رمز الخبر: ۴۱۴۴
تأريخ النشر: 18:41 - 11 May 2008
وقد استجابت المعارضة للدعوة وسحبت انصارها من الشوارع التي خرج اليها المواطنون لتفقد ممتلكاتهم والتزود بالحاجيات الغذائية، فيما بدأت المحال التجارية فتح ابوابها.
تجددت الاشتباكات المسلحة بين انصار السلطة والمعارضة الاحد في بلدة عيتات قرب مدينة عالية شرق العاصمة، فيما عاد الهدوء الى بيروت وسائر المناطق بعد دعوة الجيش انهاء كافة المظاهر المسلحة وطلبه من الحكومة الغاء قراريها المتعلقين بنزع شبكة اتصالات المقاومة واقالة قائد جهاز امن المطار.

وقد استجابت المعارضة للدعوة وسحبت انصارها من الشوارع التي خرج اليها المواطنون لتفقد ممتلكاتهم والتزود بالحاجيات الغذائية، فيما بدأت المحال التجارية فتح ابوابها.

كما خيم الهدوء الحذر على شوارع مدينة طرابلس شمالي لبنان وانتشرت وحدات الجيش عند المدخل الشمالي للمدينة، في حين غابت عنها كافة المظاهر المسلحة.

وكانت المدينة قد شهدت صباحا اشتباكات عنيفة بين انصار السلطة والمعارضة اسفرت عن مقتل امراة داخل منزلها وسقوط عدد من الجرحى.

وبذلك ترتفع الى 19 عدد القتلى اللبنانيين جراء الاشتباكات بين انصار السلطة والمعارضة في بيروت والشمال.

وقد افادت مصادر امنية ان الاف السكان غادروا منطقة باب التبانة التي تشكل خط تماس بسبب المعارك.

وقال مسؤول امني ان الاشتباکات التي بدأت ليلا ترکزت في باب التبانة ومنطقة بعل محسن والقبة شمال المدينة الساحلية. واضاف ان "حوالي سبعة آلاف شخص فروا من باب التبانة التي تشکل خط التماس بسبب الاشتباكات".

وقد شيع اهالي بيروت عددا من القتلى وسط اجراءات امنية اتخذها الجيش اللبناني.

وفي القاهرة، بدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعهم الطارئ لبحث المواجهات الأخيرة في لبنان التي تفجرت منذ أربعة أيام بين أنصار السلطة والمعارضة.

وتأخر الاجتماع مدة ساعتين بسبب اجتماع ثلاثي عقد في مقر وزارة الخارجية المصرية وضم وزراء خارجية مصر احمد أبو الغيط والسعودية سعود الفيصل وسلطنة عمان يوسف بن علوي أعقبه اجتماع تشاوري على مستوى الوزراء ورؤساء الوفود في مقر الجامعة العربية.

وقال وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس الوزاري للجامعة العربية، في كلمة افتتاحية إن "عددا من الخطوات والإجراءات المحددة لعلاج الموقف في لبنان مطروحة على الوزراء لإقرارها وتنبيها" ولكنه لم يكشف عن مضمونها.

وأوضح إن "خطوات محددة تم التشاور بشأنها" خلال الاجتماع المغلق الذي سبق بدء الأعمال رسميا.

وناشد الوزير الجيبوتي "الفرقاء في لبنان ضبط النفس والتجاوب مع المساعي العربية" لحل الأزمة اللبنانية "بالطرق السلمية وليس من خلال السلاح" مشيرا إلى إن اجتماع الوزراء العرب يستهدف "إبعاد شبح الحرب الأهلية".

وأكد إن "المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية هي المبادرة الوحيدة المطروحة على الساحة".

ويشارك في الاجتماع الطارئ للمجلس الوزاري للجامعة العربية 17 وزيرا للخارجية (مصر،السعودية،الكويت، البحرين، الإمارات، سلطنة عمان، قطر، لبنان، العراق، الأردن ،اليمن وليبيا وتونس والجزائر).

وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد أكد أمس أن موقف الجامعة بشأن لبنان "واضح ومتأسس على المبادرة العربية" مشددا على ضرورة التوصل إلى صيغة تحفظ لكل اللبنانيين كيانهم وللبنان أمنه وسلامه.

وقبيل الاجتماع عقد موسى اجتماعا مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وكان قد التقى أمس كلا من وزيري الخارجية العماني يوسف بن علوي والأردني صلاح الدين البشير.

وتغيب عن الاجتماع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وأعلن المندوب السوري لدى الجامعة العربية يوسف أحمد أن المعلم لن يحضر اجتماع الاحد، بسبب وفاة شقيقته يوم الجمعة الماضي.

وقال مسؤول في الجامعة "إن الوزراء سيدعون إلى التوصل لاتفاق عاجل لتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان". وأضاف "أن الوزراء سيطالبون بتشكيل فريق يضم ساسة ومثقفين وأطرافا محايدة للعمل على إعداد قانون جديد للانتخابات بعد انتخاب سليمان".

وكان وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني قد استبعد أن يسفر اجتماع الوزراء العرب عن نتائج مهمة، ما لم يتم التوصل مسبقا إلى نقاط اتفاق بين الأطراف المتنازعة.

وقبيل بدء الاجتماع الوزاري العربي شدد رئيس الوزراء اللبناني السابق عمر كرامي على ضرورة العودة للمبادرة العربية أساسا لحل الأزمة السياسية في لبنان، لكن شريطة فهم المبادرة العربية "فهما صحيحا" يقوم على مبدأ المشاركة.

وطالب كرامي بالتعامل مع بنود المبادرة العربية كحزمة واحدة، بحيث يتم الاتفاق على رئيس توافقي، بعد التوصل لحكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب عادل.

وحمل في مؤتمر صحفي عقده بطرابلس الاحد حكومة فؤاد السنيورة وفريق السلطة مسؤولية تدهور الأوضاع في البلاد إلى المستوى الذي وصلت إليه الأيام الماضية، وشدد على أن "اللا مسؤولية" التي تعاملت بها هذه الجهات، هي التي دفعت المعارضة للنزول للشوارع بأسلحتها "الخفيفة".

وانتقد كرامي بشدة القرارين اللذين اتخذتهما الحكومة مؤخرا، واللذين تسببا بتفجر الأوضاع، كما انتقد تهجم رئيس الحكومة على دور الجيش اللبناني واتهامه له بالتقصير، وأكد أن الجيش قام بواجبه كاملا في الأزمة الأخيرة، محذرا من مغبة الذهاب بالبلد إلى ما وصفه بـ"حرب مذهبية".

العالم/