اضراب وتظاهرات عمالية في لبنان، والمحتجون يقطعون طرقا رئيسية

أفاد مراسل قناة العالم الاخبارية في بيوت ان متظاهرين قطعوا صباح اليوم الاربعاء عددا من الطرق في مختلف المناطق اللبنانية مستخدمين اطارات السيارات المشتعلة، وذلك ضمن فعاليات يوم الاضراب والتظاهر الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام في لبنان احتجاجاً على سياسات الحكومة الاقتصادية والاجتماعية.

وذكر المراسل أن من بين الطرق التي أغلقها المحتجون الطريق الرئيسية المؤدية الى مطار بيروت الدولي.

وافادت المصادر ان الملاحة الجوية في مطار بيروت الدولي توقفت بشكل كامل منذ الصباح الباكر التزاما بقرار الاضراب.

وذكرت المصادر ان التزاما كبير بالاضراب سجل في مختلف المناطق اللبنانية حيث اقفلت المحلات والمؤسسات والمدارس والجامعات ابوابها، بينما واصلت المستشفيات عملها كالمعتاد لاستقبال أي حالات يمكن أن تحدث.

وقد نشر الجيش اللبناني قواته على الطرقات واقام بعض الحواجز في مختلف المناطق.

وفي تطور لاحق، ذكرت المصادر ان مسلحا ينتمي لتيار المستقبل قام بالقاء قنبلة على المتظاهرين في منطقة كورنيش المزرعة ببيروت ما ادى الى اصابة 3 متظاهرين واثنين من عناصر الجيش بجراح.

وتحدثت المصادر عن حصول اشتباكات بين مسلحي تيار المستقبل والجيش اللبناني في هذه المنطقة.

واوضحت المصادر ان عناصر من تيار المستقبل اجتازت القوى الامنية في كورنيش المزرعة للهجوم على المتظاهرين ولكن الجيش اللبناني تصدى لها.

وفيما يتعلق بالتحرك العمالي، قال رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان غسان غصن إن الإضراب اليوم في البلاد يرمي لإعادة التوازن الإجتماعي من خلال وضع سياسة اقتصادية متوازنة، مؤكدا أن الإتحاد لن يرضى بأقل من هذا المطلب.

واضاف غصن في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية: لا نقف مع اي طرف ولا ضد اي احد منهم، بل نعتبر ان تصحيح الاجور ورفع الغبن وإعادة التوازن الاجتماعي من خلال سياسة اقتصادية متوازنة يرضي الاتحاد العام وبالتالي المواطنين.

وكان غصن اكد الثلاثاء الاستمرار بقرار الاضراب والتظاهر الاربعاء، رغم قرار الحكومة برفع الحد الادنى للاجور، والذي اعتبره الاتحاد انه "غير كاف وشكلي وملتبس".

واعلن غصن في مؤتمر صحافي برنامج التحرك لتظاهرات الاربعاء محددا مراكز التجمعات في بيروت حيث ستقام تظاهرة مركزية تبدأ الساعة 10,00 بالتوقيت المحلي (7,00 تغ) وتنتهي امام مصرف لبنان المركزي، اضافة الى تظاهرات في المناطق.

من جانبه، دعا حزب الله اللبنانيين الى المشاركة في الانشطة (الاضراب والتظاهر) التي دعا اليها الاتحاد العمالي العام الاربعاء احتجاجا على الاوضاع المعيشية الصعبة والسياسة الاقتصادية للحكومة.

واعتبر حزب الله ان "هذه المشاركة تشكل صرخة بوجه الانهيار المنهجي الذي سببته هذه الحكومة غير الشرعية على مستوى الوضعين الاقتصادي والاجتماعي وعلى مستوى حقوق الموطنين".

من جهة اخرى، وصف مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله اللبناني نواف الموسوي الثلاثاء قرار حكومة فؤاد السنيورة باقالة رئيس جهاز أمن مطار بيروت وملاحقة شبكة اتصالات المقاومة بأنه تجاوز للخطوط الحمر.

واتهم الموسوي فريق الموالاة المسيطر على الحکومة باللعب بالنار، محذرا من يلعب بالنار فانه سيحرق يديه، حسب تعبيره.

بدوره، اعتبر عضو المكتب السياسي في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي ان الاجراء الذي اتخذته حكومة السنيورة تجاوز كل الخطوط الحمر.

وقال الموسوي: إن فريق السلطة تحول الى مجرد اداة في يد الادارة الاميركية التي تسعى بدورها الى وضع يدها على مطار بيروت وغيره من المرافق العامة تحت عنوان حماية المؤسسات اللبنانية.

واتهم الموسوي حكومة السنيورة بانها تحاول ان تستغل العناوين الامنية للتعمية على فشلها في ادارة الشؤون الاجتماعية والسياسية، وقال: لا اعتقد ان هذا الامر سيمر مرور الكرام، وهذا الفريق بدأ يلعب في النار، ومن يلعب في النار سيحرق يديه.

الى ذلك، يعقد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مؤتمرا صحافيا يوم الخميس المقبل في 8 ايار/مايو للتعليق على القرارات الاخيرة لحكومة السنيورة، حسب ما جاء في بيان صادر عن الحزب.

وكانت حكومة السنيورة قررت في جلسة ماراتونية استمرت اكثر من 10 ساعات ملاحقة كل من يظهر له علاقة بشبكة الاتصالات التابعة للمقاومة، وكلفت الادارات المعنية بمعالجة الموضوع.

واعتبرت الحكومة وبعد اجتماعها حتى ساعة متأخرة من فجر الثلاثاء، ان الشبكة غير شرعية وغير قانونية وتشكل اعتداء على سيادة الدولة، وللدولة اللبنانية الحق بازالتها، رافضة اعتبار ان هدف الشبكة حماية المقاومة والتشويش على الاجهزة الاسرائيلية.

كما قررت الحكومة اعفاء رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير من مهامه واعادته الى ملاك قيادة الجيش.

وقد جاءت قرارات الحكومة هذه بعد 3 ايام من اتهامات النائب وليد جنبلاط لحزب الله باقامة شبكة اتصالات للمقاومة، الامر الذي اعتبره حزب الله "بمثابة إخبار للعدو الاسرائيلي".

العالم/