رمز الخبر: ۳۱۳۱۸
تأريخ النشر: 12:34 - 19 February 2012
اذا كانت ايران تريد القيام بعمل ما ضد المصالح الاسرائيلية، فمنطقيا انها لا تقوم بهكذا شئ في الهند.
عصر ايران – "تفجير في نيودلهي وثلاثة انفجارات في بانكوك والكشف عن سيارة كانت مفخخة ومعدة للتفجير بالقرب من السفارة الاسرائيلية في تبليسي؛ هذه رزمة جيدة لكي تتلقاها الماكينة الاعلامية والخبرية في العالم، لترويج ان ايران كانت تعتزم قتل الدبلوماسيين الاسرائيليين في الهند وتايلاند وجورجيا، لكنها لم تفلح!".

فلنلقي نظرة على هذه الاحداث:

1- انفجرت سيارة كانت تقل دبلوماسيين اسرائيليين في حي يقيم فيه السفراء الاجانب وكبار المسؤولين في نيودلهي. وتفيد الانباء الاولية نقلا عن شهود عيان بان التفجير حصل في خزان وقود السيارة لكن المسار الاخباري للحادث تغير فجأة واعلن بان الامر لم يكن كذلك اصلا وان السيارة لم تكن تعمل بالغاز. فقد تعرضنا لهجوم ارهابي، لكن الله حمانا ولم يقتل احد واصيب 4 او 5 اشخاص بجروح طفيفة!

وفي هذا الخصوص يمكن الاشارة الى عدة نقاط حسبما يمليه العقل والمنطق:

أ‌- لم يتم القبض على اي احد في هذا التفجير. في حين ان الحادث وقع في منطقة مهمة ومحصنة ومحاطة بتدابير امنية مشددة ويتم رصدها عبر كاميرات المراقبة. والطريف ان التفجير وقع على مقربة عدة امتار من منزل رئيس الوزراء الهندي في نيودلهي. وسبب الحادث الذي اعلن بداية انه ناجم عن انفجار خزان غاز السيارة، تغير بغتة لكي يتم تغيير ماهية القضية.

ب‌- اذا كانت ايران تريد القيام بعمل ما ضد المصالح الاسرائيلية، فمنطقيا انها لا تقوم بهكذا شئ في الهند.

فايران تمر بظروف الحظر والعقوبات وهي بحاجة ماسة الى التعامل مع الهند. فالهند تعتبر احد كبار مشتري النفط الايراني وان طهران تريد مهما كلف الامر، الا تدخل الهند في لعبة العقوبات. ولهذا السبب فان ايران وافقت على تسلم مبالغ نفطها التي تصدره للهند بالعملة الهندية.

ان الاقدام على اي اجراء ضد الدبلوماسيين الاسرائيليين في العاصمة الهندية يعد اجراء ضد الامن القومي الهندي. فان تيقنت السلطات الهندية بان ايران تتعامل معها بهذة الطريقة، فانها ستتخلى عن مقاومتها الحالية للعقوبات ضد ايران وتتماشى مع الحظر النفطي المفروض على ايران. لذلك فان اي منطق لا يحتمل ان تقوم ايران في ظل هذه الظروف العصيبة، باستهداف احدى نقاط الارتكاز في سياستها الخارجية، والاطرف من ذلك ان هذه التفجيرات تنفذ على مقربة من منزل رئيس الوزراء الهندي.

وفي هذا الخصوص فان اكثر الدبلوماسيين الامريكيين معاداة لايران اي جون بولتون دعا في اخر تحليل له الى مهاجمة ايران لكنه قال ان ايران لا يمكن ان تكون ضالعة في تفجير الهند.

2- وتزامنا مع تفجير نيودلهي، بث خبر مفاده انه تم كشف سيارة مفخخة بالقرب من السفارة الاسرائيلية في العاصمة الجورجية تبليسي، ويتابع على الفور هذا المسار الخبري في العالم من ان ايران كانت تريد قتل الدبلوماسيين الاسرائيليين في الهند وجورجيا.

وفي هذا الخصوص يجب الاشارة الى نقطتين:

أ‌- ان الخبر نفسه لا يمكن الاستناد اليه اصلا، لان اي حكومة تستطيع في اطار غاياتها ومآربها ان تزعم بانها عثرت في فلان شارع بعاصمتها على سيارة مليئة بالمتفجرات.

ب - ان بث هذا الخبر تزامنا مع تفجير الهند، جاء لاضفاء مسحة "اكشن" على القضية. ولا ننسى بان العلاقات بين تبليسي وتل ابيب قد شهدت تطورا نوعيا في الاعوام الاخيرة، وفي المقابل شهدت العلاقات بين طهران وتبليسي فتورا حتى انه يقال بان الاراضي الجورجية تحولت الى احد المواقع التي قد تستخدم في اي هجوم محتمل على ايران.

3- لكن تفجيرات بانكوك مثيرة للسخرية بكل ما للكلمة من معنى. وكما جاء في برقيات وسائل الاعلام فان القضية بدات من خلال انفجار غير متعمد في احد منازل بانكوك. وبعد الانفجار، شوهد ثلاثة اشخاص وهم يهربون من هذا المنزل واثناء الهروب القى احدهم قنبلة على سيارة تكسي لان سائقها امتنع عن ايصالهم الى وجهتهم! واستمرارا لهذا الكر والفر، حاول احد هؤلاء الاشخاص رمي قنبلة اخرى باتجاه الشرطة لكن الانفجار المبكر للقنبلة تسبب ببتر ساقيه، والقي القبض عليه بالتالي و... .

وهذا شئ مثير للسخرية والضحك حقا ان ترسل دولة ما مواطنيها الى بلد يبعد عنها الاف الكيلومترات لتنفيذ اغتيالات. والمؤكد ان هكذا عملاء يجب ان يكونوا متمرسين واصحاب خبرة عالية لكي ينفذوا مثل هذه المهام لكننا نرى انهم تصرفوا بدرجة من السذاجة وعدم الخبرة بحيث تنفجر قنبلة في منزلهم واخرى امامهم وتبتر ساقيهم واخرى ترمى على سيارة اجرة لسبب انها لم تلب طلبهم! والاطرف من كل هذا انهم كانوا يحملوان جوازات سفرهم الايرانية معهم وبجانب قنابلهم واعترفوا بعد دقائق من القبض عليهم ، نعم! لقد جئنا لنقتل ونغتال الدبلوماسيين الاسرائيليين!

وربما يعثر غدا على خطاب توكيلهم بتنفيذ هذه المهمة في حقائب سفرهم وكتب فيه : السيد فلان! توكل اليك مهمة السفر الى تايلاند، لتفجير السفارة الاسرائيلية هناك!

ومن دون ان نريد ابداء التعصب فان المنطق يقول بان هذه الاحداث لا يمكن ان تكون من صنع ايران، لانه في ظل العقوبات والحظر المفروضين على ايران فان هذه الحوادث من شانها ان تصعد المناخ المعادي لايران وتدعم العقوبات فحسب.

يبقى ان نقول بان الثأر من الصهاينة هو حق تحتفظ به ايران لنفسها. ان الصهاينة ومن خلال سلسلة عمليات ارهابية، اغتالوا عددا من المتخصصين النوويين الايرانيين، ولا يجب ان يتوقعوا طبعا بان تكتفي ايران في مقابل اجراءاتهم الدامية هذه باصدار بيانات التنديد وتسيير مظاهرات مناهضة لاسرائيل. ورغم ذلك فان مسرحية نيودلهي وبانكوك لا يمكن ان تكون من فعل ايران لان المنطق يقول ذلك، لكن اسرائيل يجب ان تكون بانتظار الثأر منها.