رمز الخبر: ۴۵۰۲
تأريخ النشر: 11:44 - 31 May 2008
يوسف علي الصديق
عصر ايران – يوسف علي الصديق : تتميز العلاقات الثنائية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودولة الامارات العربية المتحدة بسمات مهمة تبرز عبر اتساع مدى التعاون المتبادل في العديد من المجالات ولاسيما في التعاون الاقتصادي.

وهناك قناعة لدى الجانبين في ان امن المنطقة والخليج الفارسي هو مسؤولية بلدانها اذ لا يمكن للاطراف الغريبة عنها ان تاتي بما يمكن ان يؤدي الى سلام مادامت تلك الاطراف محكومة بقواعد الربح والخسارة في جميع معاملاتها.

ولا شك بان افاق التعاون والتنسيق بين ايران والبلدان العربية المطلة على الخليج الفارسي قد تنوعت وازدادت بعد مشاركة الرئيس السيد محمود احمدي نجاد في قمة الدوحة لبلدان مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي كضيف شرف الامر الذي عزز الثقة والاطمئنان بين الجانبين اكثر فاكثر على قاعدة ان "اهل مكة ادرى بشعابها".

وعلى صعيد متصل كان للقيادتين السياسيتين في ايران والامارات دور فاعل وناشط الى جانب الادوار العربية والاسلامية والدولية الاخرى في انجاح مؤتمر الدوحة وايصال الفرقاء اللبنانيين الى التوافق المشهود الذي انهى ازمة سياسية حادة في لبنان دامت نحو ثلاثة اعوام.

اذن ليس ثمة هوة معينة تفصل طهران وابوظبي عن مناقشة اية قضايا ثنائية او اقليمية او دولية حتى يستعين احدهما بطرف خارجي او عدة اطراف خارجية لتقريب وجهات النظر بين العاصمتين.

والواضح ان طهران اعلنت مرارا وتكرارا بان قضية الجزر الايرانية الثلاث تنب الكبرى وتنب الصغرى وابوموسى لا ينبغي ان تكون شماعة تعلق الاطراف الغربية عليها اجندتها.

نعم ان ايران ترفض رفضا تاما ان يتسلق الطارئون على الخلافات الحدودية بين ايران والامارات توخيا لاخضاع البلدان المتشاطئة في الخليج الفارسي لمشاريع القوى الاستكبارية بزعامة اميركا والكيان الصهيوني اللقيط.

فالعالم اجمع حافل بالكثير من النزاعات او الخلافات على الحدود او المناطق هنا وهناك ، وهي عادة ما تناقش بين طرفي الخلاف وقد تؤدي المفاوضات الي صيغة توافقية او بقاء الوضع معلقا دونما تاثير يذكر على مسيرة التعاون والتواصل بين الطرفين.

لقد جرت عدة لقاءات ومحادثات بين كبار المسؤولين في ايران والامارات لبحث سوء التفاهم بشان جزيرة ابوموسى وكانت طهران ولاتزال مهتمة بالتوصل الى صيغة توفيقية في هذا الاتجاه بيد ان عدم حسم هذا الامر ثنائيا حتى الان لا يفسد للود قضية.

ويقيننا بان الاجواء الايجابية والمتطورة لمسيرة العلاقات الايرانية – الاماراتية لا يمكن ان يعكر صفوها تلك المنابر السياسية او الاعلامية المشبوهة الساعية الى الاثارة والايقاع والتنابذ بين اهل هذه الديار الكريمة خدمة لاجندة اجنبية معروفة.