رمز الخبر: ۳۱۷۲۷
تأريخ النشر: 14:53 - 10 July 2012
وهذا المقال يتوجه الى الاسلاميين الذين سطع نجمهم بعد بدء التطورات الاخيرة في البلدان العربية واستطاعوا الحصول على مناصب حكومية مهمة او انهم تحولوا الى معارضة محورية ضد النظام الحاكم.
عصر ايران ؛ علي قادري –  بالنسبة للراي العام العربي، بغض النظر على وطنه وتوجهاته الفكرية، تشكل "فلسطين" ،  "قضية قومية" لاسيما وان القضية الفلسطينية وحتى قبل اندلاع موجة الربيع العربي كانت تعتبر لاسيما بالنسبة للتيار الاسلامي، احد الهواجس الاساسية العربية والاسلامية وهذا التيار كان يتهم على الدوام الانظمة العلمانية العربية الحاكمة بعدم الاكتراث بحقوق الفلسطينيين ومسايرة الكيان الصهيوني.
 
وطبيعي اننا لا نقصد هنا من التيار الاسلامي، المجموعات السلفية لان هذه المجموعات لم تطلق لحد الان حتى شعارا واحدا ضد اسرائيل وهي منهمكة في ايجاد الهوة والشرخ بين الشيعة والسنة قبل ان تشكل فلسطين هاجسا لها.
 
وهذا المقال يتوجه الى الاسلاميين الذين سطع نجمهم بعد بدء التطورات الاخيرة في البلدان العربية واستطاعوا الحصول على مناصب حكومية مهمة او انهم تحولوا الى معارضة محورية ضد النظام الحاكم.
 
فعلى سبيل المثال اعلن محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين الذي فاز في الانتخابات الرئاسية المصرية الاخيرة ، في كلمة القاها في جامعة القاهرة بعد فوزه بالرئاسة انه على الرغم من انه سيلتزم بالاتفاقات الدولية السابقة – وكان يقصد بذلك  معاهدة كامب ديفيد – لكن حكومته ستدافع بحزم عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
 
وحتى الاخوان المسلمين في سورية – حيث يشكل المسلحون التابعون لهم الذراع الرئيسية للجيش السوري الحر – يتهمون بشار الاسد ووالده بانهما لم يتخذا اي اجراء جاد لتحرير مرتفعات الجولان فحسب بل ان نظامهما كان يحمي ويحافظ على امن الحدود الشمالية للكيان الصهيوني.
 
وبغض النظر عن صحة او عدم صحة هذه الاتهامات ، فان المفترض هو ان تتابع المجموعات الاسلامية التي تولت السلطة في الانظمة ما بعد الثورة ، القضية الفلسطينية على انها اكثر المطالب محورية في سياساتها الخارجية. لكن هل هذا الافتراض في محله؟
 
وبديهي ان شعبي مصر وتونس لم ينزلا الى الشارع من اجل محاربة اسرائيل وان مطالبهم الثورية شانها شان جميع الثورات في العالم كانت داخلية في الدرجة الاولى، لكن على افتراض قيام انظمة مبنية على ارادة الشعب في هذه البلدان فان سياستها الخارجية يجب ان تكون اصلا انعكاسا لطبيعة سياساتها الداخلية.
 
 وطبعا ليس هناك احد ينتظر من الاسلاميين الذين تولوا في الظاهر السلطة في مصر وتونس ان يعلنوا الحرب على اسرائيل من اجل اثبات مزاعهم لانه نظرا الى ظروفهم الاقتصادية العصيبة للغاية، فان هكذا توقع يبدو غير منطقي بالكامل ويجب القول بلا اي تعنت بان غالبية الشعب في هذه الدول لا ترحب بهكذا قرار.
 
والحد الادنى من الشئ الذي يمكن انتظاره من هؤلاء الاسلاميين هو ان كان دعم مجموعات المقاومة مكلفا لهم، ان يعملوا على وقف التعاون الامني السابق مع الكيان الصهيوني على الاقل او خفض واردات السلع الاسرائيلية التي تغزوا بشكل واسع النطاق اسواقهم الداخلية.
 
ولا ريب بان الراي العام في مصر او تونس سيدعم تبني هكذا توجه. لكن هل هذه الانتظارات بحدها الادنى قابلة للتحقق؟
 
ويبدو ان الرد على هذا التساؤل هو كلا. وحتى ان مررنا مرور الكرام على الضوء الاخضر الذي اعتمده بعض قيادي حركة النهضة التونسية بمن فيهم راشد الغنوشي تجاه اسرائيل على هامش منتدى دافوس الاقتصادي ، نصل الى الجيش والجهاز الامني اللذين يعتبران كفيلان لحفظ التعهدات الدولية للانظمة السابقة.
 
وكيف يمكن تصديق الخطابات النارية لمحمد مرسي في حين ان السيطرة على الجهاز الامني والدفاعي في مصر خارج يديه؟ وهل سيسمح المجلس العسكري ان تقف مصر مرسي الى جانب الفلسطينيين؟ ان قادة الاخوان المسلمين في مصر يعرفون قبل غيرهم ان اقدامهم لم تكن تطأ القصر الرئاسي من دون اعطاء التعهدات اللازمة ازاء امن اسرائيل الى وزارة الخارجية الامريكية وجنرالات المجلس العسكري.
 
وكيف يمكن تصديق وعود الاخوان المسلمين فيما يوجد احد الزملاء والاصدقاء السابقين لعمر سليمان (رئيس الجهاز الامني المصري في عهد مبارك) ويدعى "مراد محمد موافي" على راس الجهاز الامني المصري؟ وهل ان مرسي قادر اصلا على اصدار امر بسيط الى هذا الشخص؟!
 
وكيف يمكن اصلا تصديق وعود شخص وفرت قطر نفقات حملته الانتخابية؟ وهي المشيخة التي يعتبر اميرها احد المستثمرين في مشروعات بناء المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية.
 
لقد كان الفلسطينيون لاسيما من سكان قطاع غزة اكثر المرحبين بانتصار الاخوان المسلمين لان جذور حماس التي تسيطر على غزة هي جذور اخوانية. وبالاحرى فان حماس هي الابن الفلسطيني لاخوان المسلمين في مصر، الابن الذي كانت  ستفترسه الذئاب ان لم يكن دعم ايران وحزب الله له في الايام العصيبة.
 
والحد الادنى من توقعات الاناس الذين يعيشون في غزة هو وضع نهاية للحصار المفروض على غزة ، الحصار الذي تعتبر مصر احد اطرافه . وهل سيستطيع الاخوان المسلمون الذين دخلوا الان القصر الرئاسي في القاهرة فتح معبر رفح لا لدخول السلاح بل لادخال الادوية والمواد الغذائية لابنائهم في غزة؟ اني اشك في ذلك لكني أأمل بان يكون تكهني هذا في غير محله!
الكلمات الرئيسة: الربیع ، العربي