدة القيادة والمراقبة. كما يعمل رادار "جويا" الباحث في الارتفاعات المنخفضة، على المساعدة على كشف ورصد الاهداف التي تحلق على ارتفاعات منخفضة. وبمساعدة هذا الرادار فان منظومة "مرصاد" تكون قادرة على تدمير الهدف الطائر على ارتفاع منخفض ايضا. وهناك رادار "هادي" الذي يرصد ويتعقب الاهداف الاكثر خطورة وتنسق معه المنظومات الالكترونية ، وبالتالي يقوم بتوفير المعطيات اللازمة لتوجيه الصاروخ المنطلق نحو الهدف حتى لحظة الاصابة به.

                                                               احد احدث الصور عن رادار "كاوش"
 



وتستطيع منظومة "مرصاد" تحديد الهدف من مسافة 150 كيلومترا بواسطة رادار "كاوش" والتركيز عليه على بعد 80 كيلومترا واستهدافه على مدى 45 كيلومترا. ان مدى الاستهداف في المنظومات الصاروخية يتوقف على مدى الصاروخ اضافة الى مدى الرادار، اذ تم في منظومة مرصاد وفي حال تطوير الصواريخ او استخدام صواريخ جديدة وابعد مدى، التعامل مع الاهداف حتى مسافة 80 كيلومترا.

وقد صممت هذه المنظومة لتتعامل مع التهديدات المستجدة على هيئة اهداف بمقطع عرضي راداري (RCS) ضئيل، الامر الذي يمكن المنظومة من اكتشاف الاهداف بمقطع عرضي ضئيل جدا وبحوالي 0.5 متر مربع وفي مسافة 110 كيلومترات. وفي ضوء ذلك فان معظم الصواريخ وطائرات الجيل الرابع المتطورة تصبح اهدافا عادية بالنسبة لمرصاد. فعلى سبيل المثال، ذكرت المصادر الخارجية ان RCS النماذج المحسنة لطائرات اف-16 يبلغ نحو 1.2 متر مربع وقاذفات بي-1 بنحو 0.75 وقاذفات بي- 2 ار بنحو 0.1 ومقاتلات رافايل الفرنسية 0.1 الى 0.2 ومقاتلات تايفون الاوروبية 0.014 الى 0.42.

                                                                                رادار "جويا"



وتظهر الحسابات الرادارية بان المنظومة التي تكتشف هدفا حجمه 0.5 متر مربع على مسافة 110 كيلومترات، ستكتشف هدفا يبلغ مقعطعه العرضي الراداري 0.01 متر مربع على مسافة اكثر من 40 كيلومترا، لذلك فان اضافة قابليات مثل الشبكة، ستزيد من قابليات وامكانات منظومة مرصاد.

وكان قائد مقر الدفاعات الجوية الايرانية قد اعلن في مقابلة مع مجلة "صف" ان المنظومة الصاروخية لمقره قادرة على اسقاط اهداف يبلغ مقطعها العرضي الراداري اقل من 0.01 متر مربع. كما اشار الى ان منظومة هاوك نجحت في اسقاط الاهداف، وهذا الامر يظهر تحسين المنظومات السابقة الى جانب استخدام المنظومات الجديدة.

ويجب القول انه نظرا الى تطور التكنولوجيا المحلية في البلاد فان هذه المنظومات تم النهوض بها من حيث القابليات العملياتية وان اجيالا قادمة بامكانات اكبر هي على الابواب.

                                      جانب من قسم المراقبة والقيادة، مؤشر المنظومة البصرية على يسار الصورة






وحسب اعلان وزارة الدفاع الايرانية، فان منظومة مرصاد قادرة على الاطلاق المتزامن باتجاه هدفين في آن. ومع القاء نظرة على الصورة التي تم نشرها عن تسليم مرصاد الى الدفاعات الجوية في طهران قبل اشهر والمؤشرات الموجودة امام المستخدمين في عدة صورة، نشاهد عبارة Hadi b ويمكن ان تكون مؤشرا على الافادة من راداري "هادي" للكشف والتعقب لتوجيه الصواريخ في كل من مضادات مرصاد الجوية. اي ان كل رادار يتولى توجيه صاروخ واحد بحيث ان المنظومة قادرة على التعامل مع هدفين بشكل متزامن. ويمكن توقع انه مع اضافة الشبكة، فان عددا اكبر من رادارت هادي ستكون قادرة على التعامل مع عدد اكبر من الاهداف.

ونظرا الى ان المنظومة مصنوعة محليا، فان هناك امكانية انتاج هذا الرادار بالعدد المطلوب. وعلى اي حال فان امكانية التعامل مع هدفين في آن معا، يعد امرا جيدا في حد ذاته، وفي المستقبل ومن خلال استخدام رادارات مع تكنولوجيا التنظيم المرحلي، بدلا من رادار هادي الحالي، فان قدرات مرصاد ستتحسن في التعامل المتزامن مع عدة اهداف، وسيزيد ذلك من القدرات الدفاعية للبلاد في الحروب غير المتقارنة.

ومن الميزات الاخرى لمنظومة مرصاد مقارنة بالاجيال السابقة للمنظومات متوسطة المدى الموجودة في البلاد، هي قابليتها على التحرك والتنقل السريع وامكانية نصبها وتركيبها في فترة زمنية قصيرة جدا ما يزيد من فاعليتها العملياتية في ظل ظروف القتال الصعبة لاسيما في مواجهة عدو يتمتع بقدرات كبيرة.

ونظرا الى التكنولوجيا الحديثة المستخدمة فان مرصاد صمم وصنع من خلال الافادة من المنظومات الرقمية وشبه الموصلة وتشتمل على جميع المكونات الالكترونية المستقبلة والمعالجة واقسام القيادة والمراقبة.

ويجب اعتبار منظومة مرصاد بانها تتمتع بذراعين ، احدهما ذراع اكتشاف وتعقب الهدف والاخر صواريخ تدمير الهدف. وفضلا عن ذلك يجب القول ان مرصاد ونظرا الى استخدامه منظومة رادارية فاعلة، ومعالجات سريعة محلية في رصد وتعقب الهدف، فانها تملك القدرة على مواجهة الصواريخ البالستية. وعلى الرغم من ان الخبراء يقولون بان بعض الصواريخ البالستية التكتيكية يمكن تهديدها من قبل مرصاد، الا ان وجود هذه القدرة المهمة في هذه المنظومة مؤشر على التطور الملفت الذي حققه متخصصو الدفاع الايرانيون وهو بمعنى الارتقاء المستمر في المستقبل نتيجة لتحسن هذه القدرات.

                                                                اطلاق الصاروخ من منظومة مرصاد
 



والذراع الثانية للمنظومة والصواريخ التي تم تحديدها لها تسمى شاهين وشملجة، توجد فوارق طفيفة في المواصفات العملياتية المعلنة لها. وتوضع هذه الصواريخ على منصة الاطلاق (لانتشر) وهذا القسم يتمتع كما الصاروخ نفسه بتصميم جديد.

واجمالا وفي ضوء التفاصيل المعلنة عن هذه المنظومة يمكن استنتاج ان الاجيال القادمة لمرصاد، هي في الطريق لتعزيز الطبقات الدفاعية الجوية للبلاد وايصال قوة الردع الى اعلى مستوىاتها، وان تتالق في ادائها.