رمز الخبر: ۳۱۳۵۱
تأريخ النشر: 21:47 - 02 March 2012
 (رويترز) - قبل أيام من اجتماع الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى مساعدون للزعيمين لرأب صدوع كبيرة بشأن مخاوف واشنطن من هجوم قد تشنه اسرائيل على المواقع النووية الايرانية.

وزاد نقص الثقة بين الرجلين من تعقيد المحادثات الامريكية الاسرائيلية المقررة في البيت الابيض يوم الاثنين بشكل كبير. وسلطت ضغوط الحملة الانتخابية الرئاسية الامريكية ضوءا أكبر على هذا النقص. ويتشوق خصوم أوباما في الحزب الجمهوري الى تصويره على أنه صارم للغاية مع اسرائيل ومتساهل كثيرا مع ايران.

ويقول مسؤولون اسرائيليون ان نتنياهو يأتي الى واشنطن للضغط على أوباما حتى يعلن بقوة أكبر عن "خطوط حمراء" يجب ألا تتخطاها ايران في برنامجها النووي مع تنامي التوقعات بأن تتحرك اسرائيل عسكريا بشكل منفرد في الاشهر المقبلة.

ونقل مسؤول اسرائيلي عن نتنياهو ما قاله لمساعدين كبار لاوباما زاروا القدس الشهر الماضي حينما قال "اذا كنتم لا تريدون مني أن أهاجم الان فأنا أريد ضمانات. واذا كنتم تقولون لي 'سنعتني بكم' فأنتم لا تقولونها بوضوح كاف."

وأشار البيت الابيض الى أن أوباما سيقاوم ضغوطا لتغيير سياسته المعلنة. وكان الرئيس الامريكي قد تعهد بمنع ايران من تصنيع سلاح نووي لكن لم يتضح الى أي مدى يمكنه الذهاب لضمان ذلك.

ويقول مسؤولون أمريكيون انه مع تنامي مؤشرات على أن العقوبات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة بدأت تؤثر في ايران فان أوباما سيسعى لاقناع نتنياهو بعدم توجيه أي ضربة عسكرية لايران لاعطاء هذه الاجراءات والدبلوماسية وقتا للعمل.

لكن مسؤولين اسرائيليين يقولون انهم يخشون نفاد الوقت أمام شن هجوم اسرائيلي فعال بعد أن نقلت ايران برنامجها لتخصيب اليورانيوم الى عمق أكبر تحت الارض.

وكان من المفترض أن تكون محادثات يوم الاثنين نقطة حاسمة للزعماء الامريكيين والاسرائيليين وفرصة لتشكيل جبهة موحدة مع تنامي الضغوط الدولية على ايران.

وقال مسؤولون اسرائيليون ان نتنياهو سيضغط ليس فقط حتى يقبل أوباما بأي تحرك تقرر اسرائيل اتخاذه لكنه سيضغط أيضا من أجل استخدام لغة أكثر صرامة ضد ايران تتجاوز مقولة "ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة" التي ترددها الولايات المتحدة عند سؤالها عن نواياها بشأن ايران.

وتسعى واشنطن لاقناع الاسرائيليين بأن شن هجوم أحادي لن ينجح الا في احداث انتكاسة مؤقتة للطموحات النووية لطهران وقد يغرق الشرق الاوسط بشكل أكبر في الفوضى.

ويصر مساعدو أوباما على أن توجيه تهديد عسكري أمريكي صريح لايران سيأتي بنتائج عكسية في هذا الوقت خاصة بسبب احتمال ارتفاع أسعار النفط العالمية بشكل أكبر وخطر تراجع ايران عن مبادرات ينظر اليها على أنها تفتح الباب أمام استئناف محادثات نووية مع قوى عالمية.

لكن مصدرا مقربا من تفكير الادارة الامريكية حيال ايران قال ان أوباما قد يحاول تهدئة بعض من مخاوف نتنياهو في جلسات خاصة وقد يتعهد أيضا بفرض المزيد من العقوبات لتضييق الخناق على طهران.

وقال مسؤول اسرائيلي ان البيت الابيض اقترح أن يصدر الزعيمان بيانا مشتركا بعد الاجتماع لكن الفكرة لم تتأكد بعد. وقد ينجح ابداء التضامن في قضايا معينة في اخفاء الانقسامات بشأن قضايا أخرى.

ولم يستبعد مسؤول في الادارة الامريكية احتمال أن يشدد أوباما من لهجته تجاه ايران عندما يلقي كلمة أمام أكبر جماعة ضغط موالية لاسرائيل في واشنطن يوم الاحد قبل يوم من لقائه مع نتنياهو.

ورغم ذلك يشكك مسؤولون أمريكيون في أن يذهب نتنياهو الى حد تقديم تأكيدات بأن تستشير اسرائيل واشنطن -أكبر مورد عسكري لها- قبل شن أي هجوم على ايران.