رمز الخبر: ۳۵۲۵
تأريخ النشر: 10:26 - 08 April 2008
علي منتظري
عصر ايران – علي منتظري : بدات اسرائيل منذ يوم الاحد 6 اذار/مارس مناورات عسكرية عامة – امتدت من شمال فلسطين المحتلة الى جنوبها- وتستمر على مدى خمسة ايام. وهذه المناورات تعتبر الاكبر في اسرائيل منذ عام 1948 ولحد الان اطلقت خلالها صفارات الانذار في ارجاء اسرائيل ابتداء من منطقة الجليل في الشمال وانتهاء بمنطقة بئر السبع في الجنوب. ويقوم الجيش الاسرائيلي بالتزامن معها باتخاذ اجراءات ل "حفظ الامن في الحدود وداخل المدن".

واعتبر الجيش الاسرائيلي ان اهم اهداف هذه المناورات هو مواجهة الصواريخ التي قد تستهدف المدن الاسرائيلية في حال وقوع حرب. وقد وضع الجيش الاسرائيلي هذه الخطة على جدول اعماله بعد حرب ال33 يوما مع حزب الله.

وافادت بعض المصادر الخبرية ان الحكومة الاسرائيلية ابلغت قوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان ان هذه المناورات لا تغطي الحدود الجنوبية للبنان في شمال فلسطين المحتلة ولا تتابع اي هدف ضد لبنان او حزب الله. في حين افادت بعض الاخبار ان اليونيفيل وحزب الله والجيش اللبناني في الجنوب اللبناني وضعوا في حالة تاهب قصوى لمواجهة اي اعتداء يشنه الجيش الاسرائيلي. ورغم ذلك فان اليونيفيل في جنوب لبنان اعلنت اللون الاصفر (الوضع العادي) في الحدود الجنوبية للبنان والخط الاخضر (نقطة التماس بين الجيش اللبناني وحزب الله مع الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة).

وقد اعلن ميشيل سليمان قائد الجيش اللبناني والمرشح المشترك للموالاة والمعارضة في لبنان لتولي منصب الرئاسة في هذا البلد حالة الطوارئ والتاهب القصوى في صفوف الجيش اللبناني على مدى الايام الخمسة التي تجري فيها المناورات الاسرائيلية .

وكان سليمان قد اعلن قبل فترة ان اسرائيل لو اعتدت باي شكل من الاشكال على لبنان فان الجيش اللبناني سيكون الى جانب المقاومة للدفاع عن تراب الوطن. كما ناقش رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في لقاءات عقدها مع قائد قوات اليونيفيل الوضع والتطورات العسكرية في الجنوب اللبناني.

واكد مسؤول حزب الله في جنوب لبنان الشيخ نبيل قاووق ان حزب الله لا يخشى المناورات العسكرية الاسرائيلية وان المقاومة الاسلامية تراقب عن كثب كل التطورات والمناورات العسكرية الاسرائيلية.

من جانب اخر دفعت الغارة الجوية التي شنتها اسرائيل على منطقة داخل الاراضي السورية واستمرار التهديدات الاسرائيلية لسورية ، الجيش السوري الى اتخاذ الاحتياطات والجهوزية اللازمة لمواجهة اي تهديد عسكري اسرائيلي . وحاول الجيش الاسرائيلي اللجوء الى هذا التبرير بان جميع نشاطاته العسكرية تاتي تحسبا للعمليات الانتقامية المحتملة لحزب الله ردا على اغتيال الحاج عماد مغنية والذي نفذته الاستخبارات الاسرائيلية في دمشق لذلك فان الجيش الاسرائيلي يعتبر ان الرد المحتمل على هذا الاغتيال سيكون "ردا مشتركا من سورية وحزب الله".

وقد وجهت الحكومة الاسرائيلية عبر وسطاء اتراك رسالة الى سورية من ان اي عمليات انتقامية سيعقبها "رد قاس" ضد سورية وحزب الله.

ونقلت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن عن مصادر امنية سورية بان الجيش السوري قد استدعى جزء من قوات الاحتياط لمواجهه اي هجوم عسكري اسرائيلي على حزب الله وسورية. كما نقلت الصحيفة عن مصادر امنية ووزارة الداخلية السورية قولها ان تدابير امنية مشددة اتخذت على الحدود المشتركة مع الدول العربية الاخرى للحد من توغل العناصر المشتبه بها لاسيما بعد اغتيال عماد مغنية.

وقد اعلنت الحكومة السورية انها ستعلن خلال هذا الاسبوع رسميا نتائج التحقيق حول اغتيال الشهيد عماد مغنية وهذا يمكن ان يمهد السبيل امام حزب الله لشن عمليات انتقامية ضد اسرائيل. ان تزايد هذه المواجهات المستترة اثار فزعا وخوفا كبيرين لدى الاسرائيليين لان اسرائيل يجب ان تدخل حربا على جبهتين في حال الاعتداء العسكري على حزب الله وفتح جبهة جديدة ضد سورية الامر الذي لا يمكن ان يتصوره اي اسرائيلي انه سيخرج منها منتصرا. وقد اعلنت المصادر الاسرائيلية بان الجيش السوري وضع ثلاثا من فرقه في حالة التاهب القصوى وهذا الامر تسبب بخوف في اسرائيل من وقوع حرب حتمية مع "اطراف عدة".

واضافة الى ذلك تتحدث بعض المصادر عن مناورات عسكرية ينفذها الجيش السوري واتخاذ استعدادات لمواجهة اي سيناريو عسكري اميركي واسرائيلي. ان التطورات الحالية في المنطقة والتطورات العسكرية في مياه البحر الابيض المتوسط قبالة الشواطئ اللبنانية والسورية من جانب الاسطول العسكري الامريكي وكذلك المناورات الاسرائيلية ادت الى ان تتحدث العديد من المصادر الخبرية الاسرائيلية عن ربيع ساخن قد يسبق فصل الصيف في المنطقة.

ان تزايد زيارات المسوولين الامنيين والعسكريين الامريكيين وعلى راسهم وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس الى الدول العربية في المنطقة لاسيما منطقة الخليج الفارسي واللقاءات المنتظمة بين المسوولين الاسرائيليين والامريكيين لم يبق اي شك بانه في اعقاب الهزيمة النكراء التي مني بها الجيش الاسرائيلي في حرب ال33 يوما والاخفاقات السياسيه في المنطقة لاسيما في لبنان فان اميركا واسرائيل اصبحتا بصدد القيام بترتيب مجدد لبيادقهما على رقعة شطرنج الشرق الاوسط. في حين تحدثت صحيفة "يديعوت احرنوت" الاسرائيلية عن لقاءات سرية بين كبار المسوولين الامريكيية والمستشارين الامنيين والعسكريين الاسرائيليين حول ايران وسورية وحزب الله.

وكتبت هذه الصحيفة بان يورام تاربوفيتيتش مدير مكتب ايهود اولمرت ومستشار اولمرت السياسي وشالوم تورجمان وعددا من المسوولين الامنيين والعسكريين الاسرائيليين عقدوا لقاءات مع بعض المسوولين الامريكيين بمن فيهم ستيف هادلي مستشار الامن القومي الامريكي . كما تطرقت الصحيفة الى المحادثات المكثفة التي اجراها نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني مع اولمرت حول البرنامج النووي الايراني ودراسة السيناريوهات المختلفة بما فيها مهاجمة المواقع النووية الايرانية قبل وصولها الى نقطة اللاعودة.

وفي ضوء ذلك فان ليس من المستبعد وقوع ربيع ساخن في الشرق الاوسط لكن ما هي التدابير والاجراءات التي اتخذتها ايران لمواجهه هذا الربيع الساخن؟