رمز الخبر: ۳۲۱۱۶
تأريخ النشر: 09:43 - 18 November 2012
ينشط ساسة الغرب وإعلامهم كالعادة على أبواب كل جولة مفاوضات نووية جديدة بين ايران والمجموعة الست لإلقاء الكرة في ملعب طهران، وجولة المفاوضات المرتقبة لها من الأهمية، لان المجموعة (5+1) ستجتمع هذا الأسبوع لمناقشة استراتيجتها التي تريد إتباعها أزاء ايران في الجولة المقبلة، ولعل تدوين منحى جديد من قبل الغربيين يدخل في إطار مساعي واشنطن للوقاية من فشل المفاوضات القادمة كما يدّعون. 

ولكن إزدواجية الغربيين في مواقفهم ليست بخافية على المراقبين، حيث إدعى دبلوماسي غربي مقرب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ان ايران ستكون قادرة على تسريع عملية التخصيب في غضون بضعة أسابيع. 

وكعادتها أطلقت هذه الوكالة بدورها مزاعم جديدة بشأن الملف النووي الايراني في تقريرها الموسمي الذي نشرته الجمعة، جاءت متناغمة مع الاعلام الغربي المعادي لايران، في الإدعاء بأن ايران تستعد للتحضير لحيازة السلاح الذري، وتزامن نشره هذا التقرير مع مفاوضات ايران مع أوساط دولية، يبين بوضوح ان عمليات التفتيش التي أجرتها الوكالة في الأعوام السابقة لم تكن ذا طابع تخصصي ومهني وانما أداة لممارسة الضغوط على ايران. 

ويزداد هدف الغربيين من مواقفهم أزاء ايران وضوحا، بعدما أعلن الرئيس اوباما انه سيبدأ قريباً بتحركات دبلوماسية جديدة لوضع نهاية للجدل بشأن البرنامج النووي الايراني، وهو موقف لا يتفق واعلانه بعد عودته الى البيت الأبيض عن تمديد العقوبات وفرض أخرى جديدة على طهران، في حين لا ينبغي لمن يكون بصدد الدخول في مفاوضات لا يريد أن تفشل ان يبادر الى خطوات من هذا القبيل تؤكد التناقض بين أقواله وأفعاله، وتدل على انه لا يريد مفاوضات متكافئة وانما فرض شروط تعجيزية يرفضها كل بلد مستقل ذو سيادة وطنية، وإلاّ الذي يدفعه الى ان يكرر القول بأنه لن يسمح لايران باقتناء سلاح نووي. 

وموقف الغربيين وخاصة الامريكيين هذا عموما، مؤشر على غياب المصداقية لديهم بشأن المفاوضات النووية مع ايران، اذ على الرغم من تأكيد طهران الدائم على سلمية نشاطاتها النووية يتحدث هؤلاء بطريقة وكأنهم يقرأون عن غيب نوايا الآخرين التي لا يعلم بها سوى الله تعالى، ولابد ان نبقى في انتظار ما سيخرج به الغربيون من كلام جديد في ختام اجتماع المجموعة الست في بروكسل بعد ايام.

الوفاق