رمز الخبر: ۳۷۳۰
تأريخ النشر: 11:51 - 20 April 2008
محمود الطيب
عصر ايران – محمود الطيب : منذ ان حول الاحتلال الامريكي – الغربي ، العراق الى فريسة للفوضى والاضطراب باتت الجماهير الشعبية في هذا البلد الشقيق تتقاذفها التيارات والافكار والمدارس من كل حدب وصوب وقد استغلت القوى الغريبة عن المنطقة التكتلات والتجاذبات الحاصلة جراء ذلك لادامة اوضاع الانفلات والتناحر والتصادم وبما يخدم المخطط الاستكباري الرامي الى ابقاء العراقيين في حالة غير مستقرة الى اطول وقت ممكن.

وفي مثل هذه الاجواء طبعا، تسري الشائعات والخدع والاباطيل مسرى النار في الهشيم لتحرق الاخضر واليابس وعندئذ تبدو معرفة الحقيقة مهمة جد عسيرة.

نقول هذا في ضوء ما يدعيه رجل الكهوف ايمن الظواهري من وجود تقاطع للمصالح بين ايران واميركا في العراق.

لا شك ان تفكير القاعدة السوداوي هذه الايام اضحى مرتعا خصبا لالقاء التهم والشبهات على الاقربين والابعدين دون الاستناد الى اصل الداء ومكمن البلاء وبمناى عن الاليات التي تكفل للانسان المسلم تمييز الحق من الباطل.

فبالامس القريب خرج الظواهري على العالم بنظرية زعم فيها ان صواريخ القسام التي يلقيها رجال حركة حماس الاسلامية على المستوطنات الصهيونية شمالي فلسطين المحتلة مأثومة لانها تقتل المدنيين ومنهم نساء واطفال.

وامام هذه "الفتاوى المستحدثة" لن نستغرب ان يدعو ايمن الظواهري يوما الى القتال الى جانب الاميركان والصهاينة لالحاق ضربات بالاسلاميين في فلسطين ولبنان والعراق لا لسبب الا لانهم يختلفون مع تفكير القاعدة ومنظرها الذي يبدو حاليا متوافرا على تدابير امنية خاصة تسوغ له تحريم الحلال وتحليل الحرام وقتل النفس المؤمنة بغير ظلم وكل ذلك عبر شبكات التلفزة والفضائيات المعروفة .

وهكذا ينام المحتلون الغربيون في العراق وافغانستان قريري العين بعدما عثروا على من يتلذذ باشغال الامة الاسلامية بمعارك ومواجهات جانبية تزهق فيها الارواح وتقطع الارحام وتزعزع بها نعمة الامن والامان التي هي الاساس في مسيرة الحياة الانسانية نحو التقدم والرقي.