رمز الخبر: ۳۱۲۷۸
تأريخ النشر: 17:30 - 15 January 2012
وفي هذا الاطار فقد تحدث قادة مقر خاتم الانبياء الجوي وفي مناسبات مختلفة عن قدرات القوات المسلحة الايرانية في ارباك عمل منظومة "GPS" الامريكية وحتى ايجاد الخلل في اداء القمر الصناعي نفسه.
عصر ايران – في اعقاب تحكم القوات المسلحة الايرانية بطائرة التجسس الامريكية بلا طيار "آر-کیو-170" اثيرت تكهنات مختلفة عن الاسلوب الذي اعتمدته ايران للسيطرة على منظومات هذه الطائرة وبالتالي انزالها. ان احد اهم الادلة على عدم وجود عطل فني في هذه الطائرة والسيطرة ولو نسبيا على منظومة توجيهها يكمن في عدم عودة هذه الطائرة الى الموقع الذي انطلقت منه تلقائيا وكذلك عدم تفجرها تلقائيا في حال هبوطها في ارض العدو.

واحدث الموضوعات التي طرحت حول هذا الغموض والتي تنطبق الى حد كبير مع الواقع، هو الاخلال في نظام تحديد المواقع (GPS) لدى هذه الطائرة.



وتفيد المعلومات التي تم بثها ان ايران تمكنت من انزال هذه الطائرة من خلال اتباع مسارين هما قطع اتصال الطائرة بمركز التوجيه والمراقبة وبالتالي ايجاد الخلل وارسال الاشارات المنشودة الى نظام تحديد الموقع فيها. ان قطع اتصال هذه الطائرة بالمركز ادى الى نقل قيادة هذه الطائرة الى الطيار الالي لتتصرف الطائرة منذاك فصاعدا وفقا لمنظومة التوجيه التي تشتمل على عدة انواع من الانظمة بما يتطابق مع الخطط المعدة سلفا، ويمكن ان تتمثل في العودة الى القاعدة او الهبوط في مكان آمن ومواصلة المهمة او التفجير الذاتي او حالات اخرى.

ونقلت النشرة التي بثت هذا الموضوع عن متخصص ايراني قوله انه تم ارسال معلومات جغرافية خاطئة الى نظام "GPS" في طائرة التجسس الامريكية، ما دفعها الى التصور بانها تهبط في منطقة آمنة لكنها وقعت في الحقيقة بيد القوات الايرانية.

الحرب الالكترونية

ويستخدم الامريكيون نظام "GPS" في جميع الطائرات والطائرات العمودية والقطع البحرية والقنابل والصواريخ الهجومية بعيدة المدى ويعولون عليه الى حد كبير من اجل تحديد المسار والاطلاع على موقع الوحدات في ساحة القتال والمراقبة الموحدة للعمليات. ومن جهة اخرى تظهر دراساتهم ان هذا النظام غير محصن ومعرض للضربة والضرر على اثر انواع اجهزة التشويش. ان ماضي هكذا نشاطات يعود على الاقل الى الحرب العراقية، اذ استطاع العراق ورغم عدم امتلاكه للتكنولوجيا العصرية ارباك نظام تحديد المواقع، لحرف مسار الصواريخ الامريكية.

لذلك فان مكامن الضعف في نظام كهذا غير خافية على بلد مثل ايران، ونظرا الى تعويل العدو عليه، فان ثمة محاولات من اجل الوصول الى طرق واليات مواجهته.


وفي هذا الاطار فقد تحدث قادة مقر خاتم الانبياء الجوي وفي مناسبات مختلفة عن قدرات القوات المسلحة الايرانية في ارباك عمل منظومة "GPS" الامريكية وحتى ايجاد الخلل في اداء القمر الصناعي نفسه.

وفي هذا السياق تم في وقت سابق ازاحة الستار عن ثلاثة انجازات مهمة في مجال الحرب الالكترونية احدها منظومة جديدة للتشويش علي عمل " GPS". ورغم ان هذا لم يكن النموذج الوحيد في هذا الخصوص لكنه يبدو انه اكثر اكتمالا من مثيلاته السابقة.




والمنظومة التي تشاهد في الصورة هي نظام للتشويش على عمل "جي بي اس" وغلوناس وتستخدم اربعة هوائيات قريبة من بعضها البعض. وكان قبل هذا تم تقديم احد نماذج هذه المنظومة التي كانت تستخدم واحدا فقط من هذه الهوائيات. ولم تنشر معلومات عن النموذج الذي يعمل باربعة هوائيات لكن المنظومة ذات الهوائي الواحد قادرة على ايجاد الخلل في المستقبلات العسكرية وغير العسكرية في نطاقين من الترددات بصورة منفصلة او بشكل متزامن في نطاق الرؤية المباشرة بنصف قطر يبلغ اكثر من 200 كيلومتر وبزاوية 35 درجة على الاقل.

ومن ميزات هذه المنظومة التي تزن 22 كيلوغراما، استخدامها في المساحات المفتوحة والمغلقة في الحالتين الثابتة والمتحركة وامكانية التشويش على المستقبلات العسكرية وغير العسكرية بشكل متزامن حتى اثناء هطول الامطار. وطبيعي فان النماذج المعروضة ذات الاربعة هوائيات ، تتمتع بقابليات اكثر من هذا النموذج.

والنموذج الاخر من هذه المنظومة التي يمكن حملها من قبل شخص واحد، شانها شان المنظومة آنفة الذكر، تعمل في نطاق الترددات من 2 الى 20 غيغا هرتز، ويبلغ مداها العملياتي 10 كيلومترات وتزن 12 كلغ فقط. وتعمل هذه المنظومة في درجة حرارة من -20 الى +60 درجة مئوية وهي مقاومة للماء طبعا.

ان الاعلان عن قدرات ايران في مجال ايجاد الخلل في اداء انواع هذه المنظومات يظهر جزء بسيطا من القدرات الايرانية في الحرب الالكترونية. والجزء الاخر من هذه القدرات يمكن ان يكون ارسال المعلومات المنشودة الى مستقبلات "جي بي اس" التابعة للعدو وهو ما يوهمها بانها تتواجد في منطقة اخرى.
ونقلت وسائل الاعلام في العالم عن مصادر استخباراتية غربية قولها ان ماضي التشويش على نظام "جي بي اس" في الطائرات الامريكية بلاطيار واختراقها يعود الى عام 2008 وفي الاجواء العراقية. ورغم ان الامريكيين لم يعلنوا خلال كم سنة اخرى سينتجون الجيل الجديد من منظومات "جي بي اس" لكن وحتى ذلك الحين فان المتخصصين الايرانيين، ليسوا قادرين على احباط مفعول مكونات وعناصر قوة العدو فحسب بل ان يستخدموها ضده نفسه. تصوروا انه يمكن من خلال ارسال حيثيات المواقع التي ينتشر فيها العدو الى الصواريخ والقنابل اعادتها اليه في تلك المواقع او انه يتم سحب الطائرات الخفية المعادية مثل "بي-2" و "اف-35" والطائرات بدون طيار اونجر شانها شان طائرات "ار – كيو – 170" الى مخابئنا الالكترونية!