رمز الخبر: ۴۳۰۳
تأريخ النشر: 12:43 - 20 May 2008
من الواضح ان بوش لم يفكر بالموقف البذئ الذي اتخذه حيال الامة عندما تحدث بعبارات تفتقد لاصول اللياقة واللباقة وتظهره هو ايضا مسؤولا اميركيا لا يفقه شيئا عن السياسة الدولية ومتطلباتها.
عصر ايران – حمزة هادي حميدي : قد تكون الفائدة الوحيدة من خطاب الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش في مؤتمر دافوس بمنتجع شرم الشيخ المصري هي انها اوضحت كم ان هذا الرجل بليد وفاقد للاحساس وبعيد كل البعد عن تطلعات العرب والمسلمين.

ولولا ان الاستحقاقات السياسية الدولية تملي على الجمهورية الاسلامية الايرانية الرد على ما تفوه به جورج بوش في دافوس مصر لكان افضل جواب لما قاله هو : سلاما.

اذ من الواضح ان بوش لم يفكر بالموقف البذئ الذي اتخذه حيال الامة عندما تحدث بعبارات تفتقد لاصول اللياقة واللباقة وتظهره هو ايضا مسؤولا اميركيا لا يفقه شيئا عن السياسة الدولية ومتطلباتها.

ما هو جدير بالاهتمام هو الرد المنطقي السليم الذي قام به السيد محمد على حسيني المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الايرانية عندما وصف تصريحات بوش بانها تعود للقرون الوسطى معلنا ان سياسات وافكار هذا الرئيس الاميركي تسببت حتى الان في الاخلال بامن المنطقة واستقرارها كما عرضتها للعديد من الازمات والحروب التي لم تكن حصيلتها سوى القتل والاصابة والتشريد لملايين البشر.

لقد كان من الواجب على الرؤساء والمسؤولين المشاركين في دافوس "شرم الشيخ" تسجيل موقف مشرف وصريح يوقف بوش عند حده ويجعله يحترم اهم مكاسب الامة العربية والاسلامية. واجلى عناوين عزتها وشموخها عندما حقق ابطال حزب الله المؤمنين في لبنان اعظم انتصار للعرب والمسلمين على العدو الصهيوني الغاصب صيف 2006.

وفي الواقع فان تصريحات بوش في شرم الشيخ لم تترك للامة شعوبا وحكومات خيارا سوى حشد الطاقات والاستعدادات للتعامل مع من هو شر من رئيس الولايات المتحدة الحالي الذي بقيت له شهور في ولايته الحافلة بالمغامرات والسياسات الهوجاء.

فقد اثبتت سنوات ولاية الجمهوري المعتوه جورج بوش وسلفه الديمقراطي الفاسد بيل كلينتون في التماهي مع الاستراتيجية الصهيونية ان الحزبين الرئيسين في اميركا هما وجهان لعملة واحدة ترى في طمس القضية الفلسطينية وتبشيع صورة المقاومة الشريفة في فلسطين ولبنان والممانعة الصامدة في ايران وسورية الى جانب جر العرب والمسلمين الى موقع الاستسلام والخضوع للغة العربدة الاسرائيلية استراتيجية اساسية.

فهل ستكون الامة بمستوى المخاطر الاميركية – الصهيونية القادمة ام انها ستظل مسلمة قيادتها لامثال من استمعوا الى ترهات جورج بوش وتطاولاته ووقاحاته في شرم الشيخ وصفقوا لها؟!