رمز الخبر: ۳۹۱۱
تأريخ النشر: 10:53 - 29 April 2008
لا شك بان الاستكبار العالمي ينفذ حاليا مخططا جهنميا يستبدئ ايقاع العداوة والبغضاء بين الايرانيين والعرب وهو يستهدف شحن الاجواء الايجابية والودية بين هذا الثنائي الجار والشقيق والصديق.
عصر ايران – حمزة هادي حميدي: تعتقد ايران بوجوب ان يبقى الخليج الفارسي واحة سلام تعم نسماتها جميع البلدان المطلة عليه وان تظل ممرا آمنا لحركة الملاحة البحرية الاقليمية والدولية.

لقد كان هذا هو حال الخليج الفارسي قبل الحرب الرعناء التي فرضت على الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الاعوام 1980- 1988 .

لكن تطورات تلك الحرب نتيجة للانتصارات المظفرة للقوات المسلحة وابطال التعبئة في ايران على جيش النظام العراقي البائد اوجدت حالة جديدة في الاستراتيجية العسكرية للحرب جعلت قوى الاستكبار العالمي توحي للبلدان العربية في الخليج الفارسي باهمية ان تعقد معاهدات عسكرية تحميها من اي تهديدات يمكن ان تتعرض اليها.

ومنذ ذلك الوقت وحتى بعد ان وضعت الحرب المفروضة اوزارها كانت الاستراتيجية الامريكية والاوروبية تستند الى توسيع الانتشار العسكري في المياه الاقليمية.

الشئ الغريب ان تلك المعاهدات اخضعت لموت سريري مؤقت عندما غزت قوات الطاغية المقبور صدام حسين دولة الكويت عام 1991 واستباحت كل شئ هناك.

ولم يحرك الغرب ساكنا آنذاك وكانه كان بانتظار تلك اللحظة التاريخية في سبيل شرعنة حضوره في مياه الخليج الفارسي ابتغاء تنفيذ مخططاته الاستغلالية على مستوى المنطقة وبلدانها الواحدة تلو الاخرى.

لقد ادخلت اميركا وحليفاتها ، الخليج الفارسي شعوبا وبلدانا وحكومات في دوامة عارمة لازالت تداعياتها تنخر في جسد الامة منذ ان القت الاساطيل الغربية الطارئة مراسيها في اعماق المياه لتبدأ في مطلع القرن الحادي والعشرين باكورة قرصنتها الدولية باحتلال العراق الشقيق في 9 نيسان 2003 واحالة ارضه وشعبه وخيراته الى دمار.

الكل يعلم بانه لولا تجاوب البعض مع التواجد العسكري الامريكي الغربي في المنطقة وتبرير ذلك ظلما بالتصدي للمد الاسلامي الايراني لما تجرأت الولايات المتحدة والاطراف الاوروبية واسرائيل الغاصبة المجرمة على الدعوة هذه الايام الى انشاء مظلة صاروخية في الخليج الفارسي تقوم بمهمة الحماية في حال انطلاق اي هجوم صاروخي ايراني؟! اليس من العار ان تعتبر وزيرة خارجية الكيان الصهيوني تسيبي ليفني ان البلدان العربية واسرائيل يتهددهما معا الخطر الايراني ؟!

لا شك بان الاستكبار العالمي ينفذ حاليا مخططا جهنميا يستبدئ ايقاع العداوة والبغضاء بين الايرانيين والعرب وهو يستهدف شحن الاجواء الايجابية والودية بين هذا الثنائي الجار والشقيق والصديق عبر الضرب على وتر طموحات طهران النووية والفضائية كما تحاول القوى الشيطانية من خلال اختلاق اكاذيب ، تصوير ان الاوضاع في مياه الخليج الفارسي ملتهبة ولا شك بان ما اشاعته اميركا من ان احدى بارجاتها فتحت النار على زورقين ايرانيين قرب مضيق هرمز لا ينفصل بتاتا عن المخطط الانف الذكر.

بقي ان نؤكد على ركن اساسي في التحولات الراهنة وهو ان الموقع الجيوسياسي الايراني في الخليج الفارسي يجعل خياراتنا في الرد الاعنف على كل من تسول له نفسه المساس بالامن الاقليمي او القرصنه في مياهنا الاقليمية خيارا مشروعا بل ومقتدرا مع التاكيد على ان طهران مازالت حريصة تام الحرص على ان تكون حماية الامن الاقليمي مسؤولية بلدانها وليس الغزاة الطارئين.