رمز الخبر: ۴۰۲۰
تأريخ النشر: 12:17 - 05 May 2008
من هنا تتأتى اهمية انعقاد المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية في طهران (4-6 ايار 2008) على ارضية قيام العلماء والمفكرين والدعاة لاكثر من 45 بلدا باعادة النظر في ميثاق الوحدة الاسلامية.
عصر ايران – حمزة هادي حميدي: تحظى مؤتمرات الوحدة الاسلامية بمكانة راقية في نفوس ابناء الامة على اعتبار ان الوحدة مطلب حضاري متقدم يتطلع اليه المسلمون الملتزمون والرساليون ابتغاء وضع حد لحالة التفرقة والتشرذم السائدة في عالمنا المعاصر.

ولابد من الاعتراف بان السنوات الاخيرة افرزت اوضاعا وممارسات مروعة وضعت المشهد الاسلامي العام في دائرة الاتهام امام امتحان صعب للغاية، وذلك على خلفية تنامي دور الجماعات التكفيرية والمتطرفة في الكثير من البلدان ، الامر الذي قدم للراي العام العالمي صورة مشوهة جدا عن الاسلام وعقيدته وشرعته وابنائه في ارجاء الارض.

من هنا تتأتى اهمية انعقاد المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية في طهران (4-6 ايار 2008) على ارضية قيام العلماء والمفكرين والدعاة لاكثر من 45 بلدا باعادة النظر في ميثاق الوحدة الاسلامية وتعزيز أواصر الالفة والتضامن بين بني امة الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في وقتنا الحاضر.

فقد استغل الاستكبار العالمي خلال العقد الماضي الانحرافات الدينية والفكرية للبعض وجعلها سيفا مصلتا على رقاب المسلمين والمؤمنين ، وقد جرت التوجهات المنغلقة ، الكثير الكثير من المصائب والتناحرات وشلالات الدم على الامة فضلا عن انها ادت الى ظهور تيارات تكفيرية لا تستثني في رفضها ومناوأتها احدا من المسلمين شيعة وسنة ، وتعتبر الجميع على ضلالة ما لم يتبعوا افكارها وتعاليمها.

وبعد ما استطاعت القوى الطغيانية بزعامة اميركا والكيان الصهيوني ، تمرير الفتنة المذهبية فانها انتقلت الى الخطوة التالية في مخططها التمزيقي عبر اثارة النعرات القومية والطائفية.

لكن يقظة علماء الدين والقادة المجاهدين المتواجدين في الساحة حالت دون وصول الاعداء الى غاياتهم الخبيثة ، الشئ الذي ابرز مجددا دور الوعي الجمعي والفردي في الاطاحة بالمشاريع الشيطانية والمؤامرات الجهنمية حتى وان لم تلتحم تلك المساعي المبذولة في منظومة متكاملة تحصن الامة الاسلامية كافة من الوقوع في الفخ.

في الوقت نفسه لابد من الاشارة الى ان الابتلاء العقائدي والفكري الذي حل بساحة عموم الامة علماء ومفكرين وجماهيرا شعبية اظهر مكامن القوة والضعف في الجسد الاسلامي وعرف الجميع بايجابياته وسلبياته ومدى التقدم او التراجع في سيرورته الدينية والايديولوجية والاجتماعية ...الخ.

وفي هذا السياق كان الابتلاء مختبرا حقيقيا لمعرفة قيمة مؤتمرات الوحدة والتقريب بين المذاهب الاسلامية وانجازاتها ومكاسبها ورجالاتها ايضا على مستوى النظرية والتطبيق.

ولدى قراءة كل ما مر علينا كامة نشعر بان "الخير في ما وقع" ، اذ ان حصيلة مجمل هذه الهزات والمنعطفات تشكل رصيدا وزخما كبيرين للامة من اجل مراجعة الذات وتقييم الامور على بصيرة من دين الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم (ص) بعيدا عن الاهواء النفسانية والتاثيرات الدنيوية .

اما وقد ادرك الجميع بلا استثناء شيعة وسنة ومؤمنين موحدين ، حجم الكارثة التي اوقعتها الفتنة المذهبية والطائفية والقومية على مستوى الامة الاسلامية بل والبشرية جمعاء ، فان المنتطر من المؤتمرات التي تجمع علماء الاسلام ومفكريه ودعاته ورجالاته ومنها مؤتمر طهران هو الخروج بقرارات وآليات ودلائل عملية قويمة تضمد الجراحات التي نزفت هنا وهناك وتضع جيل الشباب والناشئة بل الامة كلها امام واجباتهم ومسؤولياتهم الحقيقية وتقيهم مكاره الايحاءات والاغواءات اللعينة التي بثتها قوى الشر والعدوان بقيادة اميركا الشيطان الاكبر واسرائيل الغدة السرطانية توخيا لبلوغ اهدافها ومطامعها السطلوية والاستغلالية في انحاء الارض :" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العلي العظيم.