رمز الخبر: ۳۲۴۲
تأريخ النشر: 12:47 - 15 March 2008
حميد حلمي زادة
عصر ايران - حميد حلمي زادة : سجلت الجماهير الايرانية المؤمنة خلال فترة ما يزيد على المئة عام الماضية حركتين تاريخيتين استحقتا بكل جدارة اسم الثورة ، وهما الثورة الدستورية عام 1905- 1911 والثورة الاسلامية عام 1978 – 1979.

لقد كان حضور ابناء الشعب الايراني المسلم في الساحة وتصميمهم على رسم مستقبلهم مهما بلغت التضحيات محط اهتمام امم الارض جميعا بدليل ان انتصار الثورة الاسلامية المباركة بقيادة سيدنا الراحل الامام الخميني (قدس سره الشريف) في 11 شباط 1979 (22 بهمن 1357 – حسب السنة الهجرية الشمسية) اوجد تحولا جوهريا على مستوى احياء النهضة الاسلامية المعاصرة في جميع انحاء العالم اضافة الى دوره في تعزيز الثقة بالنفس لدى المواطنين الايرانيين رجالا ونساء شيوخا وشبابا واطفالا الامر الذي جعلهم يدركون اهمية مشاركتهم في صنع القرار الوطني من جانب واستثمار هذه المشاركة في دعم المواقف المشروعة لحكومتهم المنتخبة من جانب اخر.

وبلحاظ السياسات الاستكبارية لاميركا وحلفائها وضغوطهم المتلاحقة على الجمهورية الاسلامية خلال السنوات الاربع الماضية على خلفية تمسك طهران بحقها في امتلاك الطاقة النووية والتكنولوجيا النووية للاغراض السلمية كان شعبنا يراقب مسيرة الاحداث ويسمع لغة الباطل والظلم التي تستخدمها الولايات المتحدة ومعها الغرب المتصهين لاجبار ايران على التراجع عن حقوقها المكفولة دوليا بدعاوى غير منطقية.

وعندما اراد شعبنا ايصال رسالته الى القوى المستكبرة والتي مفادها ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست بتلك اللقمة السائغة التي يسهل ابتلاعها فانه اختار التوقيت المناسب لذلك وفي اطار الممارسات الديمقراطية الجماهيرية المعترف بها عالميا وبالفعل اقدم شعبنا المجاهد على ايصال رسالته وبشكل قاطع مرتين الاولى في 11 شباط 2008 يوم الاحتفال بالذكرى التاسعة والعشرين لانتصار الثورة والثانية عندما خرج الايرانيون عن بكرة ابيهم الى مراكز الاقتراع لانتخاب ممثليهم في مجلس الشوري الاسلامي (البرلمان).

والحق ان شعبنا الايراني ابدى ذكاء لافتا عندما استثمر هاتين المناسبتين دون ان يكلف نفسه عناء التكلف خارجهما لاسباب معروفة اهمها ان الايرانيين معروفون بالرزانة ورباطة الجاش ولهذا فانهم بمشاركتهم الجماهيرية المهيبة في مسيرة يوم "22 بهمن" والانتخابات النيابية يوم "24 اسفند 1386 الموافق 14 اذار 2008 " لم ينجروا الى اصدار ردود افعال انفعالية يمكن ان تفرح اعداء الامة الاسلامية ولاسيما الادارة الاميركية.

فقد درج الراي العام العالمي ان يشهد احتفاء الشعب الايراني بثورته الاسلامية المظفرة في الحادي عشر من شباط في كل عام اضافة الى اهتمام المواطنين هنا بالحضور عند مراكز الاقتراع في مختلف الانتخابات (رئاسة الجمهورية – البرلمان – مجلس خبراء القيادة والمجالس المحلية ).

وبغض النظر عن من هم الذين سيدخلون قبة مجلس الشوري الاسلامي (البرلمان) فان بني امة المصطفى محمد (صلى الله عليه واله وسلم) في ايران الذين كانوا دائما عند حسن ظن امامنا الخميني (طاب ثراه) وموضع ثقة القائد الخامنئي (دام ظله) قدموا لاخوة الاسلام والدين والعقيدة في مشارق الارض ومغاربها امثولة اخرى في الصمود والثبات على الحق وكانوا التطبيق العملي لشعار "الوحدة الوطنية والانسجام الاسلامي".

ولاشك في ان هذا الموقف سيقطع الطريق اما م ادعياء حقوق الانسان والمنادين بالقيم الديمقراطية في الغرب المتصهين حيث يفترض بالمتشدقين بالمثل الراقية ان يلتقموا حجرا والا يتباكوا على معايير برهنت الحقائق والتجارب على انهم ضيعوها بل وافقدوها عندما احتلوا العديد من البلدان الاسلامية كافغانستان والعراق ومن قبل فلسطين وعندما لم يدعوا عن ممارسة القرصنة البحرية والجوية واعمال الاعتقال والتعذيب والاضطهاد في انحاء متفرقة من العالم والافظع من ذلك كله عندما لم يخجلوا من التعامي عن المحارق والابادة البشرية التي ترتكبها اسرائيل الغاصبة كل يوم في حق الشعب الفلسطيني المغلوب على امره.

صفوة القول ان الشعب الايراني المسلم بمشاركته الضخمة والملفتة للانتباه في مسيرات يوم 11 شباط وبحضوره الرائع في الانتخابات البرلمانية يوم 14 اذار 2008 بلغ الاستكبار العالمي رسالتين في مضمون مدو واحد وهو ان عليه ان ييأس من اية رهانات باطلة تستهدف العمل على شق وحدة الصف الوطني والاسلامي.