رمز الخبر: ۳۱۲۹۰
تأريخ النشر: 15:08 - 29 January 2012
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : اي من هذه السلوكيات يتطابق وينسجم مع مواصفات ومعايير ثورة تحررية تدعو الى الديمقراطية؟ فهل من المقرر ان ينتصر هؤلاء الافراد من خلال اختطاف الاشخاص وممارسة القرصنة وسرقة نقود الرجال وحقائب يد النساء وتنفيذ التفجيرات في المدن؟!
عصر ايران – على الرغم من ان حكم بشار الاسد قد يكون بعيدا عن معايير الحكم الديمقراطي الا ان اداء معارضيه في مقارعة نظام حكم الاسد غير الديمقراطي يفتقد هو الاخر الى مواصفات ثورة تحررية – كالتي شهدتها مصر وتونس على سبيل المثال-.

فان ثارت الجماهير في باقي الدول العربية ضد الديكتاتوريين وطرحت وتابعت مطالبها في اطار ثوري وديمقراطي، فان حدثين وقعا في سورية وضعا علامة استفهام كبرى امام الحركة المناوئة للاسد.

اولا ان ايا من هذه الثورات لم تشهد ان يقوم الثوار باختطاف الناس ورعايا من الدول الاخرى. لكن معارضي الاسد في سوريا اقدموا على ارتكاب ثلاث عمليات اختطاف على ثلاث مراحل على الاقل. فالمرة الاولى اختطفوا خمسة مهندسين ايرانيين كانوا يعملون في محطة لتوليد الكهرباء، والمرة الثانية اختطفوا شخصين اخرين وفي المرة الثالثة اعترضوا طريق حافلة تقل زوارا ايرانيين فاحتجزوا 11 مسافرا وتركوا النساء والمسنين فيها وفضلا عن ذلك سرقوا كالقراصنة النقود والمجوهرات والمصوغات الذهبية التي كانت بحوزة المسافرين.

والطريف ان هؤلاء الذين يطلقون على انفسهم اسم "الثوريين" اعلنوا بان الاشخاص الذين اختطفوهم هم من العسكريين الايرانيين واستندوا في زعمهم هذا الى ان جوازات سفرهم قد ختمت بختم مسؤول في الشرطة الايرانية، فيما الجميع يعلم بان جوازات سفر جميع المواطنين في ايران تختم بختم مسؤولي دائرة الجوازات التابعة لقوى الامن الداخلي (الشرطة).

وثانيا ان ايا من الثورات الشعبية في البلدان العربية لم تشهد تفجيرات في المدن لكن في سورية نفذت عمليات تفجير في الاماكن العامة التي يؤمها الناس في دمشق على يد معارضي الاسد وهي تشبه التفجيرات التي يشهدها العراق ويسقط بسببها العديد من المواطنين بين قتيل وجريح.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : اي من هذه السلوكيات يتطابق وينسجم مع مواصفات ومعايير ثورة تحررية تدعو الى الديمقراطية؟ فهل من المقرر ان ينتصر هؤلاء الافراد من خلال اختطاف الاشخاص وممارسة القرصنة وسرقة نقود الرجال وحقائب يد النساء وتنفيذ التفجيرات في المدن؟!

ان الانتقادات الموجهة الى حكومة الاسد ذات الحزب الواحد، لا يجب ان تضفي الشرعية والاحقية على جميع معارضيه. فهذا امر طبيعي ان يكون قسم كبير من الشعب السوري تحول على مر الزمن الى اناس مستائين وان رحيل الاسد قد يكون مطلب الكثير منهم ، لكن ما يجري اليوم في سورية لا يمثل مواجهة حقيقية بين مطالب الشعب والديكتاتورية وان عوامل عديدة تقحم نفسها فيها، اذ ان تجاهل ايا منها يمكن ان يربك عملية تقديم تحليل وصورة واضحة عما يجري الان في سورية.