رمز الخبر: ۳۷۲۸
تأريخ النشر: 09:48 - 20 April 2008
وذكرت ان الايرانيين وبعد نحو ثلاثة عقود من الحظر والعقوبات الامريكية المختلفة اظهروا مهارتهم في احباط هذه العقوبات.
عصر ايران – تناولت صحيفة بريطانية في تقرير لها الطرق والاساليب التي يتبعها رجال الاعمال الايرانيون لافشال العقوبات والحظر المفروض على ايران وفقا لاساليب القرن الثامن وعن طريق التحويلات المالية وكتبت ان سهولة العمل عن طريق التحويلات تؤدي الى انه حتى وان اتضح ان مصدر او وجهة التحويلات هي مكان ما في منطقة الخليج الفارسي فان من الصعوبة بمكان اثبات ان الايرانيين هم مصدر هذه الاموال.

واستندت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الى اقوال مقاول بناء ايراني في طهران باسم "شهرام" وقالت ان هذا الشخص كلما اراد ارسال الوف الدولارات الى شركته الاستثمارية في دبي او الى زملائه في اميركا فانه لا يلجأ الى المصارف بل شانه شان الوف رجال الاعمال الايرانيين فانه يطلب المساعدة من مكاتب الصيرفة.

ان شهرام ومن خلال استخدام نظام نقل الاموال الذي يعود لمئات السنين والمعروف به "التحويلات" يقوم بنقل امواله بصورة غير مرئية.

وقال شهرام وهو في مقر عمله في وسط طهران "اني انقل اموالي عادة الى حسابي في دبي لكن مكتب الصيرفة الذي اتعامل معه يقول بالا احول اكثر من مئة الف دولار في كل مرة لانه فيما عدا ذلك فقد تحوم الشكوك حولي".

وتمضي الصحيفة قائلة انه نظرا الى العقوبات المفروضة على ايران فان شهرام والسماسرة والتجار الاخرين الذين تحدثوا الى هذه الصحيفة طلبوا الا تاتي على ذكر اسمائهم.

وتابعت فايننشال تايمز تقول ان تاريخ التحويلات التي تعد وسيلة بسيطة ويمكن التعويل عليها لنقل الاموال يعود الى القرن الثامن الا انها تحولت في العقود الاخيرة الى اسلوب محبذ من قبل العمال المهاجرين من جنوب اسيا والشرق الاوسط لنقل عائداتهم الى بلدانهم. وتستخدم هذه الوسيلة في التجارة ايضا لكن كما يقول التجار ومكاتب الصيرفة والمحللون فان استخدام نظام التحويلات تزايد بشكل كبير في ايران منذ ان فرضت اميركا والامم المتحدة قيودا على ايران بسبب امتناع طهران عن تعليق التخصيب.

وذكرت ان الايرانيين وبعد نحو ثلاثة عقود من الحظر والعقوبات الامريكية المختلفة اظهروا مهارتهم في احباط هذه العقوبات. ورغم ان الاجراءات الامريكية المتشددة اخيرا بشان القطاع المالي الايراني والحظر المفروض من قبل الامم المتحدة يتسبب بضغوطات الا ان رجال الاعمال الايرانيين وجدوا سبيلا للالتفاف عليها.

ان معظم السلع التجارية التي تصدر عن طريق الدول الاوروبية والاسيوية – وحتى اميركا – غيرت مسارها نحو دبي بحيث اصبح من غير الممكن القول ان اي سلع تذهب الى الامارات واي منها يذهب الى ايران.

ان استخدام التحويلات يعد طريقا اخر للالتفاف على القيود الغربية المفروضة. ان الاستخدام المتزايد للقنوات غير الرسمية لنقل الاموال دق ناقوس الخطر في اميركا التي حاولت مراقبة التعاملات التجارية الايرانية.

واضافت الصحيفة ان اسلوب العمل هو كالتالي : السيد "أ" الذي يستورد الاحذية الصينية يذهب الى مكتب صيرفة في طهران ويقول انه يريد تحويل 10 الاف دولار الى مصدر هذه الاحذية. فيتصل مكتب الصيرفة بنظيره في بكين ويقوم الاخير بايداع المبلغ في حساب هذا الشخص في بكين. اذن مكتب الصيرفة في بكين هذا يطلب من نظيره الايراني 10 الاف دولار لكن عندما يريد ايراني في بكين مثلا ارسال 5 الاف دولار الى اسرته في ايران فان هذا الامر يتم بصورة عكسية وعن طريق التحويلات ومع الوقت يتم تسوية طلب ومديونية مكاتب الصيرفة في طهران وبكين.

ان سرعة التحويلات كبيرة جدا بحيث تتم في غضون 48 ساعة وهي اسرع من نقل الاموال عن طريق بنك دولي او غربي بسبب انعدام البيروقراطية في هذه العملية. كما ان التحويلات هي ارخص في معظم الحالات من الاساليب الاخرى المتبعة.

ويؤكد "سعيد" التاجر في بازار طهران والذي يستورد أواني البورسلين هذا الكلام ويقول "اذا اردنا ارسال الاموال عن طريق النظام المصرفي فان ذلك مكلف جدا، لذلك فاننا نعطي الاموال لمكاتب الصيرفة ونرسلها عبرهم عن طريق دبي الى الصين. ان هؤلاء هم من الاصدقاء والاشخاص الذين نثق بهم".

ومن ثم تتطرق فايننشال تايمز الى عمل مكاتب الصيرفة في ساحة "فردوسي" بوسط طهران وتقول ان "رضا" الجالس في احد مكاتب الصيرفة هذه يشرح كيفية العمل ويقول "يتعين عليك فقط اعطائي اسم ورقم حساب الشخص الذي تريد ارسال المال اليه. وفي اقل من 48 ساعة وربما اقل من 24 ساعة فان المال سيحول".

واضاف مبتسما "ان لندن تعد اسهل مكان لارسال الاموال، لان الطرف المتعامل معي لديه هناك الكثير من الجنيهات الاسترلينية". وعندما سئل ان كان هناك ضمان لوصول المال فوضع يده على قلبه وقال مائة بالمائة.

وحول شرعية هذا النوع من نقل الاموال والتحويلات اشار هذا الصراف الي الترخيص الذي يعلقه على جدار مكتبه وقال "لقد استخرجنا تصريحا من البنك المركزي الايراني لهذا الغرض. نحن نضمن بان ننقل الاموال بامان".

وجميع موظفي مكاتب الصيرفة الذين تحدث اليهم مراسل فايننشال تايمز حول الحظر الامريكي قالوا ان هذا الحظر لم يتسبب باي مشكلة. واشاروا الى ميزات هذه الطريقة في نقل الاموال مثل السرعة وانعدام القيود المتعلقة بالعملة الاجنبية.

وقالت هذه الصحيفة البريطانية انه في حين تحاول اميركا زيادة الضغط على ايران وارغام حكومة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على تقليص برنامجه النووي فان واشنطن تولي اهتماما متزايدا بمسالة نقل الاموال غير الرسمية مثل التحويلات. ويقول فيكتور كومراس خبير التحويلات المالية الارهابية وغسيل الاموال في واشنطن ان بعض الدول بما فيها اميركا قامت خلال السنوات الماضية باجراء دراسات حل كيفية مراقبة التحويلات المالية.

وذكرت ان اكثر من 40 الف من سماسرة التحويلات في اميركا قد تسجلوا وعليهم مثل البنوك الاحتفاظ بسوابق عن نشاطاتهم وان يتعرفوا على زبائنهم طبق القانون. وقد اقدمت السلطات الامريكية على فرض غرامات على السماسرة المخالفين.

وتضيف صحيفة فايننشال تايمز انه يقال بان السلطات الامريكية قلقة من ان تغلق بنوك دبي اعينها على التعاملات مع ايران. وقد اقدمت المصارف الاماراتية وتحت الضغط الامريكي على زيادة القيود امام النشاطات التجارية مع ايران وهي قلقة من ان تتاسس شركات للالتفاف على هذا الحظر.

واضافت ان احد المسؤولين الامريكيين الذي طلب عدم الكشف عن اسمه قال "لا اظن ان بنوك دبي تفعل ما يجب ان تفعله. فايران جار كبير لهم ولهذا السبب فانهم لا يريدون ان يورطوا انفسهم اكثر من هذا".

وقالت هذه الصحيفة في ختام تقريرها ان المشكلة تكمن في سهولة التحويلات المالية بحيث انه حتى وان اتضح ان مصدر او وجهة التحويلات هي مكان ما في منطقة الخليج الفارسي فان من الصعوبة بمكان اثبات ان الايرانيين هم مصدر هذه الاموال.