رمز الخبر: ۳۸۱۷۸
تأريخ النشر: 14:20 - 27 December 2017
هذا الإحباط وعدم المشاركة في الانتخابات هو الذي سيمهد الطريق لفوز التيار الأصولي الذي يمتلك تصويتات ثابتة.

عصر إيران - أظهرت الانتخابات الرئاسية عامي 2013 و2017، والانتخابات البرلمانية عام 2015، إلى جانب انتخابات شورى مدينة طهران ان التيار الأصولي في ايران يعاني من أزمة الدعم الاجتماعي.

فقد ظهر ان الطبقة المناصرة للمحافظين ليست الكبرى في ايران، ولا تستطيع السوق بالتيار الأصولي نحو البرلمان او رئاسة الجمهورية، بل ان الغالبية هم الإصلاحيون والاعتداليون.

اما الموضوع المهم هنا هو فارق كبير يدق بجرس الإنذار للإصلاحيين.

مناصرو الإصلاحيين يشاركون في الانتخابات بأي نحو وفي أي ظرف كان، غير مكترثين بعمل تيارهم إن كان إيجابيا او سلبيا، فيعتبرون المشاركة في الانتخابات واجبا عليهم، ويصوتون للأصوليين، دون النظر الى هوية المرشح الأصولي وعمله.

ولذلك يكون تيار اليمين مطمئنا دائما من حضور مناصريه وامتلاء صناديقه في الانتخابات.

غير انه ومن جهة أخرى ينظر مناصرو التيار الإصلاحي دائما الى عمل منتخبيهم، فإن كان عملهم قابلا للدفاع يشاركون في الانتخابات من جديد، ويمهدون لفوز الإصلاحيين.

ولكن إن خاب ظنهم من عمل التيار الإصلاحي، ورأوا انهم لا يحققون شعاراتهم الانتخابية، فلا يشاركون مرة اخرى في الانتخابات، ويصابون بالإحباط.

هذا الإحباط وعدم المشاركة في الانتخابات هو الذي سيمهد الطريق لفوز التيار الأصولي الذي يمتلك تصويتات ثابتة.

فالمبدأ هذا إنذار كبير للتيار الإصلاحي. فقد استطاع الإصلاحيون بصعوبة ان يعودوا ثانية الى الساحة السياسية في البلاد، بعد أحداث عام 2009، والمحدوديات التي واجهوها. وإن شعر اليوم مناصرو التيار الإصلاحي انه لا حيلة بيد الحكومة او نواب البرلمان وأعضاء مجلس شورى المدينة، وان الظروف لم تتغير بعد، فلن يشاركوا في الانتخابات المقبلة، وسيتسلم الأصوليون الحكم من جديد.

والأصوليون لقد ربطوا خيط أملهم بإحباط الإصلاحيين، معتقدين ان مناصري التيار الإصلاحي لن يشاركوا في الانتخابات البرلمانية عام 2019 بسبب عمل روحاني والتابعين لتيار الأمل في البرلمان.

تحليل ليس بعيدا عن التحقيق على ارض الواقع، فالبرلمان يستطيع ثانية ان يصل الى أمثال رسائي، وكوجك زاده، وحسينيان.

الانتخابات البرلمانية لعام 2019 تمهيد كبير للانتخابات الرئاسية عام 2021. فكلتاهما تستطيعان ان تزيحا التيار الإصلاحي عن الحكم ثانية.

وإن يريد روحاني ومناصروه من الإصلاحيين او المعتدلين ان يستمروا في آرائهم، فعليهم ان يبنوا حاجزا كبيرا أمام الشعور بالإحباط من قبل الشعب، لكي يشهدوا ويكسبوا ثقته بهم من جديد.