رمز الخبر: ۵۰۸۱
تأريخ النشر: 11:57 - 12 July 2008
حمزة هادي حميدي
عصر ايران ، حمزة هادي حميدي – ما اتعس ان يرتهن مصير المجتمع الانساني كله بسياسات خرقاء يرسمها جورج دبليو بوش وشلة المحافظين الجدد في واشنطن.

وحدهم الاميركيون يعرفون قبل سواهم مستوى الفهم لدى هؤلاء الذن تربعوا على البيت الابيض فترة السنوات الثمان الماضية واكتووا قبل الشعوب الاخرى في العالم بسلوكياتهم غير الموزونة.

لقد ادى هذا التوجه بمواطني الولايات المتحدة الى ان يعيشوا حالات هستيرية نفسيا واوضاعا متردية اقتصاديا وكل ذلك جراء قيام حكوماتهم بتوريط البلاد في حروب وازمات حادة لم تعد سوى بالاخفاق والخيبة على اميركا وقبل ذلك بسقوط اعتبارها ومصداقيتها الى الحضيض امام العالم.

بيد ان ذلك لم يمنع من ارتفاع اصوات ذات وزن في داخل الولايات المتحدة تتصف بالعقلانية والمنطق وترفض تصرفات الادارة الجمهورية المتطرفة القائمة معتبرة اياها جوهر المشكلة التي لطخت سمعة اميركا بالوحل ونفرت سكان الكرة الارضية منها بشكل لافت.

ان من الطبيعي للجمهورية الاسلامية وهي تتلقى افكار وتصورات تلك الاطراف الاميركية المتزنة ودعواتها الى التماس خطاب معقول مع طهران ، ان تتجاوب معها انطلاقا من الحكمة الايرانية المعروفة بانها مضرب الامثال عالميا.

وفي هذا السياق جاء رد وزير الخارجية الايراني السيد منوجهر متكي على سؤال شبكة "سي ان ان" بشان تغير نبرة ايران في الوقت الحاضر حيال واشنطن قياسا بالفترات الماضية حيث قال : لقد بدانا نسمع في الاونة الاخيرة اصواتا جديدة في داخل الولايات المتحدة ونعتقد بانه اذا ما تعاملت الادارة الاميركية بشكل عقلاني مع هذا التوجه فان ثمة امكانية قطعا في ظهور مناخ افضل واكثر ايجابية على مستوى العلاقة بين البلدين.

ولم يفت على الوزير متكي الاشارة الى عقم الحرب النفسية الاميركية موضحا في معرض اجابته على اسئلة محاوره في شبكة "سي ان ان" ان العامين الماضيين كانا حافلين باخبار وتقارير استخباراتية وتحذيرات كثيرة تنبئ عن استعدادات عسكرية اميركية لضرب ايران لكن تحليلاتنا وقناعاتنا تعتقد بخلاف ذلك حيث ان الاوضاع في اميركا وفي المنطقة والعالم غير ملائمة ولا تحتمل وقوع حرب اخرى في الشرق الاوسط.

في ضوء ما تقدم فان قواعد الخطاب الحضاري تدعو صناع القرار ومن ورائهم زعماء القوة والمال في اميركا بل في عموم الغرب الى توخي اساليب اكثر تمدنا ورقيا في محاكاة الشعوب الاخرى ولاسيما الدول الاسلامية والعربية باعتبارها المتضررة الاولى من سياسات الغطرسة والتحكم ومن مفاعيل اللصوصية الدولية التي تقودها واشنطن في الوقت الحاضر.

اما التمادي في العدوان على الشعوب المستقلة والمناضلة فانه لن يحقق ذرة من مآرب اميركا وحليفاتها والكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين.