لكن هذه المنظومات تم استخدامها وصيانتها على يد الكوادر الداخلية المتخصصة. وهذه الاجراءات ابرزت القدرات لبناء رادار مكتمل توجت بتصنيع الرادار الوطني.
وتستخدم في الرادارات الحالية نطاقات الذبذبات HF ،VHF ،UHF ،L Band ،S Band ،C ، X ،
K والنطاقات المليمترية.
وتنقسم الرادارات الى عدة انواع من حيث الاستخدامات.النوع الاول الرادارات التي تعمل بالامواج المستديمة ويطلق عليها اسم Continuous Wave Radar
وتستفاد بشكل اكبر في رادارات الرصد او الصواريخ. والنوع
الثاني رادارات الموجة النابضة والتي تستخدم للكشف الاولي والبحث عن
الاهداف. ومن الانواع الاخرى من الرادارات يمكن الاشارة الى رادارت رصد
الارتفاع وتعقب الهدف ورادارات الاستكشاف التي تستخدم الامواج الرادية لا الامواج الالكترومغناطيسية.
فان الرادارات الرئيسية المستخدمة في ايران تستفيد بشكل اكبر من نطاق ذبذبات UHF. وافضل حالة طبعا هي الافادة من تركيب مؤلف من رادارات
UHF، VHFو HF لكي لا يبقى اي هدف مستترا سواء في المستوى الاعلى او المستوى المتدني.
ودخل
الرادار في ايران في دورة الدفاعات الجوية عام 1957. وفي تلك الفترة تم
تشكيل مدرسة الرادار في لواء التدريبات. وبعد ذلك تم نشر اول مجموعة من
الرادارات المتحركة باسم Type 13 و
Type 14 من صنع بريطانيا في معسكر "دوشان تبة" في طهران ومن ثم تم نشر رادارات Hydra
البريطانية في مدينتي تبريز وبابلسر كما تم تشكيل لواء 70 للدفاعات
الجوية. وتم عام 1966 نشر رادار ماركوني البريطاني في مدينة مشهد.
ومن اجل
تغطية مناطق جنوب الاتحاد السوفيتي انذاك، قام البريطانيون بنصب راداراتهم
في المناطق الشمالية من ايران.
رادار نوع 13 البريطاني
ومنذ عام 1967 اصبح الامريكيون مزودو ايران بالتجهيزات الرادارية وتم نشر اول رادار من نوع FPS-100 في مدينتي دهلران وهمدان. وفي عام 1969 تم نصب رادار ماركوني البريطاني في مدينة شهراباد وهو ما يعد اخر
رادار بريطاني يستخدم في ايران. وبسبب كون ايران منطقة جبلية، لذلك تم منذ عام 1971 استخدام الرادارات التكتيكية والمتحركة من طراز GPS-11 كغطاء جوي وذلك من اجل تغطية النقاط الراداية العمياء. وفي تلك السنة تم نصب رادار FPS-100 في جاسك وكيش وبوشهر وبندرعباس ونصب رادار الدفاع الجوي من نوع ADSR في كرج وجنو وبهبهان.
وفي
عام 1971 وبعد دخول هذه الرادارات الامريكية والبريطانية الى ايران، اعطى
اللواء 70 المستقل للدفاعات الجوية مكانه لقيادة الدفاعات الجوية. وفي
السنوات التي اعقبت انتصار الثورة الاسلامية وحتى فترة الحرب
المفروضة، لم يتم شراء رادارات جديدة، وهذا شكل بداية للعمل من اجل تصنيع
وبناء رادارات في الداخل.
وحتى عام 1994 حيث ادخلت الرادارات الصينية JY-14
الرقمية لاكمال القيادة والمراقبة الحديثة، كان يتم استخدام تلك المنظومات
الراداية القديمة. وهذا الرادار يستخدم للبحث ورصد الاهداف. ويبلغ
مداه نحو 320 كلم ويغطي ارتفاعا اقصاه 23 الفا الى 25 الف متر وبامكانه
تحديد حتى 100 هدف.
رادار JY-14 الصيني
ان دخول هذا الرادار
وتباين ادائه مع النماذج المتوافرة، دفع المتخصصين الايرانيين الى اتخاذ
هذا القرار بانه يجب توفير رادار رقمي ومصنع في ايران. وهذا الامر ادى في
النهاية الى تصنيع
الرادار الوطني بمدى 450 كلم عام 1998 اذ انجز المتخصصون المحليون مراحله
تصميمه وتصنيعه بالكامل. وقبل هذا العمل الضخم، تم اصلاح المرسلات
والمستقبلات وبعض مكونات المنظومات الراداية على يد المتخصصين المحليين وتم
نصب مكونات او قطع مصنعة في ايران في حال عدم وجود قطع ومكونات اجنبية
بسبب العقوبات المفروضة على ايران.
الرادار الوطني الایراني
وعلى
الرغم من شراء ايران لانواع الرادارات البريطانية والامريكية والمدافع
الروسية والمنظومات الجوية البريطانية والامريكية والسويسرية في عقد
الخمسينيات وكما تم بعد الحرب استيراد المنظومات الروسية
والصينية من قبل ايران، لكن هذه المنظومات تم استخدامها وصيانتها على يد
الكوادر الداخلية المتخصصة. وهذه الاجراءات ابرزت القدرات لبناء رادار
مكتمل توجت بتصنيع الرادار الوطني. وسنوافيكم في القسم اللاحق من التقرير
بتفاصيل وجزئيات الرادار الوطني الايراني.