رمز الخبر: ۴۱۰۹
تأريخ النشر: 11:41 - 10 May 2008
وقد ابدت طهران الى جانب الاطراف العربية والاسلامية في المنطقة حرصا كبيرا توخيا لتنسيق المساعي وتفعيلها للحيلولة دون تمرير الفتنة الاستكبارية.
عصر ايران – يوسف علي الصديق : الكثير يعرفون ان انفجار الاوضاع في لبنان ليس وليد الساعة ، بل هو عائد الى جملة من النتائج والتراكمات التي افرزتها الفتنة الاميركية – الصهيونية الرامية الى الانتقام من هذا البلد العظيم بعدما الحق رجال المقاومة الباسلة من ابنائه الهزيمة المخزية باسرائيل وحماتها الاستكباريين في تموز 2006 .

وكانت الجمهورية الاسلامية الايرانية قد حذرت مرارا من مغبة الانقياد لهذه المؤامرة والتنبه لمخاطرها وامتداداتها التدميرية ودعت اللبنانيين الى تطويق المخطط التصعيدي الاخذ في الانتشار بايحاء من واشنطن وتل ابيب وعواصم غربية مخافة ان يستفحل او ان يقطع الطريق على اي مبادرات تعيد اللحمة الوطنية على قاعدة حماية مصلحة لبنان اولا واخيرا.

كما بذلت ايران جهودا كبيرة من اجل تغليب لغة الحوار والتفاهم على اي خيار اخر يمكن ان يخدم المشروع الاميركي – الصهيوني او يحقق اغراضه ابتغاء تعميق الفرقة والتناحر بين ابناء الوطن اللبناني الواحد.

وقد ابدت طهران الى جانب الاطراف العربية والاسلامية في المنطقة حرصا كبيرا توخيا لتنسيق المساعي وتفعيلها للحيلولة دون تمرير الفتنة الاستكبارية. القائمة اساسا على تلغيم العلاقات البينية لمختلف الفرقاء والتيارات ودفعها الى المجابهة والتقاتل.

بيد ان اسهاب بعض الفرقاء في التماهي مع المؤامرة الاميركية – الاسرائيلية ، جعل الامور تفلت من عقابيلها ودفعتهم الى اتخاذ مواقف وسياسات بعيدة عن العقل والمنطق وتفتقد لمقومات الشعور الوطني وتستهدف المقاومة الاسلامية الشريفة في عصب حياتها.

ولا شك بان الاغراءات الشيطانية خلقت اوهاما جامحة في صفوف هذا البعض وجعلتهم يتصرفون بتهور واستبداد ظنا منهم بان التربع على السلطة المغتصبة يمكن ان يخولهم الصلاحيات الدستورية لممارسة اي نشاط يعتقدون انه سيعزز دورهم اللامشروع او ان يلبي رغبات اعداء لبنان المقاومة والصمود والانتصار.

المؤكد ان خيبة الامل من عدم تحقيق الفتنة الاستكبارية اهدافها المشؤومة ليست امرا مستغربا فقد اظهرت السنوات الثمان الماضية ان جميع التحركات الامريكية – الاوروبية – الاسرائيلية لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد ، باءت بالفشل الذريع وان محاولات واشنطن تصدير اخطائها وهزائمها المشينة في افغانستان والعراق وفلسطين ولبنان الى خارج الولايات المتحدة والصاقها الاتهامات بالاخرين ولاسيما بقوى الممانعة والمقاومة في المنطقة تبرهن على حالة العجز والخسران التي باتت تبصم السياسات الامريكية الخرقاء في الوقت الحاضر.

ومن المهم الاشارة هنا الى ان ايران تاسف لما آلت اله الاوضاع في لبنان وهي ترى ان الواجب الاخلاقي والقيمي يحثها على بذل جهودها الخيرة جنبا الى جنب مع البلدان الاقليمية والخارجية التي تضع مسالة اعادة التهدئة الى لبنان وشعبه فوق كل اعتبار.