رمز الخبر: ۳۷۰۷
تأريخ النشر: 10:44 - 19 April 2008
حمزة هادي حميدي
عصر ايران – حمزة هادي حميدي : عندما نستعرض الظروف والمحطات المصيرية التي مرت بها الجمهورية الاسلامية الايرانية عبر العقود الثلاثة الماضية تتاكد لدينا القناعة يوما بعد اخر في ان دروس الصمود والتحدي والاستقامة التي زرعها زعيم الامة الاسلامية الراحل الامام الخميني (قدس سره) في نفوس ابناء شعبنا قد اتت أكلها بصورة مذهلة ومدوية وبشكل لم تتصورة حتى قوى الاستكبار العالمي.

ان قراءة دقيقة لابعاد الاستعراض العسكري الكبير في عيد الجيش الاغر تعطي شواهد كبرى عما حققه الايرانيون من مكاسب وانجازات على ارضية الايمان بعدالة قضاياهم سواء اكان ذلك في تشييد صروح النظام الصناعي والعلمي بالبلاد او في تاكيد دور ايران في النظام الاقليمي والمسرح الدولي استنادا الى تاثيرها البليغ على مختلف الاصعدة.

والامر الاكثر اهمية في هذا الاتجاه هو ان ايران تؤمن بانه لولا الضغوط والحصارات والممارسات العدوانية للنظام الاستكباري لما اندفعت مثل هذه الاندفاعة الميمونة التي استطاع شعبنا وعلماؤنا وكوادرنا بفضلها تليين الشداد وتذليل المصاعب وتطويع الامكانات التقنية والنتاجات المعرفية لصالح بناء وتدعيم مرتكزات الدولة ومؤسساتها في جميع الابعاد والاختصاصات.

لقد قطعت الجمهورية الاسلامية الايرانية اشواطا وخطوات رائعة اثارت الفخر والاعجاب في نفوس ابناء الامتين العربية والاسلامية جميعا وفي نفس الوقت اثارت الخوف والهلع في قلوب زعماء النظام الاحتكاري العالمي الذين بدأوا يشعرون بان ساعة انهيار احلامهم ومطامعهم الجشعة قد ازفت.

ويكشف مأزق الاختيار لدى الناهبين الدوليين بين الاستحواذ على مواقعهم ومصالحهم الاستغلالية من جهة والعمل على تطويق تنامي القدرات الايرانية واصرار طهران على صيانة ثوابتها وتطلعاتها المحقة من جهة اخرى كما ان حالة الاضطراب والحسد والاسى باتت تضيق الخناق على قوى الشر والعدوان التي تتزعمها اميركا والكيان الصهيوني الغاصب بشكل سافر في الوقت الراهن.

ولا شك بان صراحة الغرب المتصهين في مناوأة الجمهورية الاسلامية الايرانية وتهديدات زعماء الجريمة والارهاب المنظم الاسرائيليين حيال طهران تعد معا مؤشرا واضحا على مدى حنق وتحامل هؤلاء المستكبرين وتمنياتهم الاكيدة لو ان السماء انطبقت عليهم قبل ان يشاهدوا المارد الاسلامي الايراني يشق الخطى نحو الامام وبمثل هذا التألق.

علينا ان نقول بدقة وبعيدا عن اي مواربة بان هذا اول الغيث ومن اجل ان يعلم العالم كله بان ارادة الله عز وجل تابى الا ان تعود الامور الى نصابها والحقوق لاصحابها وان يكون النصر والفوز والظفر حليف المظلومين والمستضعفين وان يلاقي اهل الطغيان والبغي جزاءهم العادل جراء ما اقترفت ايديهم وامعانهم في ابادة الحرث والنسل في فلسطين وافغانستان والعراق ولبنان وفي شتى بقاع الارض.

ومن المؤكد ان التوجهات الخيرة لايران قيادة وشعبا ستجعل الامة الاسلامية وشعوب العالم كافة على موعد قريب مع انجازات وابداعات اخرى ستعلن طهران عنها للبرهنة على ان نهضة الامم قادرة على صنع المعجزات شاء المستكبرون ذلك أم ابوا.